تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إِفْكٌ مُّبِينٌ) يقول بعضهم لبعض هذا لا يكون هذا إفك مبين. (لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء (13)) هلا للتحضيض، (فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13)) وإذا وصف الله أحد بالكذب انتهى، الله عز وجل هو الذي مدحه زين وذمّه شين، لما قال عز وجل (نعم العبد) فعلًا نعم العبد ولما قال (فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) هم الكاذبون. (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) وهذا شأن الخبر أحيانًا يتشوفه اللسان (وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ) والقول بالأفواه عادة هو القول غير المدروس القول الذي لا أساس له الذي جاء مباشرة ودون روية (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)) وهذه كلها دروس، كل واحدة منها درس لي ولك وللمجتمع، الكلام ظاهره سهل لكن حقيقته يورد الإنسان النار وجرح اللسان كجرح اليد بل هو أعظم (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ). ويأتي بعد ذلك التعقيب العجيب (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)) اختيار هذا التعبير (مَّا يَكُونُ لَنَا) الله عز وجل قال مثل هذا السياق في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ (116) المائدة) في الأمر العظيم قال (ما يكون لي أن) وهاهنا (قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ) يعني هذا مستهجن مستفظع كما لو رأى الإنسان ريبة عظيمة فيقال يا فلان تعالى شوف فيقول لا، هذا القرب منه وباء والقرب منه تهمة (قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) وهذه الأوصاف كلها التي اجتمعت بهتان، إفك، إفك مبين وهذه صادرة من الله، هذا ليس رأي المؤمنين، وليس رأي أبو بكر ولا عائشة ولا النبي صلى الله عليه وسلم وإنما قول الله عز وجل للمؤمنين ثم بعد ذلك يأتي الأمر الرهيب (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (17)) (أبدا) هذه لنفي المستقبل لا تعودوا لهذا الأمر لا في شأن عائشة تعيدونه وتكررونه وتحيونه وتبعثونه ولا في شأن أحد من المؤمنين بغير بيّنة وحجّة ظاهرة (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) والإمام مالك رحمه الله قال كلمة عجيبة "من سب أبا بكر وعمر فإنه يؤدّب ومن سبّ عائشة يقتل" لأنه كذّب بالقرآن صراحة، الله عز وجل أثنى على الصحابة عمومًا والنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على أصحابه وقال عن أبي بكر وعمر أنهما في الجنة لكن عائشة جاء الأمر ببراءتها صراحة جاء الأمر بحفظ عرضها ولم يترك ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمن قذفها فهو كافر ولذلك الله عز وجل عاد إلى الموضوع مرة أخرى، طبعًا تكلم عن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا وذمهم لمجرد الحب فكيف بالممارسة والدعوة والإسناد؟!. بعد ذلك قال الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)) وعائشة هذه كلها فيها خصال غافلة محصنة زوج نبي الله صلى الله عليه وسلم غافلة لا يخطر ببالها ما اتهمت به (أوتزني الحرة؟) فكيف بعائشة رضي الله عنها؟! وهي الصديقة بنت الصديق. (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)) وبعد ذلك تأتي تزكية ليس فقط لعائشة وإنما لأمهات المؤمنين كلهن وهي قاعدة (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) هذا فريق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير