تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأقوال في الجهتين فاكتشفت الكثير من الأدلة على هذا الكلام. دعنا ننظر (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)) الأفعال المضارعة ثم في قوله تعالى (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7)) كل الأفعال المضارعة الأصل في الفعل المضارع الحال والاستقبال ولا يصرفه للماضي إلا إذا دخلت عليه (لم) حولته إلى الماضي فلماذا نحوله إلى ماضي قبل نزول البعثة؟!. ثم (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ) (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان، تصور الوضع من يوم النزول، عند النزول (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ) كلمة وعد معناه شيء للمستقبل. ثم (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ) البعث ليس معناه الإرسال وإنما الإقامة من خمود أو ركود أو رقود تقول بعثت الجمل من بروكه، هؤلاء الذين بعثوا هم العرب، هم الذين كانوا ميتين، هم الذي كانوا جهلاء قبل الرسالة المحمدية، هم المبعوثين فعلًا. ثم ضمير العظمة لله سبحانه وتعالى (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ) هذا البعث لا بد وأن يكون فيه تشريف ولا يكون بعثًأ لوثنيين مثل بختنصر وغيره. (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا) في أغلبها في القرآن للتشريف في السورة نفسها (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) ثم (عِبَادًا لَّنَا) بالإضافة، في أول السورة (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) وفي وسطها (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ (65)) وهؤلاء (عِبَادًا لَّنَا) فلا بد أن تتسق تكون كلها متسقة (عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) البأس هو القوة. عندما نقول للمريض لا بأس عليك ليس معناه لا ضرر عليك وإنما معناه لا شدة عليك في المرض معناها تخفيفًا عليك. فالشدة في الحرب مدح والله سبحانه وتعالى يمدح فريقًا يستحق المدح إن شاء الله (فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ) معناها تخطفوا داخل الديار معناها داخل الشوارع وليس داخل البيوت وهذه أخلاقيات الحرب في الإسلام أن الجنود لا يدخلون داخل البيوت ويفتشون عما فيها من المنكرات أو حتى الوثنيات أو الشركيات إنما يطهرون الشوارع والمظهر العام وهذه دقة في التعبير فجاسوا خلال الديار بين الديار (وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)) اليهود عندما تغلبوا هل تغلبوا على قوم بختنصر أم على المسلمين؟ إذن هذا دليل على أن أولئك المبعوثين مسلمين. (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) الإمداد شيء من الخارج (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ (27) لقمان) معناه أن هؤلاء قوتهم ليست ذاتية. ثم نلاحظ (ثم) زمن طويل بعد أن غلّب الله عليهم المؤمنين ثم بعد زمن طويل 1400 سنة (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) هؤلاء الذين يتجمعون في فلسطين الآن ليسوا من بني إسرائيل أغلبهم وإنما إمداد من روسيا وغيرها. (وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) النفير لما تقرأ في السيرة في قصة غزوة بدر هناك عير ونفير والنفير هم القوم الذين جاؤوا لحماية العير وليسوا هم الذين خرجوا أساسًا فالنفير هم القوم الذين جاؤوا للحماية فهؤلاء أكثر نفيراً أكثر أهل الأرض الآن يدافع عنهم (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) تحملوا مسؤولياتكم. (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7)) (لِيَسُوؤُواْ) الضمير لا بد أن يرجع إلى المذكورين قبل، من هؤلاء هل قوم يختنصر سيأتون؟ ثم قال (لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ) ولم يقل ليقتلوكم المسلمون سيدمرون مملكتكم لكن لن يقتلوكم لأن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير