تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: والله ذكر (قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً)

د. مصطفى: (قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً (95) الإسراء) الرسول من جنس المرسل إليهم هذا يحقق الحكمة الإلهية في ذلك.

د. عبد الرحمن: نأتي إلى مسألة أخرى في قوله سبحانه وتعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)) هذه مسألة أريدك أن تنبه إليها الآن ونحن في رمضان والناس ولله الحمد يقبلون كثيرًا على القرآن والكل يلاحظون ذلك أن الناس في رمضان يقبلون على القرآن وعلى القرآءة والحفظ والمراجعة لكن في شوال يرفعون المصاحف بعض الناس عنده مصحف يحفظه في البيت فإذا جاء رمضان أخرجه وقرأ فيه فإذا انتهى رمضان أعاده

د. مصطفى: هذا لون من ألوان هجر القرآن واللون الأهم الأخطر من الهجر أن لا يتدبروا القرآن ويطلعوا من خلاله على الآيات والبراهين الدالة على أنه منزّل من الله وأن الرسول الذي جاء به رسول صدق. الله سبحانه وتعالى ربط بين ثلاثة أشياء وأمرنا بتدبرها أولا الكون الذي يحيط بنا أمرنا أن نسير في الأرض وننظر كيف بدأ الخلق وفي آيات كثيرة جدًا ولا نهاية لها مهما تقدمت البشرية في دراسة الكون ومعرفة أسرار الكون لا نهاية لها إلا أن تنتهي البشرية. الأمر الثاني القرآن الكريم (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد) تدبر القرآن الكريم عندما يتخدوه مهجورًا لا ينظرون إلى هذه الآيات، الرسول صلى الله عليه وسلم لما قرأ آيات آخر سورة آل عمران (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190)) قال "ويل لمن قرأها ولم يتدبرها" هذا نوع من الهجر أن لا نتدبر الآيات، بعض الناس قد يقرأ ويختم لكن وقفات التدبر قليلة. الأمر الثالث التي ربط القرآن الكريم بها قضية النفس البشرية، النفس البشرية مهما تعمق الإنسان في دراسة النفس (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات) لن يصل إلا إلى أجزاء صغيرة، ولذلك ربنا ربط بين الأمور الثلاثة (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ) الذي هو الكون (وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53) فصلت) أن القرآن حقٌ منزّل من عند الله. إذا تدبر في الكون وفي النفس البشرية سيصل بعد ذلك إلى أن القرآن الذي ذكر هذه الأشياء في الكون كلها حقائق ولذلك في الآية الكريمة (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (6))

د. عبد الرحمن: ولذلك تدبره يدلك على الخالق

د. مصطفى: لو تدبرت القرآن ما اتخذته مهجورًا وتدبرته قرأته قرآءة واعية لوصلت أن هذا القرآن منزّل من عند الله والنفس البشرية التي جاء بمفاتيحها وأسرارها، ولذلك أقول أنه مهما تقدمت البشرية ستبقى واقفة على أعتاب النفس البشرية كل ما هنالك درسوا وظائف الأعضاء أما النفس البشرية لأنهم ما أخذوا المفتاح الذي يفتح النفس البشرية الجانب المعنوي في الإنسان فلن يبقوا إلا خارج النفس البشرية. وهم يجرون تجارب على القرود والفئران ثم يطبقوها على البشر هذا ما يعطي! النفس البشرية العاقلة عالم آخر ومفتاحها في القرآن الكريم وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دام ما يأخذون هذا المفتاح يفتحون به النفس البشرية سيكونون على أعتاب النفس البشرية

د. عبد الرحمن: من اللفتات أيضًا الآيات التي تتحدث عن القرآن الكريم وتنزيله (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)) ما الحكمة من تنجيمه التي نص عليها في هذه الآية؟

د. مصطفى: قبل أن أدخل هذه النقطة أنا أريد جانب آخر في آيات كثيرة في الاعجاز العلمي (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا (53)) جاء قبلها آية أنا إلى الآن أقول لم يعط العلم الحديث تفسيرًا مقبولًا لها ولم يصل العلماء إلى قضية مقنعة فيها تطمئن لها النفوس وأنا أعتبرها سرٌ من أسرار القرآن لم يصل إليه العلم (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46)) قضية الظل، مدّه، قبضه، هذا سرّ من الأسرار، العلماء المفسرون قالوا قضية الظل ومده بعد الفجر إلى طلوع الشمس ليس هناك شمس لكن تبقى قضية (ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) بعض المعاصرين قالوا هذا يدل على دوران الأرض حول نفسها لأن القبض قبض الظل المحور الذي تدور حوله الكرة الأرضية يقابله الشمس ثم يقبض فتنتج الليل والنهار من دوران الأرض والفصول الأربعة من الدوران حول الشمس ولكن أنا اقول كلها ليس مقنعة قناعة تامة وهنا سر إلهي في هذا الظل لم يصل إليه العلم الحديث وحبذا على موقعكم ملتقى أهل التفسير إذا كان عند أحد من القراء تفسير مقنع لهذا الشيء دل عليه العلم الحديث نكون له من الشاكرين.

د. عبد الرحمن: أحيلكم إلى كتاب الدكتور مصطفى "المعجزة والرسول في سورة الفرقان" ففيه تفاصيل كثيرة حول سورة الفرقان.

سؤال الحلقة

في الجزء الخامس والعشرين آية قدّم الله فيها ذكر الإناث على الذكور فما هي؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير