تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: ماذا تسمونها عندكم في اليمن؟

د. صالح: العنكبوت

د. عبد الرحمن: ما لها إسم آخر؟ تسمى عندنا في اللهجة الشعبية "البشبشانة" لكنها معروفة عند الناس أنها تبني بيوتها وأنا قرأت البحث الذي ذكرته وهو يتحدث عن الإعجاز العلمي في بيت العنكبوت قال إن البيت الذي تبنيه العنكبوت هو بيت قوي ولكن الواقع يخالف ذلك ولكن أنت تستطيع بإصبعك أن تهدم بيت العنكبوت بسهولة

د. صواب: هو يتحدث عن الخيوط التي تنتجها وقال أنها قوية ولكن كما قلت كبيت هو في غاية الوهن.

د. عبد الرحمن: ذكر أن أنثى العنكبوت تقتل الذكر

د. صواب: نعم وهذا يدل على أن البيت بيت غير متماسك متفكك ولكن كما قلت وهذا مهم في الدراسات القرآنية والإعجاز العلمي أن ننظر إلى الآية بجميع جوانبها وجميع ألفاظها فقوله (كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا) هذا يدل على أنها بنت هذا البيت وهذا الذي فهمه السلف رحمهم الله تعالى.

د. عبد الرحمن: في سورة النمل كنت رجعت إلى كتاب "الجواهر في تفسير القرآن" للطنطاوي جوهري رحمه الله وكان مولعًا بتتبع التفسير العلمي في ذلك الوقت وهو كان قبل 98 سنة رحمه الله، في سورة العنكبوت وسورة النمل تحدث وأطال في خصائص العنكبوت وكيف تبني بيتها وأنواع العنكبوت لكن من الأشياء الأساسية في الموضوع الفرق بين النمل والعنكبوت أن النمل لا يعيش إلا في قرى وفي جماعات منظمة ومثله مثل النحل أما العنكبوت فليس لها هذا أبدًا بل هي فعلًا بيتها هو أوهن البيوت وهي لا تعيش إلا مفردة وبيتها من حيث البناء ضعيف وحتى من الناحية الاجتماعية ثبت عندهم أنه ضعيف. أما تفسير الآية فالمقصود به البيت الذي تبنيه. نأتي عند نقطة أخرى وهي وقت نزولها ذكرت أنها في أواخر العهد المكي لفت نظري هنا في سورة العنكبوت قصة نوح آخر سورة أشير فيها إلى قصة نوح هي في سورة العنكبوت وردت فيها هذه الآيتين في قوله سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (15)) ربطت بين أن كون سورة العنكبوت من آخر السور نزولًا في مكة وبين هذه المعلومة المهمة التي ما ذكرها الله عن نوح في أي موضع من القرآن الكريم

موضوع السورة

د. صالح: هذه المعلومة التي هي لبث نوح في قومه لها علاقة جدًا بموضوع سورة العنكبوت. موضوع سورة العنكبوت هو موضوع الابتلاء (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)) ودعني قبل ذلك أشير إلى ما قبلها من سورة القصص وهي الآية الأخيرة من سورة القصص (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)) ولا تدعو مع الله إلهًا آخر إذا أنت سرت على هذا المبدأ وتمسكت بهذا المنهج فإنه لا بد أن تبتلى ولا بد لك من الصبر فجاءت هذه السورة لتتحدث عن الابتلاء وهذا هو الموضوع البارز في هذه السورة ولذلك افتتحت بقول الله عز وجل (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)). تعال إلى نماذج الابتلاء، هذا نوح عليه السلام لبث في قومه 950 عام (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)) فهناك علاقة بين موضوع السورة وبين هذه المعلومة التي ذكرت عن نوح عليه السلام. إذن تكذيب دام لمدة 950 سنة لا شك هذا نوع من الابتلاء. ثم لاحظ تقدم قصة إبراهيم وتأخر الإشارة إلى قصة عاد وثمود مع أن إبراهيم كان متأخرًا عنهم في الزمن وكثيرًا ما يأتي في القرآن قصة نوح عليه السلام ثم قصة هود عليه السلام ثم قصة صالح فلماذا قدّمت قصة إبراهيم هنا؟ لأن أيضًا الابتلاء كان ظاهرًا في قصة إبراهيم (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ (24)) وهذا غاية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير