تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: بالنسبة لكتاب الجواهر بالأمس كان فيه إشارة تكلم عن سورة النمل وغيرها مثل العتكبوت وغيرها التفسير هو لا يعادل ربع المادة العلمية أو أقل وثلاثة أرباع أو أكثر هو حديث عن النمل وعن قصص النمل وعن تاريخ النمل ومقابلات وتقارير في الجرائد. نعود إلى

موضوع سورة القصص الأساسي

د. مساعد: ألاحظ أن قول الله سبحانه وتعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ (6)) قوله نمكن لهم كأنه هذا هو موضوع السورة (التمكين) ولو تأملت السورة ومساق قصة موسى عليه السلام تجد أنها تشير إلى هذا المعنى ماذا فعل فرعون ببني إسرائيل قبل موسى عليه السلام ولماذا فعل بهم هذا؟ وماذا كان من قدر الله أن يربي فرعون من سيكون هلاكه على يديه. ثم بعد ذلك تبدأ أحداث القصة في أن موسى عليه السلام يحصل منه ما حصل في قتل الفرعوني خطأ ثم هروبه عليه السلام ثم رجوعه بالرسالة وتتوالى الأحداث إلى أن يبدأ التمكين لبني إسرائيل لأن بني إسرائيل عاشوا فترة من الذل فاحتاجوا إلى تحميص فعاشوا في التيه أربعين سنة ثم بعد ذلك بدأ لهم التمكين بعد موسى عليه السلام لما دخلوا بيت المقدس. فهي إشارة إلى هذا المعنى، وأيضًا فيها إشارة خفية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولأصحابه الذين كانوا في مكة وتنبيه لما سيحصل لهم فالهجرة فيها إشارة لهجرة موسى عليه السلام لأرض مدين وعودة موسى عليه السلام فيها إشارة إلى عودة النبي في فتح مكة ظافرًا منتصرًا فهناك تشابه كبير بين الأحداث التي عاشها النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي عاشها موسى عليه السلام

د. عبد الرحمن: وأيضًا يمكن أن تلمح في كل جانب من جوانب القصة هذا الجانب وهو التمكين سواء إما أن يكون مقدمة إلى التمكين أو طريق إلى التمكين. ولفت نظري وأنا أقرأ السورة لماذا ذكر هامان هنا؟ في قوله سبحانه وتعالى (وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)) الله سبحانه وتعالى يذكر هامان مع فرعون ولفت نظري إلى فكرة وهو أن الطغاة -ويبدو أن هامان رئيس وزراء فرعون- أن الطغاة لا يستطيعون أن يتمكنوا بمفردهم وأنه لا بد لتمكينه من أن يستعين بأمثاله من الطغاة الذين يعينونه على ظلمه وهامان هذا رمز لهذه النوعية من الناس التي كما يقولون في المثل الشعبي: ما الذي فرعنك يا فرعون؟ قال لم أجد من يردعني عن الظلم. فالذي يعين هذا الفرعون هم شرذمة من حاشيته الذين يعينونه على الطغيان وذكر هامان في هذه السورة وفي قوله (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) غافر) نفس المعنى أنه يوجه خطابه إلى هامان وحتى في آخر السورة قارون وقارون نوع من هذه الحاشية السيئة فرعون وزبانيته كونه من الأغنياء المترفين من بني إسرائيل الذين وافقوا فرعون وحاشيته في هواهم وفي طغيانهم وتكبرهم فكان في ذكر هامان وذكر قارون في آخر السورة إشارة إلى كيف يتمكن الظَلَمة

د. مساعد: صحيح تمكّن بالجاه وتمكّن بالمال. ومآل كل واحد من هؤلاء الذين حصل لهم ما حصل ويبقى التمكين للمستضعفين الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا.

د. عبد الرحمن: حتى هذه الآية نتوقف عندها في قوله (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)) كل مقصد من هذه المقاصد في أول السورة أنه سبحانه يلخّص أن هؤلاء بني إسرائيل كانوا مستضعفين وأن هذا فيه عزاء للنبي صلى الله عليه وسلم ثم قال (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) ما قال نرفع عنهم الظلم فقط بل أضاف لهم هذه الكرامة، (وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) تبشير لهم بورث الأرض كلها

د. مساعد: (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) الدخان) إشارة إلى وراثة بني إسرائيل لأرض مصر لكن كيف كانت الوراثة هذه قد يقع فيها اختلاف.

د. عبد الرحمن: (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) التمكين موضوع السورة، ما المقصود بالتمكين؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير