تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: والعجيب أنه بالرغم من التأكيد على صفة البيان التي جاءت في هذه السورة في قضايا الحجاب وقضايا الاستئذان وقضايا النظر وقضايا الحدودو فيما يتعلق بحدود القذف والزنا وما يتعلق بها إلا أن أصحاب الأهواء يثيرون الشبهات حولها ويتعاملون مع الموضوع وكأنه ملتبس ويثيرون الخلاف فيه مع أنها آيات واضحة ليس فيها لبس

د. حسن: بل إنهم سبحان الله يأتون إلى أوضح الواضحات فيردونه جملة وهذا من أخطر الأمور، عندما يكون الأمر ملتبسًا يكون هناك باب لأهل الأهواء (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ (7) آل عمران) لكن ما بالك بالأمر الواضح البين؟ وخاصة في مسألة الإفك؟ في مسألة الإفك الأمر واضح وبيّن وفي مسألة الحجاب أيضًا الأمر واضح بيّن من حيث النظر إلى المقاصد العظيمة للدين والمبينة بالتفصيل في هذه السورة أن القصد هو العفاف والستر وكل شيء يفضي إلى ذلك فهو من مقاصد السورة وهو من الواضحات البينات وكل أمر إذا آل اجتماعيًا إلى ضد ذلك كرفع الحجاب أو التخفف منه، المبالغة في الزينة، إخراج بعض ما هو من الزينة منها والإذن للمرأة أن تكون فيه بين الأجانب كل ذلك إذا تأملنا مقاصد السورة نقول إنه من الأمور المنهي عنها لأن هذه السورة جاءت للعفاف والستر، غض البصر من الطرفين (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ) (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ) هذه كلها لها معاني وإذا كنا لا نتعامل مع المآلات وننظر إلى المآلات فمعنى هذا أننا نبحث عن المتشابه لكن في مسألة الإفك الأمر مختلف تمامًا ولذلك لم يقع في الإفك الذي حمل كِبره هو رأس المنافقين

د. عبد الرحمن: لعلنا نخص قصة الإفك إن شاء الله بوقفة. لكن لفت نظري فعلًا كثرة الإثارة الآن لأمور في قضايا تبرج المرأة أو جواز خروجها كاشفة الوجه ومتجملة وأن هذا ليس فيه حرج مع وضوح هذه المعاني في هذه السورة وأن القرآن واضح بمنعها وقطع الأمر في شأنها ورفع الخلاف فيها وأنه يجب على المرأة أن لا ترى الرجال ويجب على الرجل أن لا يرى المرأة وأن هذا هو الأسلم لقلوبهم كما قال في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (53) الأحزاب) فكيف بغيرهم؟

د. حسن: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ (30)) لماذا يغضوا من أبصارهم؟ المقصود أن يغضوا أبصارهم عن المحارم وإلا لو كان الأمر لقال الله عز وجل يغمضوا أعينهم لكن تُرِك للإنسان ما لا بد منه في حياته لكن إذا كان في مقابل الطرف الآخر غضوا من أبصاركم والنساء (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ (31)) يحفظن فروجهن في الطرفين، وحفظ الفروج هو حفظ لما قد يفضي إلى الوقيعة من هذا الطرف لذاك والله تعالى قد فطر كل طرف على الميل للطرف الآخر لتستقيم الحياة وهذا الميل الفطري جعل الله تعالى له مسارات ومسالك وجعل حدود وحواجز بين الطرفين ولذلك لو تأملنا في الآيات الأخرى في السور الأخرى وضممناها إلى هذه لوجدنا أن الأمر بالحجاب الذي هو تغطية الوجه وتغطية الرأس والستر وعدم الخروج بالزينة ولذلك الفقهاء كانوا مجمعين على أن ستر الوجه سُنّة حتى الذين يقولون بجوازه أنه ليس محرّمًا يقولون إن ستره أولى بالمرأة وقول الله عز وجل في هذه السورة (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ (60)) ما دام رفع الجناح عن القواعد من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير