تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فبتنا بجانب مصراعاة وبت أفض أغلاق الختام

فقال له سليمان قد وجب عليك الحد لأنه اعترف بالفاحشة فقال يا أمير المؤمنين ما فعلت هذا والله ألم تر قول الله عز وجل (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) فدرأت عنه الحد وهكذا حصل مع أكثر من واحد فهم يقولون ما لا يفعلون.

د. عبد الرحمن: دعنا بعد أن تحدثنا عن موضوع السورة وفصلنا في ارتباط إسمها بموضوعها نتحدث عن الآيات من أولها بشيء من الإيجاز في قوله تبارك وتعالى (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)) ما معناها؟

د. صالح: هذه الآيات وهذه السورة تتحدث عن تكذيب المشركين وهذا التكذيب لا شك له أثر والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتألم لعدم إيمان قومه فالله سبحانه وتعالى يقول (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) هل أنت قاتل نفسك؟ باخع بمعنى قاتل وإن كان كما يقول العلماء بخع هي أقوى من قتل، فهو القتل بقوة وهو كما يقال بخع الذبيحة إذا السكين وصلت إلى عرق في الفقار فهو القضاء الكامل تقضي على نفسك قضاء كاملًا (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) هل أنت ستقتل نفسك؟ لا، هذه الآيات واضحة بيّنة ومهما كانت الآيات فإن هؤلاء لا يمكن أن يؤمنوا وهذا جانب مهم يجب أن نستفيد منه في حياتنا أنت لا تستطيع أن تهدي الناس أنت عليك البيان لأن بعض الناس يريد من الناس كلهم أن يؤمنوا وأن يسلموا ويكونوا على الحق لكنك لا تملك ذلك

د. عبد الرحمن: طبعًا هذا من شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بهم

د. صالح: من شفقته صلى الله عليه وسلم بهم ولكن الله عز وجل يوجهه ويقول له (وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ) والتقدير فافعل (وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) الأنعام) فإذن لا يملك الإنسان الهداية، هداية الإرشاد والدلالة هي بيد الإنسان بينما هداية التوفيق فأمرها إلى الله سبحانه وتعالى. فبيّن سبحانه وتعالى أن الآيات موجودة، أول آية (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ) ثم جاءت الآيات متسلسلة في هذه السورة بشكل كبير جدًا ولكن حتى ولو نزلت هذه الآيات فلا يمكن أن يؤمنوا

د. عبد الرحمن: من كتب الله أنه لن يؤمن فلن ينتفع بهذه الآيات أبدًا. من الملفت أن أول قصة أوردها قصة موسى ثم جاءت بعدها قصة إبراهيم مع أن موسى من حيث التاريخ متأخر عنهم

د. صالح: عادة يبدأ القصص القرآن بقصة نوح عليه السلام لأنه هو الأول زمنيًا ثم عاد وثمود ثم ابراهيم وأصحاب مدين لكن هنا هدف القصة هناك هدفان، قصة موسى أحدهما تسلية النبي صلى الله عليه وسلم (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) لا تحزن، ودائمًا موسى مثال للنبي صلى الله عليه وسلم في الصبر لأنه أوذي كثيرًا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) الأحزاب) فموسى عليه السلام كان أنموذجًا في هذا الباب وأنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قسم الغنائم فجاءت بعض أصحابه وقالوا إن هذه قسمة ما أُريد بها وجه الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله أخي موسى لقد أذوي بأكثر من هذا فصبر. إذن فلعلك باخع نفسك انظر إلى موسى وما لاقى، هذه واحدة. الأخرى قلنا أن السورة تتحدث عن الآيات والآيات كثيرة جدًا والآيات بارزة في قصة موسى أكثر من بروزها في قصة نوح أو إبراهيم وإن كان إبراهيم جاء بعده هنا، فالقصة بارزة تمامًا (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)) الآيات موجودة وانظر إلى الآيات التي جاء بها موسى فالعلاقة من ناحيتين من ناحية التسلية ومن ناحية الآيات البينة في قصة موسى عليه السلام ولذلك قدمت قصة موسى عليه السلام.

د. عبد الرحمن: تأتي بعدها قصة إبراهيم عليه السلام، يلفت نظري أنه يذكر قوله تعالى (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)) يذكرها كفاصل بين كل قصة وقصة هل من حكمة في هذا؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير