تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: نقف بعض الوقفات في سورة القصص هناك بعض من سأل بعض الأسئلة في ملتقى أهل التفسير والإخوان يظنوني لا أطّلع على الأسئلة ولكني أطلع على كل الأسئلة وأحيانًا أرد وأحيانًا لا أرد وأحيانا لا نستطيع أن نتعرض لشيء منها، هذه الأسئلة التي معنا اليوم ذكر الأخ أبو عاتكة سؤالًا قال (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7))، واليم هو البحر كما هو معلوم ولكن موسى عليه السلام ألقي في النهر ولم يلق في البحر , فلم عبر عن النهر باليم؟. وسؤال آخر لعلنا نتناقش فيه في قوله (لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ) عندما قال لزوجته (لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ) في سورة النمل، (سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ) تقول الأخت أم عبد الله تسأل هذا السؤال هل اختلاف الألفاظ له دلالة؟

د. مساعد: صعب أن نأخذ كل اللفتات لكن هناك رسالة ولعلها تخرج وهي رسالة في جامعة أم القرى عن عموم قصص القرآن تستوعب كل قصص القرآن وكانت قصة موسى هي التي أخذت الحيز الأكبر المتشابه اللفظي دراسة متكاملة لها وأيضا كتب توجيه المتشابه تذكر مثل هذه الأسئلة يمكن الرجوع إليها.

د. عبد الرحمن: كقاعدة عامة في معرفة مثل هذه الأشياء أن السياق الذي وردت فيه مثلًا على سبيل المثال (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ (7)) عبّر بالإلقاء وفي قصته في سورة طه قال (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ (39)) كيف عبّر هنا بالقذف وهنا بالإلقاء؟ القذف أشد لما ترجع إلى السياقات تجد أنه هنا يخاطب أم موسى فلا يمكن أن يقال لها اقذفيه لأن القذف فيه نوع من الشدة فقال (فَأَلْقِيهِ) تطمين لها تأنيس لها وهي أم وهو طفل رضيع. لكن في سورة طه لما تأتي إلى السياق تجد الله تعالى يخاطب موسى عليه السلام بعد أن أرسله وبعد أن تفضل عليه بالرسالة (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) فهو يذكر له هذا كان موضوع قاسي وصعب ولكنك تغلبت عليه. فالسياق هو الذي استطعنا من خلاله أن نعرف الفرق بين التعبير بالإلقاء والتعبير بالقذف

د. مساعد: وهذا صحيح، السياق هو من أكبر الأشياء التي يجب أن نرجع إليها. وأيضًا الحال، حال الحدث مرتبطة بالسياق لكن السياق فيه قرائن لفظية وفيه قرائن حالية. فأنت تتحدث الآن عن جزء من القرآئن اللفظية وهي مرتبطة بجزء من القرآئن الحالية فأحيانًا تكون القرآئن الحالية مقدمة وأحيانًا تكوت القرائن اللفظية مقدمة فالسياق لا بد من اعتباره. وأذكر من طرائف الأعراب واحد لما سمع قصة موسى في هذه السورة كان فيها وعد لما قال (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)) قال يا بخت أم موسى بموسى! لأن الله سبحانه وتعالى كما يقول العلماء هنا (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)) فيها أمران ونهيان وبشارة، فالعرب يدركون هذه الأسرار وإن لم يعبّروا عنها المتأخرون يتكلفون في إدراك هذه الأسرار فاجتهدوا في التعبير عنها وهذا فرق ما بين العربي القُحّ وبين من يتعلم العربية ليفهم بها، فالعربي لا يمكن أن يأتي ويبيّن المبيّن لأن هذا بيّن عنده وروعة هذا القرآن كانت عنده ظاهرة لكن نحن لأننا نحتاج أن نتلمس روعة القرآن ونأتي مثل هذه، بعض من يتكلم في الإعجاز يذكر هذه الآية كمثال ويناقشها ويبيّن ما فيها من وجوه الإعجاز وغرائب التعبير، لما قول غرائب التعبير يعني ما فيه من لطائف وإعجاز. قال (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ) أمر (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) أمر (وَلَا تَخَافِي) نهي (وَلَا تَحْزَنِي) نهي (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) بشارة أولى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير