تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السند منقطع من سعيد بن أبي برده إلى عمر، فلا أحد يعلم كيف وصلت رسالة عمر إلى سعيد ابن أبي برده، و هل بقيت على أصلها أم نسخت، و هل جرى عليها تعديل أو تبديل أو تغيير أم لا. و هل أخبر ابو موسى الأشعرى حفيده أن هذه رسالة عمر أم وجدها الحفيد و لم يعرف أنها رسالة عمر إلا من صدرها.

و قبل كل ذلك من الذي حمل الرسالة من عمر إلى أبي موسى الأشعري؟

ثانيا:

لم أعلم أحدا صحح هذه الرسالة، قبل أبي إسلام، فأفضل ما قيل فيها على حد علمي (تلقيناها بالقبول)، و نفس هذا القول قيل في حديث معاذ الشهير مع الإقرار بضعفه.

وثالثا:

الرسالة لا تدل على القياس فقط لو حللناها بدقة .... فهي تحتمل عدة أوجه، منها أنها قد تدل على الاختيار بين عدة أمور من أمور الدنيا.

لم ينقل الأخ أبو إسلام العبارة التي ورد فيها كلمة (قس) كاملة، و لا يصح مثل هذا الاجتزاء فقد ورد (الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما لم يبلغك في القرآن والسنة , اعرف الأمثال والأشباه ثم قس الأمور عند ذلك ثم اعمد إلى أشبهها بالحق و أقربها إلى الله)

دل ذلك أن القياس الذي يقصده عمر سيؤدي على معرفة الأشبه بالحق و الأقرب إلى الله (!!)

و الدين ليس فيه إلا حق و باطل، فلو كان القياس الذي يقصده عمر سيؤدي إلى معرفة شرع لازم من الدين لسماه حقا و لم يسمه الأشبه بالحق، إذ لا يجوز تشبيه الحق بالحق.

قوله (ثم اعمد إلى أشبهها بالحق و أقربها إلى الله) يدل على أنه يستخدم القياس عندما يكون مخيرا بين عدة أمور و عليه أن يختار أقربها إلى الله، و ليس تمييز الحق و الباطل فيها، فقد تكون هذه الأمور كلها مباحة عند الله و لكنه يريد معرفة الأقرب إلى الله فكيف يعرفه؟

الجواب واضح من الرسالة .. يعرفه بأكثر هذه الأمور شبها بالحق. أي يسترشد بالنص عندما يكون مخيرا بين عدة أمور مباحة حتى يستطيع معرفة أقرب هذه الأمور إلى الله.

هذا وجه لفهم النص، و هو المقدم على غيره لو صح الحديث (و هو لم يصح أصلا)، إذ لا يمكن بجملة واحدة تحتمل عدة أوجه نقض كل أدلة إبطال القياس التي سقتها في الفصل الثاني من هذا الموضوع. كما أنه لا حجة أصلا في قول ثابت لصحابي إن خالف قوله النص. فكيف بقول لم يثبت و يحتمل عدة أوجه؟

انتهى الفصل الثالث و الأخير

أخي الحبيب أبو إسلام:

أسعدني ردك كثيرا فهو يقدح بالفعل الدليل السادس من أدلة إبطال القياس و يجعله ضعيفا للغاية في الاستدلال، و لو أخذتني العزة بالاثم لما اعترفت بذلك، فكلنا طلاب حق إن شاء الله.

و لكن لا يصح أن تختار دليل أو دليلين من بين عشرة أدلة، لأن إبطال دليل واحد لن يُبطل مجموع الأدلة

و كما ترى فقد قمت بتفنيد كل أدلتك، و عليك الآن إن أردت إثبات القياس، الرد على هذا التفنيد دفعة واحدة دون اجتزاء، ثم الرد على مجموع أدلتي على إبطال القياس دفعة واحدة أيضا دون اجتزاء و حبذا لو لم تكرر المشاركات و تكتفي بوضع رابط للمشاركة التي تريد تكرارها، و بعد ذلك إما أن تقنعني بخطئي كما حدث في حديث سمرة أو أرد عليك كما حدث في حديث ابن عباس ..

و أرجو ألا تنفعل عند الرد .. فنحن لسنا في صراع و لكن نتباحث بغية الوصول إلى الحق.

و فقك الله.

تنويه: قد يتأخر ردي أحيانا، إذ لا يسمح الوقت لي الكتابة دون انقطاع ليوم أو يومين أحيانا

ـ[نصر الدين المصري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 03:14 م]ـ

أخي الكريم

أنا أعرف المقصود من سؤالك، فأنت تريد أن تستدل باختلافهم في العلة على بطلان العلة.

وهذا كلام واضح البطلان، فإن السلف يختلفون في كثير من المسائل ولا يمنع ذلك من الاحتجاج بإجماعهم على الجزء المشترك في كلامهم.

فمثلا اختلف الصحابة في وجوب تغطية المرأة لوجهها، فبعضهم أوجبه وبعضهم استحبه، فهنا يصح لي أن أحتج بإجماعهم على المشروعية، وأنه لم يقل منهم أحد بأن النقاب حرام كهذا الجهول المعاصر.

فإذا نظرنا لمسألة الربا وجدنا العلماء اختلفوا في العلة، ولكنهم اتفقوا على وجوب البحث عن مقصود الشارع في هذا النص، وأنت جعلت الربا عاما في كل شيء، وهذا إهدار واضح للنص؛ لأنه يبقى كلام النبي صلى الله عليه وسلم عندك بلا فائدة.

يا شيخنا الفاضل

لا تتعجل في الاستنباط ..

ما أردت الاستدلال بالخلاف في العلة على إبطال العلة ..

و لكني أردت أن أثبت لك أن الأخذ بالعلة في مسألة الربا بالذات فيه إهدار للربا كحكم من الأصل.

فإن شئت اذكر لي علة كل صنف عندك حتى أثبت لك ذلك.

و إن شئت انتظرت حتى أرد على الإشكالات التي طرحتها في ردك السابق، وذلك في موضوع مستقل كما وعدتك، وسأضع رابطه هنا ليسهل الوصول إليه.

و أنا لم أهدر نص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأن فيه البيان للمعنى المجمل للربا الوارد في القرآن، و كانت الأصناف الستة مجرد أمثلة لزيادة البيان لأنها كانت الأكثر شيوعا في ذلك العصر.

إذن كيف تفسر هذا الحديث في صحيح مسلم عن معمر بن عبد الله (كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الطعام بالطعام مثلا بمثل)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير