تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد: إذا نظرنا في قضية التاريخ فشعيب عليه السلام كان متقدمًا جدًا وشعيب يذكر مع قوم عاد وثمود ولوط متقدم جدًا ولم يذكر مع هؤلاء أبدًا ولم يرد ذكر له. لكنه اشتبه أن شعيب أرسل إلى مدين وموسى عليه السلام ذهب إلى مدين فوقع هذا الاشتباه عند بعضهم أن الشيخ هو شعيب مع أنه لم يرد في أي خبر صحيح لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه إشارة إلى أنه شعيب فهذا من الوهم بل إن الحسن البصري نبه على هذا الوهم وأن هذا الرجل ليس بشعيب مما يدل على أن هذا الوهم كان قديمًا ولذلك في أسفار بني إسرائيل يسمونه يثرو أو يثرون (هذا الرجل)

د. عبد الرحمن: وأيضا البنتان قالتا (وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)) ولو كان شعيبًا لكان رجلا معروفًا ومشهورًا ما دام أنه شيخ كبير معناه كان نبيًا في ذلك الوقت معناه ليس شعيبًا، هذا من جهة والأمر الثاني لو كان موسى تزوج بنت شعيب وبقي عنده هذه المدة لظهر في هذه القصة عشر سنوات وهو متزوج ابنة شعيب النبي وهذا لا يذكر في قصتة الطويلة التي ذكرت فيها تفاصيل أكثر من هذا؟! إذن واضح أنه ليس شعيب وإنما رجل صالح من مدين.

د. مساعد: لا شك أن مدين من العرب ولهذا موسى عليه السلام لما توجه إلى مدين توجه إلى جزيرة العرب وتزوج منها هم عندهم في كتبهم يسمونه صفّورة والإسم العربي لها عصفورة، إسم زوجة موسى عليه السلام.

د. عبد الرحمن: يلفت نظري عندما تقول عربي آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون هي المرأة التي وقع في يدها موسى وهي التي حفظته وربته، آسيا بنت مزاحم كأنه إسم عربي.

د. مساعد: وهو كذلك.

د. عبد الرحمن: يعني زوجة فرعون عربية.

د. مساعد بناء على هذا الإسم لأن الإسم يعطي دلالة على الموطن.

د. عبد الرحمن: ويبدو أنها كانت هي الزوجة الوحيدة لفرعون لأنه قال (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) التحريم)

د. مساعد: يبدو من السياقات أنها المرأة الوحيدة.

د. عبد الرحمن: وإن كان يستغرب من فرعون أن يقتصر على امرأة واحدة!

د. مساعد: قد يكون عندهم عقائد أو قضايا في تشريعهم. قصة البنتين مع موسى عليه السلام أذكّر بما طرحه أخونا الدكتور عويض العطوي في هذه الآيات وله وقفات رائعة جدا عن القصة واختصارا للوقت لعلنا نرجع إليها وهي موجودة على النت في موقع الدكتور، له لفتات بديعة جدًا في موضوع هاتين الفتاتين. من اللطائف التي رأيتها في الآثار ولا أدري عن صحته عن إبن مسعود سأل عن الشجرة التي استظل تحتها موسى (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ (24)) فذهب إلى هذه الشجرة وقالوا له أن مورِقة كل السنة، عبد الله ابن مسعود إتجه إلى مدين وسأل عن هذه الشجرة، هو مجرد خبر لا نعرف عن صحته أيًا ما كان لكن مثل هذه الأمور لا يبنى عليها عبادات ولا اعتقادات حتى لو جزمنا أن هذه الشجرة التي استظل تحتها موسى عليه السلام فليس هناك أي أمر مطلوب منا اعتقادًا أو عبادة أن نفعله.

د. عبد الرحمن: في التذييل في قصة قارون في سورة القصص يعني ذكر الله عز وجل ميلاد موسى عليه السلام وكيف تربى في بيت فرعون وكيف خرج خائفا عليه السلام من فرعون وقومه وبقي في مدين عشر سنوات وأكثر (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ (29)) ثم جاء في قصة قارون في ختام القصة فقال (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ (76)) ما دلالة إيراد قصة قارون؟

د. مساعد: كنت أتأمل هل يُفهم أن قارون كان من قوم موسى أنه كان في عهد موسى عليه السلام؟ اللفظ لا يوحي بذلك، لا يلزم ذلك، قوله قارون من قوم موسى يحتمل أن يكون في عهد موسى عليه السلام أو بعده، إذا كان في عهد موسى عليه السلام فقطعا سيكون في وقت بقائهم في مصر ايام وجود فرعون وهذ يُضعف القصة لأنهم كانوا في التيه وما كان عندهم أموال ولا شيء. معرفة تاريخ موسى عليه السلام يشعرنا أو يوحي لنا أن قوله (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى) ليس المراد أنه كان مزامنًا لموسى وإنما إشارة إلى أنه من بني إسرائيل، أنه رجل من بني إسرائيل نسب إلى موسى تنبيهًا بما أن السورة متعلقة بموسى عليه السلام فجاء بهذه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير