تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الكريم.

د. عبد الرحمن: عندما تقارن قوله تعالى (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً (8)) الآن أصبحت هذه المركوبات لا تذكر الآن مقارنة بالطائرات والسيارات والقطارات والسفن مع أنه ذكر السفن في هذه الآيات أيضًا ومن اللطائف في هذه الآية في تفسير الألوسي في روح المعاني ذكر عند قوله (وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) قصة طريفة، الألوسي متوفى 270 هجرية، فيقول وقد بلغني أن أناسًا في الغرب يحاولون تقليد الطير في طيرانه فارتفعت بهم عن الأرض قليلاً ثم سقطت بهم إلى حيث ألقت رحلها أم قشامة قال ولا أظنهم يفلحون في هذا. الآن لما تقرأ كلام الألوسي تضحك لأنه أصبحت الطائرات الآن تحمل أثقالا ضخمة

د. إبراهيم: وهذه المركوبات وإن صنعها البشر فإن الله هو الذي ألهمهم وعلّمهم فهي في الحقيقة من نعم الله، وكذلك لاحظ قوله (وَزِينَةً) وهكذا السيارات اليوم الناس لا يتخذونها فقط للركوب بل يتخذون شيئا فوق الركوب يتفاخرون بها ويتزينون بها

د. عبد الرحمن: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)) في هذه الآيات إشارة إلى وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم وهي وظيفة البيان

د. إبراهيم: أولًا الذكر المراد به القرآن الكريم (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) وأنزلنا إليك يا محمد هذا القرآن الكريم لتبين للناس ولتوضحه للناس وتفسره للناس فهذه من وظائف النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه" فالنبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه القرآن الكريم بيّن لهم ألفاظه ومعانيه اختلف العلماء هل بين جميع القرآن أو بعضه وهذه ليست قضيتنا لكننا نوقن أن النبي صلى الله عليه وسلم بين هذا القرآن الكريم الذي أنزل إليه وعلمه أصحابه وألفاظه ومعانيه فلم يتوفى عليه الصلاة والسلام وينتقل من هذه الدنيا إلا وقد بلّغ هذا القرآن الكريم الذكر الذي فيه تذكرة وموعظة لهم.

د. عبد الرحمن: هناك الآن ومن قديم أناس يخرجون الآن في الاعلام ويكتبون كتابات ويقولون نحن سنكتفي بالقرآن الكريم فقط ولسنا في حاجة إلى السنة النبوية لكي تبين لنا القرآن الكريم والقرآن بين بنفسه فلا حاجة إلى بيان النبي لهذا القرآن ولسنا بحاجة إلى مراجعة كلام المفسرين حول القرآن ويسمون أنفسهم بالقرآنيين رأيت من كتب عنهم بأنهم القرآنيون. أليس في كلام الله عز وجل (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ (44)) لتبين لهم القرآن، أليس في هذا رد على هؤلاء الذين يدّعون هذه الدعوى؟

د. إبراهيم: بلى وهذه الدعوى باطلة وعند التطبيق العملي يستحيل أن تطبق إلا عند أناس لا يؤمنون بهذا الدين وهذا الشرع فمن المعلوم أن هناك من الآيات في القرآن ما لا يمكن أن تفهم إلا عن طريق السنة مثلًا صفة الصلاة وشروط الزكاة وكيف يصلي الإنسان وكيف يقيم أركان الصلاة وكيف يعرف أنصبة الزكاة إلا عن طريق السنة فلا بد من الرجوع إلى السنة ثم إلى فهم السلف رحمهم الله

د. عبد الرحمن: قرأت لأحدهم كتابًا بعنوان "القرآن وكفى" من أوله إلى آخره كلام فيه حق وفي باطل ملتبس وهذه مشكلة لأنهم عندما يقولون نحن القرآنيون نحن ندعو للإكتفاء بالقرآن هذا جميل ويروج على عامة المسلمين عندما يأتيك واحد ويقول أنا سأكتفي بالقرآن ولا حاجة إلى غيره من الكتب لأن فيها تحريف وفيها روايات لم يتثبت وروايات نسبة ثبوتها قليلة ومن هذا الكلام قد يروج على عامة الناس يقولون نحن عندما نكتفي بالقرآن نكتفي بالذي ثبت بدلالة قطعية، نكتفي بما اتفقت الأمة عليه لكن عندما تقرأ أدلته تجد أنه لا يورد دليلا صحيحا يحتج به أو قد يستدل بآية استدلالا خاطئا ويفهمها فهما خاطئا وهذه دعوى خطيرة ينبغي التصدي لها والدفاع عن القرآن وحتى يفهم الناس وقد ذكرت حديث مهم جدا "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير