تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عثمان يشير إلى المناسبة لأنه قال وجدت إن قصتها شبيهة بقصتها فجعلتها فيها فهذا إن صح فإنه أصل في مراعاة المناسبات.

د. عبد الرحمن: نعود إلى بداية سورة المؤمنون وحديثها عن صفات المؤمنين هنا عندما قال (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)) وسبق أنه في أكثر من حلقة تنبيه إلى أن الله تعالى يذكر الصفات مثلا يقول (إن الأبرار لفي نعيم) للإشارة إلى أن هذا النعيم بسبب بِرِّهم (وإن الفجار لفي جحيم) بسبب فجورهم وهنا نفس القضية (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) إشارة أن فلاحهم بسبب إيمانهم ولذلك يزيد فلاحهم بزيادة هذه الصفات، هذه الصفات هل من حكمة في ترتيبها بهذه الطريقة؟

د. مساعد: لا شك أن هناك حكمة، (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)) وبعدها بآيات قال (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)) ثم قال بعدها (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) كرر الصلاة مرتين لكن بوصفين مرة ذكرها بالخشوع ومرة ذكرها بالمحافظة فمثل هذا لا شك يستوقف القارئ. لما قال (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) هنا خصّ صفة الخشوع ما يدل على أهمية صفة الخشوع معنى ذلك أنه قد تداوم على الصلاة لكن لا تخشع فيها فتقديم صفة الخشوع على المداومة والفصل بينهما بمجموعة من الصفات دل على أن هذا الخشوع جنس والمداومة جنس آخر لا يلزم أنهما مع بعض دائما يعني كل ديمومة لا يلزم منها الخشوع لكن الخشوع هو من لوازم المحافظة والديمومة

د. عبد الرحمن: نعود للحديث حول هذه السورة، نعود للحديث عن الصلاة، الله سبحانه وتعالى ذكر أول صفة من صفات المؤمنون قال (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) ثم بعد أن ذكر عدة صفات قال (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) أريدك أن تضيف في هذه الفائدة أن هناك أمر بالإقامة وهناك المحافظة وهناك الخشوع في الصلاة

د. مساعد: هناك رسالة في الصلاة للدكتور فهد الرومي وهي "الصلاة في القرآن" وأيضًا هناك رسالة في الصلاة في القرآن رسالة ماجستير أو دكتوراة موجودة اطلعت عليها في الملتقى وهي موجودة على ملف بي دي أف يمكن مراجعتها. قضية الصلاة وأهمية الصلاة وعظم الصلاة الأمر فيه يطول لكن من هذا الوصف الذي أمامنا الآن لما قال (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) لا بد أن يتأمل المسلم في صلاته هل هو بالفعل يحقق هذا الوصف أو لا؟ لما قال سبحانه وتعالى (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) وهذا الوصف ورد أيضًا في سورة المعارج (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)) (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) المعارج)

د. عبد الرحمن: دائمون مثل محافظون

د. مساعد: نعم هذه أحد الأقوال فيها فالمعنى هذا معنى المحافظة لا شك أنه وصف لكنه ليس الوصف الأعلى والوصف الأعلى هو قضية الخشوع. ولهذا لا بد من التركيز على وصف الخشوع ومعرفة أسباب الخشوع وحضور القلب في الصلاة لأننا كثيرًا ما نصلي ونسهو في صلاتنا لهذا لو تأملنا قول الله تعالى (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الماعون) معنى أنهم لا يحافظون عليها وليس المراد السهو بالصلاة كما هو معروف فأحد أسباب عدم الخشوع هو عدم المحافظة على الصلاة لكن المحافظة على الصلاة هي طريق من طرق الخشوع لكن لا بد أيضًا من إضافة طرق أخرى

د. عبد الرحمن: ولا بد من مجاهدة النفس وتربيتها

د. مساعد: لا شك وخاصة في رمضان فرصة عظيمة جدًا جدًا لتربية النفس على الخشوع بحيث أن المسلم يصلي التراويح فيستحضر مع الإمام الآيات ويحاول أن يتأمل في الآيات ويقرأها ويفكر فيها فإذا مر بآية عذاب يتعوذ وإذا مر بآية رحمة يطلب الله سبحانه وتعالى سيجد أنه بدأ بمرحلة الخشوع أما حال كثير من الناس وحالنا نسأل الله أن يرفع عنا ذلك حال الإنسان الذي يكثر السهو في صلاته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير