تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يدي والحوت فيه وأراقبه وعندما جاءا إلى الصخرة وجلسا ثم ذهبا وقام الحوت ودخل في الماء وترك سربا خلفه كلها خوارق الأمور العادية قد تنسى لكن أشياء مثل هذه دبّت الحياة في الحوت وخرج من المكتل وفتى موسى يراه ودخل في البحر وترك مثل الطاق (سربا) ومع ذلك نسي (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا) السرب هو الطاق. ومشيا ليلتهما واليوم الثاني عندما قال (آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)) قال تذكر الحوت، فتى موسى عليه السلام ليبيّن الله سسبحانه وتعالى بالرغم من أنه مكلّف بهذه المهمة الوحيدة وأنه يراقب وقال ما كلفت شططًا وهو شيء سهل، حتى هذا الأمر ما استطاع أن يضبطه لأن الله أراد أن يبيّن لهما على أن عطاء العلم وتثبيته كله من الله سبحانه وتعالى ليدرك هو وموسى عليه السلام أيضًا بأن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى.

د. عبد الرحمن: هذه لفتة رائعة جدًا وهي من مقاصد هذه القصص أن العلم منحة ربانية

د. مصطفى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف) قصة موسى والخضر كنوز مليئة بقضية المواعظ والآداب ولكن الوقت لا يتسع لهذا.

د. عبد الرحمن: هل هناك رابط بين القصص الأربعة؟

د. مصطفى: قيم وموازين وأيضًا كما ذكرت قصة صاحب الجنتين لها علاقة بموضوع السؤال وموضوع الجواب توبيخ لقريش وقصة موسى عليه السلام هي توبيخ لليهود لأنه موسى جهل ثلاث أمور وما أثرت على مكانته ولا على صدقه فلماذا يجعلون الأسئلة التعجيزية دليلًأ على صدق محمد عليه الصلاة والسلام؟

د. عبد الرحمن: نعود لقصة أصحاب الكهف هل يمكن أن نتلمس منها بعض العبر؟

د. مصطفى: لو سمحت لي أنا أريد أن أقف بعض الشيء مع التعقيب على قصة أصحاب الكهف في قوله تعالى (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)) هذا تعقيب على قصة أصحاب الكهف كما وجد في الأمم السابقة يا محمد فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وقاموا في وجه مدّعي الألوهية الكذابين وطالبوا بالبرهان ولم يجدوا برهانًا فثاروا في وجههم وتركوا أموالهم وأهلهم فحصنهم الله سبحانه وتعالى وخلّد ذكرهم، في أمتك أمثالهم فاصبر نفسك معهم. عندما جاءت قريش تقول إن هؤلاء الفقراء إذا أردت أن نستمع إليك يا محمد أبعِد هؤلاء عن مجلسنا روائح جببهم تؤذينا ولا نريد أن نعيّر بجلوسنا ونحن زعماء قريش أنا جلسنا مع هؤلاء النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يلفت النظر لكن إذا جاءت المساومة على المبادئ كان صلى الله عليه وسلم يؤمر بقضية البتر في هذا الأمر. (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) هؤلاء المخلصون هم أساس الدعوة هم رجال الدعوة على أكتافهم تقوم الدعوة إصبر نفسك معهم لأنهم مخلصون ومستمرون في هذا الأمر لكن أولئك دائمًا سنة الله في الدعوة يستجيب لها الذين ليس لهم علائق وعوائق تربطهم بالأرض الشباب متحمسون النساء عاطفة شديدة الفقراء ليس هناك شيء يخسروه أما أصحاب الجاه وأصحاب الغنى المسألة عندهم مصالح ماذا تحقق لهم الدعوة من مصالح أو هل هي مغارم؟ إذا كانت مغارم هم أبعد الناس أما إذا كانت مغانم يقبلون عليها، هؤلاء لا يعتمد عليهم في الدعوة لأنه في أي منعطف من منعطفات الدعوة الخطيرة قد يتجهون إتجاهًا آخر وتفشل الدعوة. وهذا درس (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) هؤلاء (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ (29)) الدعوة لها منّة على هؤلاء تنشلهم من مستنقع الشبهات والكفر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير