تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يسيئؤا إليهم بارتكاب أبشع الفواحش مع هؤلاء الأضياف. ثم الجانب الآخر إذا بالنصر يأتي (قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ (81)) وهنا أشار الله عز وجل إلى أنه أنجى لوطا وأنجى المؤمنين من أهله

د. عبد الرحمن: (وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33))

د. صالح: هنا (وَلَمَّا أَن جَاءتْ) لماذا استاء من مجيء أضيافه؟ خوفًا عليهم ولاحظ هنا لفتة جميلة البعض قد يقول (وَلَمَّا أَن جَاءتْ) ما فائدة (أن) هنا؟ لماذا لم يقل "ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم"؟ قال العلماء الفائدة هي شدة العلاقة بين المجيء وبين الجواب وهو الاستياء من مجيئهم فبمجرد أن جاؤوا استاء منهم (وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ) بمجرد المجيء وهذه لم تأت بعد (لمّا) دائمًا ما جاءت إلا في هذا الموضع وفي قول الله عز وجل (فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)) فهذه فائدة مجيء (أن)

د. عبد الرحمن: نأتي إلى مدين (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37))

د. صالح: هذه ابتلاءات لكنها ابتلاء عام مع الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين وأن يأتي رسول مشهور بالصدق والكل يقولون له (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) ومع ذلك يتحول هذا الرسول الأمين إلى كاذب وخائن ولا يستجيب له أحد فهذا نوع من الابتلاء

د. عبد الرحمن: إذن هي كما تقول وكأن الله سبحانه وتعالى يسرد قصص الابتلاء

د. صالح: الابتلاء هذا يظهر من بداية السورة إلى آخر آية في السورة، آخر آية في السورة قول الله عز وجل (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)) وكأنها خلاصة لما سبق.

د. عبد الرحمن: نريد أن نتوقف مع القرآن الكريم في السورة. دائمًا يقول المفسرون أنه إذا وردت الحروف المقطعة في أول السور فهو من أقرب الآراء فيها أنها تحدي وأنها كأنه يقول الله سبحانه وتعالى أن هذا القرآن الذي تقرأونه هو مكون من هذه الحروف بدليل أنه لا يذكر حرفًا من الأحرف المقطعة إلا ويذكر بعدها القرآن، سورة العنكبوت لم يأتي بعدها القرآن مباشرة.

د. صالح: ولا شك أن الراجح من أقوال العلماء في الحروف المقطعة أنها إشارة إلى القرآن. ولذلك نجد غالبًا نجد أن الإشارة إلى القرآن تأتي مباشرة بعد هذه الحروف المقطعة: في سورة آل عمران (الم (1) اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3)) وفي الأعراف (المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ (2)) ولا نطيل بذكر الأمثلة لكن هذه السورة وسورة القصص وسورة الروم لم يأت فيها الإشارة إلى القرآن بعد الحروف المقطعة ولكنها تضمنت الحديث عن القرآن. هذه السورة ابتدأت بـ (الم) ولم تأت الإشارة بعدها إلى القرآن مباشرة إلا أن في هذه السورة إثبات أن القرآن معجزة بل لم ينص القرآن على أن القرآن معجزة محمد صلى الله عليه وسلم كما نصت عليه هذه السورة. يقول سبحانه وتعالى (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50)) المشركون يقولون لماذا لم تنزل آيات؟ نريد آية، نريد إحياء موتى، نريد أن يحول لنا جبالًا من ذهب نريد أن يفجر الأرض أنهارا وينابيع ونريد ونريد (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ) ثم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير