تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. صالح: هذه نريد أن نقولها للدعاة والمصلحين وللمؤمنين عمومًا أنه ليس شرط الابتلاء أن يعذّب الإنسان ويدخل السجن إنما قد تكون في وظيفتك وتبتلى أو يضيق عليك إما أن تكون لصًا إما أن تكون مرتشيًا إما أن تكون كذابًا أو يضيق عليك أحيانًا هذا نوع من الابتلاء والدين لا يأتي بالمجان ولو لم يكن هناك ابتلاء لكان الناس كلهم ما شاء الله ملتزمون وصالحون لكن الابتلاء مهم جدًا حتى يتميز ويمحص الله الناس.

د. عبد الرحمن: في قضية (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا (14)) النبي صلى الله عليه وسلم نزلت عليه هذه السورة في أواخر العهد المكي وقبيل هجرته إلى المدينة فكأن لسان الحال قد يقول أنا الآن ثلاثة عشر سنة وأنا في مكة ولم يستجب لي هؤلاء ولم يؤمن بي هؤلاء فجاءت هذه المعلومة مهمة جدًا للنبي صلى الله عليه وسلم عن نوح أنت الآن جلست 13 سنة واستجاب لك عدد انظر إلى نوح جلس 950 سنة فكذبه قومه، أنا أقول ذكر المدة هنا لأن في سورة نوح وفي سورة هود وفي غير مواضع لم تذكر المدة أما (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا) فلم تذكر إلا في هذا الموطن، فقد يكون هذا إشارة إلى ما تفضلتم به. أيضًا نأتي إلى في قصة ابراهيم ما وجه الابتلاء في هذه السورة؟

د. صالح: وجه الابتلاء واضح جدًا في إبراهيم عليه السلام وحواره مع قومه ولكن الشاهد هنا في قول الله عز وجل (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ (24)) ولا شك أن التحريق قتل لكنه قتل بأبشع أنواع القتل، فرق بين أن يقضى عليه هم لم يريدوا قتله فقط ولا شك أنهم أرادوا قتله ولكنهم أرادوا أن يقتلوه بنوع من القتل وهو قتل يشتمل على العذاب وهو الإحراق بالنار ومعلوم ما صنعوا لإبراهيم عليه السلام من جمع الحطب ورميه بالمنجنيق إلى النار ولكن الله سبحانه وتعالى أنجاه ونحن إذ ننظر إلى ما كان من الابتلاء لهؤلاء الأنبياء والرسل والمؤمنين السابقين فلا بد أن ننظر إلى جانب آخر وهو جانب النتيجة والعاقبة، (اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ) فكانت النتيجة أن أنجاه الله من النار (فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ) وهكذا ينجي الله عز وجل المؤمنين وتكون العاقبة للمؤمنين. ولها علاقة باسم السورة لأن إسم السورة دلّ على أن أولياء المشركين هم كبيت العنكبوت وأما المؤمنون فإن وليّهم هو الله سبحانه وتعالى.

د. عبد الرحمن: حتى في جواب إبرهيم عليه السلام عندما يشير إلى هذا الوهاء في العلاقة بينهم وبين ما يعبدون (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا (25)). قصة لوط أشار إليها إشارة فقال (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)) وهذه إشارة إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

د. صالح: المهاجر هنا إبراهيم عليه السلام وليس لوط. ولذلك لعل القارئ يلاحظ أن الوقف هنا وقف لازم (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) وقف لازم (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي) فهاجر إبراهيم عليه السلام بعد ذلك. الحديث هنا عن إبراهيم عليه السلام ثم جاءت قصة لوط فيما بعد. لكن لوط عليه السلام كان هناك ابتلاء وهناك أنواع من الابتلاء منها التكذيب وهو نوع من الابتلاء لكن في حياة لوط عليه السلام التهديد بالإخراج وكذلك أيضًا الإعتداء على الضيوف ولا شك أن هذا نبي يدعو قومه إلى ترك الفاحشة ثم يأتيه أضياف فيأتي هؤلاء القوم ويتجرأون عليه وهو يحاول أن يصدهم (قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) هود) فإذا به عليه السلام (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)) تصور نبي يريد أن يدافع عن أضيافه وهؤلاء الأضياف ليسوا من هؤلاء القوم وهؤلاء القوم لا يريدون أن يعتدوا عليهم وإنما يريدون أن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير