لنبيه إبراهيم: " و أذن في الناس بالحج" و من المعلوم أن القبائل التي كانت حول مكية هي عربية و منها قبيلة جرهم التي صاهرها إسماعيل - عليه السلام - و لكي يلبوا نداء الحج فلا بد أن يكون الأذان بالعربية. و لكن يبقى هناك إشكالا و هو أن إسم إسماعيل أعجمي و ليس عربي و على هذا يؤول تكلم إبراهيم - عليه السلام , بالعربية كما بينت سابقا, على أنه تعلمها عن طريق الممارسة أو الوحي , و كلمة إسماعيل عبرية صريحة و هي مركبة: " يسمع - إيل" و إيل بالعبرية هي إله و في العربية تحتوي كلمة "إله" على هذه اللفظة هكذا: " إل - لاه" فتكون لاه مزادة في العربية على إل و الله أعلم. و على هذا فيكون إطلاق الكنعانيين لفظ "عبرانيين" على موسى و قومه لا على أصل و منشأ لغتهم , فيكون موسى و قومه ما زالوا يتحدثون بلغة جدهم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قبل هذه التسمية. و على كل حال فقد تبين أن أقصى ما ترجع إليه اللغة العبرانية هي إلى لغة إبراهيم - عليه السلام - و هو حفيد حفيد حفيد حفيد حفيد نوح - عليه السلام - أما العربية فيمكن تقصيها إلى لغة حفيد نوح - عليه السلام - المباشر. ثم إن اللغتين العربية و العبرية في بداية تميزهما عن بعضهما قد لا يعدوان أن يكونا لهجتين للغة و احدة فإن الكنعانيين حين قدوم موسى - عليه السلام - و قومه إليهم كان يفهم بعضهم بعضا كما هو واضح من التوراة التي بأيدي اليهود اليوم و هذه النظرية لا يمكن التحقق منها للتحريف الواقع في كتابهم. أما بالنسبة لتحدث آدم - عليه السلام - بالعربية فهذا إنما أخذ من أبيات نسبت إليه على أنه قالها حين قتل قابيل هابيل و لا تصح إليه و كما ذكر ابن كثير لعلها ألفت على لسانه من قبل المتأخرين. و في الحديث المذكور سابقا عن الأنبياء: " و أربعة سريانيون: آدم و شيث و أخنوخ و هو إدريس و نوح" فعلم أن لغة آدم و نوح هي السريانية و منها تطورت العبرانية و العربية ثم إن اليهود بدلوا خطهم العبري بالخط السرياني حين غزاهم بختنصر و أخذهم إلي بابل و تعلموا السريانية من هناك و بالسريانية كتب سفر دانيال و العراق و بالأحرى بلاد الرافدين هي مهد الحضارات كما يذكر فلا يبعد أن تكون اللغة السريانية هي أقدم اللغات. و كلمة (أدمه) بالعبرية تعني الأرض و كذلك في السريانية , فاشتركت هذه اللغات السامية الثلاث , السريانية و العربية و العبرية بينما (حواء) إسم غير منصرف من الحياة , فتصريفه من الحياة هكذا: حيية أو حية الخ و ليس (حواء) و كذلك إسم قابيل و هابيل فلا أعلم تصريفا في العربية على وزن (فاعيل) إن كان الجذر في قابيل هو قبل و في هابيل هو هبل. و مع هذا فكون السريانية هي أقدم لغة لا يزري من قدر العربية , فالعربية هي اللغة التي إختارها الله لدينه الكامل الخالد الذي لا يقبل غيره و الذي وعد بحفظه , و هي اللغة التي كتب بها القرآن , كلام الله الوحيد الباقي على الأرض الذي لم يبدل و لم يحرف و لم يغير و أيضا هي لغة أهل الجنة. فأنظر كيف أن البشرية كلها من لدن آدم - عليه السلام - لم تجتمع على السريانية و لكن في الآخرة يجتمع الصالحون منهم على العربية. فهل بعد هذا الفخر من فخر و هل بعد هذه الرفعة من رفعة؟!
ـ[ابن جندي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 01:16 ص]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة , هل هناك كتب أو مراجع تريد أت تعزو لها حتى يمكنني متابعة الأمر أكثر
ـ[فارس سترونج]ــــــــ[29 - 11 - 06, 02:58 ص]ـ
وبارك فيك أخي إبن الجندي
إليك الكتب التي تستفيد منها في هذا المجال بمشيئة الله وتوفيقه
1 - معجم اللغة العربية_ د. كمال بشر
2 - المعجم المفصل في فقه اللغة _ مشتاق عباس معن_ دار الكتب العلمية
3 - فقه اللغة وأسرار العربية _ أبو منصور الثعالبي _ المكتبة العصرية
4 - فقه اللغة المقارن _ إبراهيم السامرائي _ دار العلم للملايين
5_ تاريخ اللغات _ أبوذوئيب _دار القلم
6 - الخصائص _ عثمان بن جني - دار الكتب العلمية
هل تكفيك هذه المراجع أخي بن جندي ـــ سدد الله على الخير خطاك ــــ وجعل الجنة مثواك
ـ[ابن جندي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 12:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا فارس , تكفي و تزيد