تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)) وجاء في ختام السورة الكلام عن القرآن.

د. عبد الرحمن: ولذلك ذهب بعضهم أن القرآن هو موضوع السورة

د. الشنقيطي: السورة فيها وصايا الحكمة الكثيرة التي بدأت مع قوله تعالى (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً (22)) وانتهت بقوله عز وجل (وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا (39)) وفيها قول الله عز وجل (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ (39)) وفيها حديث عن طبيعة الإنسان متفرق في السورة يبدأ في قوله تعالى (وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً (11)) وفي آخرها في قول الله عز وجل (وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسًا (83)) وفي وسطها (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)) وفيها الحديث عن الصلاة وأوقات الصلوات الخمس المفروضة (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)) وفيها النافلة (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ (79)) أهم النوافل خاصة قيام الليل وفيها الصراع بين الشيطان والإنسان (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61)) وغيرها. هذه الموضوعات كلها ماذا يشملها؟ إذا نظرنا إلى هذا كله نستطيع أن نقول باطمئنان أن موضوع السورة هو الرسالة المحمدية.

د. عبد الرحمن: قلت أن موضوع السورة يتحدث عن الرسالة المحمدية وحتى الذين قالوا بإنه القرآن فهو داخل تحت هذا المقصد العظيم. نتوقف مع بعض الأشياء في أول السورة. في قوله تعالى (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)) هذه الآيات فيها خلاف بين المفسرين ونريد أن نسمع رأيك في هذه الآيات ما المقصود بالإفسادتين؟

د. الشنقيطي: هذه الآيات وتكملتها في آخر السورة في قوله عز وجل (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا (102) فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)) ثم يرجع الحديث عن القرآن (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (105)) فإذا جمعنا المقطعين في أول السورة وفي آخر السورة حقيقة كثير من المفسرين الأقدمين، المفسرون علماء مهمتهم أن ينظروا بمعطياتهم إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم علماء الشريعة عموماً فالمعطيات موجودة هم لا يوحى إليهم، اليهود في تاريخهم كله كانوا أذلاء قبل هذه الفترة كانوا أذلاء وكانوا مضطهدين، فكثير من المفسرين أوّلوا هذه الآيات أنها بختنصر وجالوت. بعض المفسرين المعاصرين ومنهم العلامة الشيخ محمد الحسن الددو رحمه الله ومنهم الشيخ الشعراوي ومنهم د. صلاح الخالدي من الأردن وغيرهم يرى أن هذه الآيات ليست في زمن قبل البعثة النبوية المحمدة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وإنما بعد ذلك وأنا تأملت

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير