تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) بشارة ثانية فجمع في هذه الجملة أمران ونهيان وبشارتان أو خبران.

د. عبد الرحمن: في سورة هود (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)) يعبر بها كثيرًا الذين يكتبون في البلاغة القرآنية وهذه الآية (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)) فيها هذه المعاني ومفترض أنها تنوع الأمثلة في الاعجاز القرآني

د. مساعد: القصة طويلة لكن لو وقفنا عند قصة قتل القبطي لأنها تمثل هي منعطف حياة بعض الأحداث في الإنسان وهذا قدر الله سبحانه وتعالى لو تتأمل حياتك تجد أن لحظة معينة فاصلة صرفت مسارك إلى مسار آخر كنت متجهًا بشكل ثم اتجهت إلى مسار آخر. لما قال هذه القصة (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا (15)) انتقلت الآن الأحداث، الإسرائيلي ينتصر بموسى عليه السلام قبل نبوته وموسى عليه السلام أخذته الحميّة لبني إسرائيل لأن بني إسرائيل يعرفون أنه منهم السحنة والدم وأمه المرضعة من بني إسرئايل فمجرد أن وكز القبطي قتله وهذا يدل على قوته ولهذا جاءت (وَاسْتَوَى) (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى) اكتمل بنيان جسمه لأنه يحتاج إلى هذا في دعوته, ولو تأملت بنيان موسى تجد أن القوة ظاهرة ولذلك لما دخل مدين وجد من دونهم امرأتين تذودان فلقوة بينانه قام فسقى لهما وردّ لهما غنمهما ثم غيرها من الأحداث وخروجه إلى الطور عليه السلام لأخذ التوراة، أمثلة كثيرة كان يحتاج للقوة فجاءت (وَاسْتَوَى) للتنبيه أن الله سبحانه وتعالى قد هيأه وأعدّه حتى في بنيانه وجسمه. هذه الحادثة صرفت مسار الحياة عند موسى عليه السلام من لا شيء إلى شيء ولهذا هذه نتيجتها أنه هرب وخاف من القتل ولكنه عاد آمنًا بل عاد بما هو أعظم من ذلك شرف الرسالة وصار أحد أولي العزم من الرسل فلا شك أننا حينما نتأمل بعض الأحداث تصرف الإنسان أن يكون عظيمًا والأمثلة في هذا كثيرة ولكن هذا نموذج.

د. عبد الرحمن: هناك مسألة لا أدري إن كنت توافقني عليها في موسى عليه السلام وهو أعظم أنبياء بني إسرائيل كان فيه قوة جسمية ألاحظ في الملوك وأنبياء بني إسرائيل فيهم هذه الصفة، طالوت عندما رشح لقيادة الجيش قال (قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ (247) البقرة) داوود كان معه في الجيش وكان معروفًا بقوته (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ (17) ص) وهو الذي قتل جالوت والله ذلل له الحديد وسليمان عليه السلام كان قويًا في ملكه وقويًا في بنيته وفي الحديث "لأطوفن الليلة على سبعين امرأة" وأيضًا في هذه القصة في تفاصيلها قد توحي بأن بني إسرائيل هؤلاء لا يسوسهم إلا هذا النوع من الرجال ويبدو أنهم شعب لا يمشي إلا بالقوة

د. مساعد: يبدو هذا في حياتهم وتاريخهم سواء كانوا تحت بني إسرائيل أو تحت غيرهم، ما كانوا يمشون إلا بالقوة ولهذا لا يصلح مع هؤلاء السلام، هذا قدر الله فيهم، لا يصلح معهم السلام، لا يصلح معهم السياسة والملاينة والملاطفة مع هذا الجنس لا تنفع وهذه ظاهرة جدا في تاريخهم فتناسي التاريخ لأجل مشكلات حضارية معاصرة هذا من الغفلة التي يحتاج أن ينتبه إليها المسلم

د. عبد الرحمن: قد تصل أحيانًا إلى أكثر من الغفلة وهي ترك هذا القرآن ظهريًا والآن اشغلونا بمفاوضات مباشرة وغير مباشرة والمشكلة ليست في كونها مباشرة أو غير مباشرة!

د. عبد الرحمن: نأتي إلى قصة موسى عليه السلام هنا عندما ذهب إلى مدين، الناس يقولون أنه ذهب إلى شعيب، ما رأيك في من يرى أن الشيخ الكبير في القصة هو شعيب عليه السلام؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير