تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بن طاهر]ــــــــ[14 - 01 - 07, 07:34 م]ـ

بِسْمِ اللهِ

هَذِهِ فِقْرَةٌ رَائِعَةٌ لِإمَامِ الْفَنِّ أَبِي إسْحَاقَ الشَّاطِبِيِّ مِنْ كِتَابِهِ "الْمُوَافَقَاتُ":

(( ... وَبِهَذَا التَّرْتِيبِ يُعْلَمُ أَنَّ الْأَوَامِرَ فِي الشَّرِيعَةِ لَا تَجْرِي فِي التَّأْكِيدِ مَجْرًى وَاحِدًا، وَأَنَّهَا لَا تَدْخُلُ تَحْتَ قَصْدٍ وَاحِدٍ. فَإنَّ الْأَوَامِرَ الْمُتَعَلِّقَةَ بِالْأُمُورِ الضَّرُورِيَّةِ لَيْسَتْ كَالْأَوَامِرِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْأُمُورِ الْحَاجِيَّةِ وَلَا التَّحْسِينِيَّةِ، وَلَا الْأُمُورُ الْمُكَمِّلَةُ لِلضَّرُورِيَّاتِ كَالضَّرُورِيَّاتِ أَنْفُسِهَا، بَلْ بَيْنَهُمَا تَفَاوُتٌ مَعْلُومٌ؛ بَلِ الْأُمُورُ الضَّرُورِيَّةُ لَيْسَتْ فِي الطَّلَبِ عَلَى وِزَانٍ وَاحِدٍ: فَالطَّلَبُ الْمُتَعَلِّقُ بِأَصْلِ الدِّينِ لَيْسَ فِي التَّأْكِيدِ كَالنَّفْسِ، وَلَا النَّفْسُ كَالْعَقْلِ، إلَى سَائِرِ أَصْنَافِ الضَّرُورِيَّاتِ. وَالْحَاجِيَّاتُ كَذَلِكَ: فَلَيْسَ الطَّلَبُ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمُمْتِعَاتِ الْمُبَاحَةِ الَّتِي لَا مُعَارِضَ لَهَا كَالطَّلَبِ بِالنِّسْبَةِ إلَى مَا لَهُ مُعَارِضٌ كَالتَّمَتُّعِ بِاللَّذَّاتِ الْمُبَاحَةِ مَعَ اسْتِعْمَالِ الْقَرْضِ وَالسَّلَمِ وَالْمُسَاقَاةِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ. وَلَا - أَيْضًا - طَلَبُ هَذِهِ كَطَلَبِ الرُّخَصِ الَّتِي يَلْزَمُ فِي تَرْكِهَا حَرَجٌ عَلَى الْجُمْلَةِ، وَلَا طَلَبُ هَذِهِ كَطَلَبِ مَا يَلْزَمُ فِي تَرْكِهِ تَكْلِيفُ مَا لَا يُطَاقُ، وَكَذَلِكَ التَّحْسِينِيَّاتُ حَرْفًا بِحَرْفٍ.))

إنَّ قدمايَ لا تكاداني تَحْمِلانني من الخوف .. فقد تجرَّأتُ على ضبط هذه الفقرة من كتابِ الموافقات في الجزء الثّالث ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%82%D8%A7%D8%AA_%D8%A7% D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B7%D8%A8%D9%8A_-_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%AB %D8%A7%D9%84%D8%AB) منه، وهو ذلك الكتاب العظيم الخطير في أصول الفقه .. فاللَّهُمَّ سَلِّمْ! (ابتسامة)

سؤال: كيف نُعرِبُ "حرفًا بحرفٍ" في " ... وَكَذَلِكَ التَّحْسِينِيَّاتُ حَرْفًا بِحَرْفٍ". [على حسب فهمي البسيط للنَّحو، يكونُ "كذلك" خبرًا مُقَدَّمًا، و"التّحسينات" مبتدأً مُؤَخَّرًا، و"حرفًا بحرف" تُشْبِهُ الحال .. لقد زادَ وَجَلِي وعِلمي بجهلي .. الله المستعان!]

جزاكم الله خيرًا، وصبَّركم الله علينا وعلى جهلنا، واحتسبوا أجرَ التَّسبُّبِ في رفعه.

ـ[محمود إبراهيم]ــــــــ[25 - 01 - 07, 02:11 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

لدى فكرة قد تغنى الموضوع وهى وضع نصوص من كتاب من كتب الشاملة حتى إذا تم الانتهاء منه يتم تجميعه فى ملف و وضعه فى المكتية الشاملة

ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[25 - 01 - 07, 08:10 ص]ـ

هذه فكرة نيِّرَة و اقتراح مُسدَّدٌّ

ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[25 - 01 - 07, 08:27 ص]ـ

((وبهذا الترتيبِ يُعلمُ أنَّ الأوامرَ في الشريعةِ لا تجري في التأكيدِ مجرىً واحداً وأنَّها لا تدخلُ تحتَ قصدٍ واحدٍ فإنَّ الأوامرَ المتعلقةَ بالأمورِ الضروريةِ ليست كالأوامرِِ المتعلقةِ بالأمورِ الحاجيَّةِ ولا التحسينِيَّةِ ولا الأمورِ المكمِلَةِ المكمِّلَةِ (يجوزُ فيها الوجهانِ و اللهُ أعلمُ) للضرورياتِ كالضرورياتِ أنفسِها بل بينهما تفاوتٌ معلومٌ بلِ الأمورُ الضروريةُ ليست في الطلبِ على وزانٍ واحدٍ فالطلبُ المتعلِّقُ بأصلِ الدينِ ليس في التأكيدِ كالنفْسِ ولا النفسُ كالعقلِ إلى سائِرِ أصنافِ الضرورياتِ والحاجيَّاتِ كذلكَ فليس الطلبُ بالنسبةِ إلى الممتِعاتِ المباحةِ التي لا معارضَ لها كالطلبِ بالنسبةِ إلى ما له معارضٌ كالتمتعِ باللَّذاتِ المباحةِ معَ استعمالِ القرضِ والسَّلَمِ والمُساقاةِ وأشباهِ ذلكَ ولا أيضا طلبُ هذه كطلبِ الرُّخَصِ التي يلزمُ في تركِها حرجٌ على الجملةِ ولا طلبُ هذه كطلبِ ما يلزمُ في تركِه تكليفُ ما لا يُطاقُ وكذلكَ التحسينياتُ حَرْفاً بحرْفٍ))

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 01 - 07, 09:01 ص]ـ

أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا

ويبدو أن الإخوة صاروا متميزين في إتقان الضبط والشكل، وهذه نعمة عظيمة

.................

(ولا الأمورُ المكملةُ) بالرفع كما ضبطها الأخ الفاضل (ابن طاهر)

(المكملة) يجوز فيها الوجهان لغة، ولكن اصطلاح أهل العلم التشديد وخاصة الشاطبي، ولذلك يعبر كثيرا بقوله (التكميلي) ولا يقول: (الإكمالي) مطلقا.

والضبط - كما يجب فيه الرجوع إلى كلام أهل اللغة - يجب الرجوع فيه إلى اصطلاحات أهل العلم ومعرفة طريقتهم؛ لأن الوجوه اللغوية كثيرة، واستعمال أهل العلم يقيدها.

فمثلا (الزوج) يطلق على الرجل والمرأة، ومع ذلك فقد اتفق الفقهاء على إطلاقه على الرجل فقط؛ لأن كتب الفقه والفروع مبنية على التمييز ودرء الاشتباه ما أمكن.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير