تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكان من خيار الرجال ولذلك اختاره النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أمينه على مؤخرة الجيش فلما ذهبوا شيئًا جاء صفوان ليلحق بهم وركب ناقته فلما مر من مكان الجيش لمح سوادًا فإذا هي عائشة وكان يعرفها قبل أن يفرض الحجاب فاسترجع وقال إنا لله وإنا إليه راجعون! عائشة أم المؤمنين؟! فنزل عن راحلته وأناخ ناقته وأركبها وصار يقود الراحلة هو يمشي وهي راكبة حتى لحق بالجيش بعدما تعالى النهار من الغد فلما جاء إليهم كان الناس على ما عهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنين مصدّقين إلا المنافقون عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين قال كلمة خبيثة قبيحة -لا أريد أن أقولها – لكنه اتهام لهما أن بعضهما وقع في بعض وسار هذا الكلام ووقع فيه بعض ضعاف النفوس من المسلمين لأمر يريده الله عز وجل، سرى هذا الأمر ولم يبلغ الأمر عائشة إلا بعد فترة، الله تبارك وتعالى أنزل هذه الآيات لبيان هذه الحادثة الشنيعة

د. عبد الرحمن: أظن بعد شهر من وقوعها نزلت الآيات

د. حسن: بعدما جلجل الأمر ووقع في نفس أبي بكر رضي الله عنه وحزن وهجر عائشة وعائشة أصابها ما أصابها من الهمّ كيف وقد قيل؟! بعد ذلك أنزل الله تعالى هذه الآيات والعجيب أن هذه الايات في موضوعها من أوضح الآيات لم يترك الله عز وجل شاردة ولا واردة في هذا الأمر إلا بيّنها (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ (11)) سماه إفك والإفك هو أشد الكذب، مقلوب عندما تقول هذه طاولة مأفوكة يعني مقلوبة (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) النجم) المؤتفكة مقلوبة لأنه قلب عاليها سافلها. (عُصْبَةٌ مِّنكُمْ) يعني شرذمة قِلّة لا تأبهوا بهم، (منكم) وإن كان من المنافقين لأن المنافقين كانوا محسوبين على المجتمع ولذلك عبد الله بن أبي كان من ضمن الجيش الذي يمشي وشأنه يتتبع الأثرات والبحث عن الزلات. (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) ولذلك الله سبحانه وتعالى بدأ هذا القول قبل أن يفصل الحكم فيه لتطمين النفوس ابتداء هذا الأمر وقع لكن لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم، ولم يكتف بالنفي بل جاء بالإثبات، لماذا؟ عائشة رضي الله عنها بعد الإفك أعظم وأشرف منها قبل الإفك كما كان يوسف عليه الصلاة والسلام بعد ذلك التلبيس أعظم منه ومريم عليها السلام كانت بعد أن امتحنها الله تعالى بتلك الولادة وذلك الوليد غير الطبيعي وما جرى في ظن الناس كانت أعظم مكانة منها قبل أن يكون لها ما كان. ولذلك الله تبارك وتعالى أراد أن يرفع مقام عائشة في ذلك ومقام أبيها وهو أيضًا رفعة للنبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا اتهام في عرضه فأنزل الله تبارك وتعالى هذه البراءة بهضا التفصيل (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)) ففضح المنافقين ورفع شأن المؤمنين وتاب على الذين وقع منهم ذلك من المؤمنين كمسطح وحسان رضي الله عنهم وكان حسان يدخل على عائشة بعد ذلك ويعتذر، وأنزل فيهم أحكامًا، التوبة تجبّ ما قبلها والرفق بين المنافق والمؤمن أن المؤمن يتوب فيتوب الله عليه وأنزل الله فيها آيات حتى قال ابن عباس ما هذه بأولى بركاتكم يا آل أبي بكر، يحدث لكم شيء فينزل الله أحكامًا تنفعنا وتبين أمور ديننا. (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) إنتهى فُرِغ منه الذي هو عبد الله بن أبي الذي عاتب الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم أن صلّى عليه. بعد ذلك جاءت الآيات بالتفصيل وهو خطاب للمجتمع المسلم خاصة في ذلك الوقت (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ (12)) ظن المؤمنين والمؤمنات بأنفسهم خيراً، عائشة من المؤمنين بل هي أشرف المؤمنين، (بأنفسهم) ببعضهم، (خيرًا) ولذلك الإنسان إذا كان غالبه الخير وغالبه الصلاح الأصل فيه السلامة فالواجب هو ظن الخير به حتى يثبت العكس والدفاع عن عرضه وليس العكس، الله عز وجل وهو العالم قال (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير