تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الحكيم: أحياناً يستعد الإنسان لشيء ويظن أنه يستعد من كل النواحي لكنه يؤتى من مأمنه. في آخر السورة ذكر الله عز وجل الحفظ للنبي صلى الله عليه وسلم فقال تعالى (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)) فلا يستطيع المستهزئون أن يصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتل والإساءة كما قال (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ (67) المائدة) وكذلك من حفظ الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لما ضاق صدره من هؤلاء قال (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)) فكانت الصلاة حفظًا للإنسان وحرزًا له وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. وهناك حديث في مسند الإمام أحمد أريد أن أشير إليه وهو حديث قدسي صححه المحقق وغيره أن الله عز وجل قال: يا ابن آدم احفظ لي أربع ركعات من أول النهار أكفِك آخره". ما هي الأربع الركعات أول النهار؟ الله عز وجل قال (وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) فالسجود صلة العلماء على قولين إما أنها ركعتا الفجر السنة والفريضة وهذا يؤكد قول النبي صلى الله عليه وسلم "من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي" وإما أن يكون الحديث عن سنة الضحى، والحديث صحيح والإنسان ينبغي أن يحافظ على أربع ركعات من أول الصباح سواء كانت سنة الفجر مع صلاة الفجر أو كانت ركعات الضحى، هذا الحفظ.

د. عبد الرحمن: يمكن أن نقول أن هذا خيط رفيع يجمع كل هذه القصص أولاً حفظ الله لكتابه، حفظه لآدم، حفظه لذريته الصالحين المخلَصين، حفظه لإبراهيم ولوط وحفظه أيضًا لصالح ولشعيب ثم حفظه للنبي صلى الله عليه وسلم في آخر السورة فيمكن أن نقول السورة سورة الحفظ.

ونحن نتكلم عن الحفظ نتكلم عن قوله عز وجل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)) وأن بعض الطوائف من المسلمين وغلاة من الرافضة يقولون أن القرآن فيه آيات كثيرات لم تظهر للناس بعض الصحابة أبو بكر أو غيره أنه حجبها عن الناس في الجمع الأول أو الثاني فيجاب عليه بجواب أن الله عز وجل قال في كتابه الكريم (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فهذا خبر من الله سبحانه وتعالى أن القرآن محفوظ إن كان فيه نقص فهو نقص في الحفظ، الله عز وجل قال (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ (23) البقرة) الذي يقل أنه ناقص أو زائد هو في ريب مما نزلنا على عبدنا، فاتوا بسورة من مثله سواء كانت سورة البقرة أو الكوثر (وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) صادقين في دعواكم هذه. الأدباء وأهل البلاغة والفصاحة في اللغة العربية في الأرض كثير من المسلمين ومن النصارى ومن غيرهم ومن الملحدين فيمكن أن يوظف الإنسان مائة شخص على أن يأتوا بمثل هذا القرآن سورة واحدة سورة واحدة كسورة الكوثر لا تتجاوز سطر ونصف فإذا عجز الإنسان عن مماثلة القرآن وقد عجز الخلق كلهم قريش التي انتقلت من الإتيان بسورة إلى محاربة النبي صلى الله عليه وسلم لعجزها فثبت لنا أن القرآن محفوظ وأن هذا الخبر في هذه السورة الذي أنزله في هذه السورة أنه حفظها إذن ليس هناك نقص في كتاب الله.

د. عبد الرحمن: كنا نتحدث عن قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وهذه الآية آية عظيمة يتوقف عندها العلماء كثيراً للإشارة إلى حفظ الله سبحانه وتعالى للقرآن الكريم وذكرت في بداية حديثك إشارة إلى بعض الطوائف التي تنتسب للإسلام مثل الرافضة عندما يتهمون القرآن بأنه ناقص وهناك كتب كثيرة كتبت في هذا الموضوع تثبت هذه التهمة عليهم من جهة وأخرى تنفيها خاصة في الوقت الراهن الآن بدأت ألاحظ بعض الكتاب التي تنشر من قبل الرافضة تنكر القول بأن القرآن الكريم ناقص أو زائد ويقولون نحن لا نقول إلا بهذا القرآن الذي بين أيديكم لكن بغض النظر نتحدث عن هذه الآية أولاً في البلاغة الموجود فيها في كون الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير