تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخلاقيات الإسلام تمنعهم من ذلك لكن المهانة والذلة ستعود إلى وجوهكم (لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ). (وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ) المسجد (أل) فيه للعهد (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى (1)) ومن الذين دخلوه أول مرة؟ عمر بن الخطاب وأصحابه. (وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا) سيدمرون الأمور التي يقتضي استعلاؤهم تدميرها، هيكل خراب وغيره. أما الآية الثانية (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ (8)) وقفت أمامها ونظرت في كتب التفسير وكل من اطلعت عليهم في كتب التفسير يجعلها ضمن السياق المخاطب به بنو إسرائيل ولكني لا أقر هذا ولا أميل إليه بل أرى أنها خطاب للمؤمينن من باب الالتفات، لماذا؟ الله سبحانه وتعالى يقول (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (60) المائدة) كيف يقال لهؤلاء (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ)؟ وقال سبحانه وتعالى (فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ (90) البقرة) (وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ (61) البقرة) ويقول عنهم (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ)؟! وابن عباس يقول (عسى) من الله واجبة، لا بد أن هؤلاء المرحومين قوم آخرين هم أنتم المخاطبين. فإذا سأل سائل لم يتقدم خطاب مباشر للمؤمنين أقول كل القرآن خطاب للمؤمنين من أوله إلى آخره ما جاءت آية إلا للمؤمنين. وكل هذا الكلام يؤيده موضوع السورة رسالة محمد عليه الصلاة والسلام وإلا قصص القرآن ما جاءت استقصاء للقصص ذاتها وإنما فيها لفتات لنا معشر المسلمين. نقول الإفساد الأول حصل في زمن التنزيل سواء قبيله تشويه أو معه صدهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ومحاولتهم قتله حتى لما كان في بني سعد عند حليمة فجاءه حبران من اليهود فسألوا حليمة أين أبو هذا؟ قالت موجود فأشارت إلى زوجها قالوا إنما نبحث عن يتيم كانوا يريدون قتله. ومحاولات بني النضير الذين حاولوا قتله في المدينة. تصور حجم الإفساد في الأرض بهمومها وشمولها لو حقق اليهود مأربهم من القضاء على الإسلام في مهده، هذا هو الإساد في الأرض والأرض هنا على هذا التفسير وليست الأرض المقدسة كما يرى بعض المفسرين في فلسطين والشام وغيرها، لكنها أوسع (لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) وهذا إفساد في الأرض والإفساد الثاني في الأرض كلها لا ندري إلى متى سيستمر؟ هذا الإفساد في الأرض كلها وليس مقتصراً على أرض معين. إذن هذا الإفساد في الأرض هو الأول هو محاولتهم القضاء على الإسلام ونقضهم العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب التي كانت محاولة للقضاء النهائي على الإسلام ثم سلط لله عليهم المؤمنين وأفشل هذا المخطط سبحانه وتعالى.

د. عبد الرحمن: هذا البيان الرائع للآيات أرجو أن يفتح للإخوة المشاهدين والباحثين أن يفتح الباب للمراجعة والنظر في الايات وتفسير المفسرين. وأذكر كلامًا للإمام ابن كثير رحمه الله في كتاب إسمه "الجهاد في أحكام الاجتهاد" تكلم في هذا الكتاب عن هذه الآيات بالذات وتحدث أن المقصود بالإفساد بني إسرائيل وأتفق معك أن كل مفسر من المتقدمين كان ينظر إلى الإفساد بحسب المعطيات التي بين يديه، إبن كثير كان يتحدث في ذلك الوقت والنصارى قد أفسدوا في بيت المقدس أيام صلاح الدين عندما طردهم صلاح الدين فاعتبر أن ذلك الإفساد هو المقصود علمًا أنه يتحدث عن النصارى وليس عن اليهود فأرجو أن يكون هذا فاتحة للبحث. ولعلي حدثتك عن كتاب (لتفسدن في الأرض) للدكتور محمد علي دولة، أذكر أنه ناقش هذه القضية ولا أدري ما هو الرأي الذي استند إليه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير