تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه، فإن لم يقروه، فله أن يعقبهم بمثل قراه. الراوي: المقدام بن معد يكرب المحدث: الألباني - المصدر: الحديث حجة بنفسه - لصفحة أو الرقم: 28 - خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح "

د. عبد الرحمن: نأتي إلى الآية المفصلية وهي آية النحل والعسل في قوله سبحانه وتعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)) الناس الآن في الآونة الأخيرة رجعوا للعسل وإلى الاستشفاء بالعسل وكل هذا انطلاقًا من هذه الآية في سورة النحل، فما تعليقكم؟

د. إبراهيم: لا شك أن العسل هو شفاء بنص الكتاب والسنة "الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكي. الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 5681 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح] " فالعسل شفاء لكثير من الأمراض وهذا ثبت بالتجارب وثبت عند الأطباء ولذلك هذه تدرج ضمن آيات الاعجاز العلمي ويا ليت المشتغلون بالإعجاز العلمي يقفون عند مثل هذه الآية والآية التي أشرنا إليها سابقًا (وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (8)) ومراحل خلق الجنين من هذه الأمور الواضحة البينة التي يستطيع الإنسان أن يتوصل إلى الاعجاز العلمي مهما كانت تخصصه وبسهولة ويتركوا مثل بعض المظاهر التي فيها تكلّف وربما ليس هناك دلالة البتة في الآية عليها أو قد تكون نفس الحقيقة العلمية التي يريدون تطبيقها لم تصل أن درجة أن تكون حقيقة فيتكلفون وينصرفون عن معاني القرآن وهداياته وبلاغته بسبب الوقوف وبسبب هذه التكلفات. نعم هذا مظهر من مظاهر إعجاز القرآن الكريم فالعسل شفاء لكثير من الأمراض.

إتصال من الأخ فهد من السعودية: السؤال الأول هل إبليس كان من الملائكة؟ والسؤال الثاني الله سبحانه وتعالى خلقه من نار فما الحكمة من تعذيبه بالنار؟

د. إبراهيم: السؤال الأول فالخلاف مشهور وقوي فيه قوة فمن أهل العلم من قال إنه كان من الملائكة فضلّ وأبى السجود فأبعده الله عز وجل وأخزاه ومنهم من قال لم يكن من الملائكة قط وإنما من الجن كما قال تعالى (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ (50) الكهف) وأخبر الله عز وجل بأنه خُلِق من نار بينما الملائكة خلقوا من نور كما في حديث عائشة رضي الله عنها الصحيح والراجح القول الثاني أن إبليس خلق من نار وأنه من الجن وليس من الملائكة لكن حضر مع الملائكة عندما أمرهم الله عز وجل بالسجود لآدم فسجد الملائكة إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه وآية سورة الكهف واضحة في أنه كان من الجن (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ (50) الكهف) ويصبح مثل قوله تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة) ففي الاستثناء هنا إشارة إلى أنه كان من الملائكة لكن يخرّجها المفسرون على أنها استثناء منقطع.

نعم، أما كونه خلق من نار ويعذب من نار فلا مانع منها كما أن الآدمي خلق من طين ويعذب بالطين ولذلك ورد عن بعض السلف عندما اعترض على هذا الأمر أخذ قطعة من طين وضرب به وجه المعترض فنقول أنه ليس هناك مانع أنه يخلق من النار ويعذب في النار.

د. عبد الرحمن: وأنبه الإخوة أن قضايا الجنة والنار والنعيم والعذاب في الآخرة قضايا لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى كيف يعذّب هذه أشياء فوق العقل

د. إبراهيم: وربما الدخول في هذه المسائل وإعمال العقل فيها يضل الإنسان ويحدث عنده شبهات يصعب التخلص منها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير