تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: لفتتك يا شيخ مختار أنا أنبه الباحثين إليها أن الآيات المستثناة في السور إما إنها سورة مدنية يقال فيها آيات مكية أو سورة مكية يقال فيها آيات مدنية ولا بد للباحث أن ينظر هل هذا الاستثناء مبني على التعريف المعروف للمكي والمدني أو مبني على المكان أو مراعاة المخاطبين أحيانًا

مقصد سورة الإسراء

د. الشنقيطي: مقصد سورة الإسراء أحب أن ألفت النظر إلى ما يمكن تسميته آلية أو طريقة لاكتشاف مقاصد السورة ونحاول أن نطبقها حتى نخرج بمقصد هذه السورة.

أول هذه الآليات وأهمها الإسم المشهور في زمن التنزيل أو عند الصحابة والتابعين في الزمن الأول. غالباً هذا الإسم يكون له علاقة بموضوع السورة. الإسم الوقيفي أو شبه التوقيفي أنا لا أحصره على التوقيفي لأني أُدخل فيه الإسم المشتهر عند الصحابة والجيل الأول فهذا الإسم غالباً له علاقة من قريب أو بعيد بموضوع السورة. ولعلنا نرجع لتطبيق المنهجية.

البند الثاني من هذه المنهجية والله أعلم أنك إذا دققت في آخر مقطع من السورة قد تجده واضحًا في موضوع السورة. آخر المقاطع من كل سورة في الأغلب العام غالبا ينبه لموضوع السورة كأنه أشبه ما يكون بتلخيص إلى حد ما.

البند الثالث وهو أقربها إلى الدقة هو أن تجرد الموضوعات تأخذ المصحف وتنظر في كل آية ماذا تتحدث عنه وتسجل الموضوع ثم تتأمل في الرابط بين هذه الموضوعات وتكتشف هناك رابط فتخرج به وتقول هذا موضوع السورة أو عمود السورة.

بناء على هذه الآلية التي ليست نهائية وقد يكون هناك مزيد من هذه الآليات وهي اجتهادية النظر إلى البند الأول الإسم المشتهر هو بني إسرائيل ما علاقة السورة ببني إسرائيل؟ هل السورة تتحدث عن اليهود؟ لا، خاصة أنها مكية وما علاقة السور المكية باليهود الذين لم يكونوا في مكة؟ مشكلة بني إسرائيل الكبرى في كل قصصهم في القرآن التمرد على الرسالة الربانية والتمرد على الأنبياء هذه مشكلتهم الأساسية. وإذا نظرنا إلى آخر مقطع في السورة نجد قول الله عز وجل (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (110) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)) و (قل) هنا فرق بين أن نقول مثلًا ادعوا الله أو ادعوا الرحمن لكان هذا الموضوع هو العبادة لكن لما يقول (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ) معناه هذا موضوع يتعلق بتبليغك للعبادة بأمرك بالعبادة. وتكرير (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا) هذا متعلق بمهمة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة للعبادة وليس للعبادة نفسها.

وإذا نظرنا إلى استقراء موضوعات السورة هي مليئة بالتسبيح بدأت (سبحان) وهي أضخم كلمة وقد تحتاج إلى تعليق وفيها قول الله عز وجل (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)) (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) هذه أطلق آية في التسبيح وبالمناسبة بعض المفسرين يأوّل هذه الآية إلى أنه يجل على التسبيح، الآية صريحة (وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) إذن لماذا تأوله؟ هذا تسبيح حقيقي لكن لا نفقهه نحن. فيها كلام كثير. هذا بند الذي هو تمجيد الله التوحيد عمومًا ونفي الشرك، الرسالات السماوية الكلام عن بني إسرائيل وإشارة إلى نوح وإشارة إلى داوود وإشارة (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55)) وهناك القرآن، تحدثت هذه السورة كثيرًا عن القرآن بدءًا من أول الآية التاسعة (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) وجاء في وسط السورة الحديث عن القرآن (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير