تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد: التمكين هو لا شك بمعنى الغلبة في السلطة الدينية والدنيوية، وهذا حصل لبني إسرائيل على فترات ولكن من طبع بني إسرائيل الجحود والكفران فهذا الطبع جعلهم يتأخرون كثيرًا وقد أعطاهم الله سبحانه وتعالى الفرص الفرصة تلو الفرصة حتى إذا استنفذ ما عندهم جميعًا كان من قدر الله أن يزاحوا عن هذا التمكين وتأتي أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأن هناك وعدًا لإبراهيم عليه السلام أنه يمكِّن ذريته وأن يجعل ذريته الملوك والأنبياء وكان له ذلك وتحقق لكن من خالف أمر الله فإن الله سبحانه وتعالى لا يحابي أحدًا فقد أخذوا فرصتهم ثم كان من قدر الله سبحانه وتعالى أن تنتهي النبوة بعيسى عليه السلام من بني إسرائيل ثم تنتقل إلى الشق الثاني إلى بني إسماعيل وليس لهم إلا إسماعيل ومحمد صلى الله عليه وسلم وبقيت آثار النبوة إلى اليوم التي هي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

د. عبد الرحمن: الله سبحانه وتعالى أكرم إسحق وأبناءه بالنبوة، الفرع النبوي كان في ذرية إسحق في يعقوب وفي يوسف وابنائه وموسى وعيسى وأيوب ويونس وسلمان وداوود عددهم كبير جدا أما ذرية إسماعيل فلم يكن إلا محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل وأفضلهم.

د. عبد الرحمن: في آخر حكمة من الحكم التي ذكرها الله تعالى (وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) وأن من المقاصد التي ذكرها الله لتمكين بني إسرائيل إهانة فرعون وإدخال الحسرة على قلبه وعلى قلب من كان معه جنود الضلال وقد تم لهم هذا في الغرق.

د. مساعد: لاحظ أثر المرأة في هذا الموقف، لما جاء هذا الرضيع كرهه فرعون لكن امرأة فرعون فرحت به وألقي في قلبها محبة هذا الصبي، الله سبحانه وتعالى ألقى في قلبها محبة هذا الصبي ولذلك قالت (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)) فهذا التقدير الإلهي يحتاج منا إلى تأمل ونظر في ما حولنا كم من الدول تربي مجموعات وتعطيها السلاح في مكان من الأماكن ثم هؤلاء الأفراد ينقلبون ويكونون ضد الدولة وكذلك في الحياة التي تعيشها أنت أحيانًا يأتي إنسان يعطي إنسانًا ويربيه فينقلب عليه. فهذا القدر العجيب نجد أن الله سبحانه وتعالى قد فعله في فرعون عليه من الله ما يستحق وجعله يربي ويتبنى من سيكون هلاكه على يديه وهو لا يدري.

د. عبد الرحمن: نعود إلى الحديث عن قصة موسى عليه السلام هنا. هناك كتاب أنصح الإخوة المشاهدين بقراءته "قصص القرآن الكريم" للدكتور فضل حسن عباس كتاب قيم فالدكتور فضل جمع قصة موسى عليه السلام ورتبها حسب نزول السور فذكر فائدة جميلة أريد أن أذكرها وهي أن سورة الأعراف فصّلت في قصة موسى مع فرعون وفي قصته مع بني إسرائيل ثم جاءت سورة طه فتحدثت عن مبدأ رسالة موسى عليه السلام وعن قصته مع فرعون وعن قصته مع بني إسرائيل، في الشعراء تحدث عن خبر موسى مع فرعون فقط، لما جاء في سورة النمل تحد عن جانب من رسالة موسى عليه السلام والآيات التي أعطاه إياها، في سورة القصص تحدث عن ثلاثة جوانب بدأها من الميلاد ثم مرورًا بالرسالة ثم حديثه مع فرعون وفصّل في ذلك ثم في سورة يونس تحدث عن خبره مع فرعون فقط، في سورة الصافات تحدث عن تكريمه وامتنانه على موسى عليه السلام، في سورة غافر تحدث عن قصته مع فرعون وكذلك في الزخرف وفي الدخان. في سورة الكهف تحدث عن قصة موسى مع الخضر، في سورة إبراهيم تحدث عن قصة موسى مع بني إسرائيل فقط في سورة النازعات تحدث عن قصة موسى مع فرعون فقط، في سورة البقرة تحدث عن كثير من قضايا موسى مع بني إسرائيل (يا بني إسرائيل)، في سورة المائدة تحدث عن قصة موسى مع بني إسرائيل، في بقية السور التي جاء فيها ذكر موسى فقط مثل (صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)) في سورة الأعلى هذه فائدة جميلة وفائدة رائعة في تتبع القصص القرآن وأن يعاد ترتيب الأحداث بحيث مثل قصة موسى الأحداث التي وردت منذ ولادته ثم بدء إرساله ثم قصته مع فرعون ثم قصته مع فرعون مع بني إسرائيل، وهذه لفتة أحببت أن أشير إليها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير