تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عملوها في الدنيا والأمر الثالث أنهم كانوا على باطل وهؤلاء المستضعفون وهؤلاء الخصوم انتصروا عليهم وهم لا يريدون هذا الشيء لا يعترفون بالساعة لأن في ذلك زوال هذه النعم عنهم ومحاسبتهم على هذه النعم التي هم فيها وانتصارهم على

د. عبد الرحمن: وهذه نقطة الضعف التي دخل بها إبليس على آدم

د. مصطفى: نعم، قال تعالى (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى (120) طه) ولذلك في سورة الفرقان أكد الله سبحانه وتعالى الناحيتين أن النعيم مخلّد وأنتم مخلدون في النعيم (قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا (15)) فهي جنة ونعيم لا يزول عنكم. (لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولًا) لهم فيها ما يشاؤون خالدين، أنتم خالدون أيضًا لا الجنة تزول عنكم ولا أنتم تزولون عنها فأكّد على هاتين النقطتين اللتان هما دائمًأ مثار تخوّف الناس أن هذا النعيم الذي أنا فيه سيزول عني أو أنا سأزول بالموت، في الجنة النعيم مخلد وأنتم مخلدون فهنالك حياة

د. عبد الرحمن: هل يمكن ربطها بالسنة التي كان يسنها صلى الله عليه وسلم وهي زيارة المقابر، ذكر هادم اللذات؟

د. مصطفى: تذكير، أكثروا من ذكر هادم اللذات لأنها تبين لكم أن هذه ليست دار خلود وأنتم ستحاسبون ستزولون إحسبوا حساب لدار الخلد التي هي الحياة الحقيقية هناك الرسول صلى الله عليه وسلم كان يذكر بالموت ويأمر بزيارة القبور لأنها تذكر بالموات. دائمًا عندما يكون الموت أمام ناظري أحد منا لا يتمادى في الباطل لا يريد أن يكثر من الأمور التي سيحاسب عليها. ولذلك كثير من السلف كان لا يتكلم بالكلمة يقول حتى أعرف مكانها هل هي لي أو علي؟ ما دام سأحاسب عليها إذن لا أُكثر من الكلام، لا أكثر من هذه الأمور التي ستثقل ميزان سيئاتي أو على الأقل التي سأحاسب واسأل عنها.

د. عبد الرحمن: مسألة أخرى في السورة في قوله سبحانه وتعالى (وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ (20))

د. مصطفى: هذا رد على قولهم (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)) وهذا موجود إلى يومنا هذا مع الدعاة عندما يعجزون عن الرد بالدليل والحجة على الدعوة يحاولون إثارة الشبهات على الداعية على صاحب الدعوة، في زماننا الحاضر بعض الدعاة اتهموه وقالوا أنتم تدعون إلى الحجاب والستر والعفة بنت فلان من الناس الذي تقولون أنه داعية تعمل كذا وكذا ثم تبين أنه ليس له بنات أصلًا، يحاولون إثارة الشبهات على الداعية نفسه فلما قالوا (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا) عندما استبعدوا أن يكون من البشر يأكل الطعام ويمشي في الأسواق وتعتوره الأمور الطارئة مرض وغيره هم لا يدركون حكمة الله سبحانه وتعالى في إرسال الرسل، سنة الله في الرسالات أن يكون الرسول من جنس المرسَل إليهم وهذه سنة إلهية، والحكمة في ذلك لأنه لو كان من غير البشر كيف يتفاهمون معه؟! لو كان الرسول من غير البشر لقالوا هذا عنده إمكانات وقدرات للتطبيق ليست عندنا فعندما يأتي الرسول منهم وهو قدوة لهم في كل أوامر الشرع سيكون التطبيق ممكنًا. العلماء يقولون هناك ثلاث احتمالات للتكليف، الله سبحانه وتعالى خلق الناس لعبادته فكيف يكلّفهم بالمطلوب منهم في هذه العبادة واستخلافهم في الأرض كيف يبلّغهم؟ إما بالوحي المباشر وهذا لا يحقق الحكمة لأن قضية الاختيار وأن يكون له إرادة واختيار هذا أمر مهم في التكليف، إذا أوحى إلى كل واحد من البشر أنت كطلف بهذا زالت قضية الاختيار، إذن هذه الطريقة لا تحقق الحكمة من التكليف. لو كان من غير البشر كيف يتفاهمون معه؟! لو كان من الملائكة؟ لو كان من الجن؟ من غير جنس البشر؟ إذن لا يمكن إلا أن يكون ممن اصطفاهم الله من البشر ليكون قدوة في التطبيق فكان حكمة الله في هذا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير