تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ (114) التوبة) بعد عمر طويل بعد أن جاوز إبراهيم الثمانين سنة. ينبغي أن نفرّق بين الدعوة بالحكمة واللطف واللين وبين الولاء والبراء لا نخلط بينهم بعض الشباب يقول هذا مبدأ الولاء والبراء إذن لا بد من الغلظة لا بد من القسوة لا بد من الشدة أين أنتم من (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ (73) التوبة) نقول يا أخا الإسلام ما هكذا تورد الآيات فمبدأ الولاء والبراء له جانب لا ينبغي أن نفرّط فيه وهو جزء من عقيدة المسلم والدعوة بالحكمة واللطف واللين والتحبب انظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حياته: في الدعوة (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (125) النحل) (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (46) العنكبوت) فينبغي أن نفرّق بين الدعوة بالتي هي أحسن وبين الولاء والبراء بحيث أننا لا نحبه لكفره أما الحب الطبعي فالإسلام لا يمنع منه، لا نعينه على باطله لا نقرّه على كفره لا نساعده لأنه يهودي أو نصراني أبدًا هذا ولاء وبراء مفاصلة تامة هذه لا ينبغي أن نفرط بها، لكن دعوة، هدية، عطية (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة) هذا شيء آخر

د. عبد الرحمن: وكل يوضع في موضعه الصحيح.

د. إبراهيم: لا ينبغي أن نمضي ونترك الآية التي في آخر قصة إبراهيم (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ) كل من يقول أنا على ملة إبراهيم وهي ملة محمد صلى الله عليه وسلم الحنيفية فينبغي أن يصدق في اعتزال كل ما يُدعى من دون الله، فنقول للمبتدع من غلاة المتصوفة من الشيعة ممن يضعف إذا رأى هؤلاء المبطلين فيدعو غير الله نقول هل أنت على ملة الإسلام؟ هل أنت على ملة إبراهيم قل (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48))

د. عبد الرحمن: ما أجدر كثير من المعبودات أن تعتزل! بل كلها. هناك آية استوقفتني قبل نهاية السورة وهي قوله سبحانه وتعالى (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74)) الآن التقارير تنشر بكثرة في أوساط المسلمين وهي موازنة بين الحياة التي يعيشها الكفار والحياة التي يعيشها العالم الإسلامي وأن نسبة الفقر معظمها في العالم الإسلامي، حياتنا في العالم الإسلامي متخلفة حتى نسبة دخل الفرد بالنسبة لدخل الفرد في العالم قليلة جدًا مقارنة بأوروبا أو الولايات المتحدة، نفس المنطق هنا إذا أردتم أن تعرفوا الحق والباطل انظروا إلى الحياة المادية التي يعيشونها فأي الفريقين خير مقامًا وأحسن نديا؟!

د. إبرهيم: من الممكن أن نقول حول هذه الآية أن الاستدلال على الحق بتطور الإسمنت والحديد والماديات لعله يصح هذا. بعض الكفرة يرون أنهم على الحق بحجة أنهم أغنياء أنهم أقوياء أنهم ملكوا زمام الأمور أنهم استولوا على الأرض وهذه حجة داحضة القرآن أبدى وأعاد في إزالتها من ذهن المسلمين. مثلًا هذه الآية (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ (73)) العاقل يحتج بالدلائل بالبراهين بالبينات لا يحتج بمظاهر بلباس بزيّ بسيارة بطائرة، يحتج بمنطق بعقل بآيات بينات، هؤلاء ما حجتهم أنهم على الحق؟ (قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)) نحن خير مقامًا أكثر تقدمًا أكثر تطورًا نحن أحسن نديًا مجالس مظاهر ويبين القرآن أن هناك من قال هذا القول وأُهلِك ولم تنفعه حجته (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74)) عندهم تطوّر عندهم تمدن تجري من تحتهم الأنهار وليكن فرعون وقارون مثالًا لهذا التطور ومع هذا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير