تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: فقولهم (فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) وقولهم (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا) فيها تبرئة له أنه لا يكتبها

د. مصطفى: ما نقلها من كتاب، ما أخذها من كتاب. أما المستشرقون يحاولون بذل الجهود وجاؤوا بروايات قد تكون هنالك رويات أن الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية مسح كلمة "رسول الله" ترضية لهم لأنه يريد أن يصل معهم إلى حلّ واقعي فهم اتخذوا هذه وبنوا عليها أنه كيف عرف صلى الله عليه وسلم كلمة "رسول الله" فمسحها حينما أبى عليّ أن يمسحها؟! العلماء المسلمون كتاب السيرة بينوا أن هذه آخر كلمة نطقها وكتبها عليّ فمد إصبعه ومسحها، حتى لو لم يكن كذلك يعتبروها معجزة لرسول الله إذا كتب شيئًا أو مسح شيئًا معينًا يعتبرونها خارقة ومعجزة لرسول الله لكن أميته معلومة للناس جميعًا

د. عبد الرحمن: وأثبتها الله تعالى في قوله (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) العنكبوت)

د. مصطفى: (النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ (157) الأعراف) مكتوب في كتبهم ولكنهم يتجاوزون كل ذلك أن محمد كان قارئًا

د. عبد الرحمن: لأن هذا يعينهم على ترويج تهمة اختلاقه، حتى الذين يقولون أنه أخذها من التوراة والإنجيل أتحداهم أن يأتوا بالتوراة الانجيل ويستخرجوا منها مثل القرآن

د. مصطفى: كثير من الأمور التي حرفوها أو كتبوها ذكرها القرآن الكريم وما استطاعوا أن يعملوا شيئًا حيال ذلك.

د. عبد الرحمن: لفت نظري في أول سورة الفرقان أن الله سبحانه وتعالى ذكر تكذيب المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم واتهامه بأنه يكتتب هذه الأساطير ويأتي بهذا القرآن من هنا وهناك ثم قال سبحانه وتعالى في الرد عليهم (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11)) فهل سبب تكذيب هؤلاء الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم وطعنهم في القرآن هو تكذيب بالساعة فقط؟

د. مصطفى: ينبغي أن نقدم لنقطتين قبل أن ننتقل لهذه. هم أخفوا هذا الدافع ما قالوه مثلًا في بعض السور يأتي (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) يس) ولذلك جاء الرد عليهم في تلك المواطن استدلال برهاني (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) يس) ثم قدرة الله العظيمة المحيطة بكل شيء، فصّل, هنا الدافع الحقيقي لهم تكذيب الساعة ولم يبينوا هذا الدافع الله سبحانه وتعالى رد عليهم بذكر مشاهد الساعة كأنها واقعة ويتحدث عن مشاهدها فعلًا هؤلاء هذا الدافع لهم ما يريدون أن يؤمنوا بالساعة لماذا؟ كل الكفار وإلى يومنا هذا لا يريدون أن تذكرهم بالموت ولا بقيام الساعة. ولذلك صاحب الجنتين في سورة الكهف قال (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36)) ليس هناك ساعة وإن كانت هناك ساعة فكما أُوثرت في الدنيا بالمال والحسب والرجال سيكون لي مقام هناك أيضًا مفاهيم مختلة!. ما الدافع لتكذيبهم بالساعة؟ لا يريدون التكذير بالموت ولا قضية أن هناك قيام الساعة. الدافع للكفار بشكل عام في إنكار الساعة أنهم سيزولون عن هذا النعيم أو هذه المكانة والجاه والغنى الذي هم فيه فإما يزولوا عنها أو تزول عنهم لأن بالموت إذا بقوا في النعيم جاءهم الموت فزالوا

د. عبد الرحمن: إما يزال هو أو يزولون هم

د. مصطفى: هذه نقطة ضعف الإنسان، الإنسان لا يريد الزوال عن الشيء أو زوال الشيء عنه إذا كان في متعة أو شهوة أو غير ذلك هذه نقطة ضعف الإنسان قضية حب الخلود يريد أن يبقى خالدًا ولذلك الله سبحانه وتعالى لما رد عليهم (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11)) هؤلاء الدافع الحقيقي لإنكارهم للرسالة للقرآن الكريم وإثارة الشهبات وإنكارهم لصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وإثارة الشبهات حوله أيضًا كلها لأنه جاء في القرآن ورسول الله يؤكد على قيام الساعة، ومعنى قيام الساعة زوال النعمة عنهم بل ومحاسبتهم على كل صغيرة وكبيرة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير