فإذا تمَّ ذلكَ للطالبِ، وفهمَ مباحثَ ما مضى، فالألفية ُ لابن مالك المُبتغى، وهي المُنتجعُ، وهي للنحْو ِ كالكعبةِ للبيتِ، فكلُّ من قصدَ النحوَ فإياها يريدُ، ولحماها يطلبُ، وقد صارتْ من الشهرةِ بحيثُ إذا ذُكرَ النحوُ ذكرتْ معهُ، فكأنّها مرادفة ٌ لهُ وكاشفة ٌ لمعناهُ، ومؤلّفها ابنُ مالكٍ إمامٌ فحلٌ من علماءِ العربيّةِ والنحْو ِ، أذعنَ لهُ الكبراءُ ورحلَ إليهِ النّاسُ، وطارتْ شهرتهُ في الآفاق ِ، وحسبهُ وكفى أنّهُ مؤلّفُ الألفيةِ، وتُسمّى أيضاً الخلاصة ُ، لقولهِ في خاتمتِها:
أحصى من الكافيةِ الخلاصهْ ********* كما اقتضى غنىً بلا خصاصه
وللألفيةِ شروحٌ كثيرة ٌ، وأشهرُها وأحسنُها شرحُ العلاّمةِ النحْويِّ: شرح ابنُ عقيل ٍ، وهو شرحٌ سهلُ المتناول ِ، ألفاظهُ دانية ٌ، ليسَ فيهِ جفاءُ الإغرابِ، ولا إملالُ الإطنابِ، بل جاءَ وسطاً سهلاً، ولهذا انتفعَ بهِ الناسُ، وصارَ هو الشرحَ الُمعتمدَ للألفيّةِ في كثير ٍ من الجامعاتِ والأقطار ِ، ولهُ شروحٌ أخرى إلا أنَّ بعضها أغربَ فيها مؤلّفوها حتّى صارتْ ألغازاً، كما هو صنيعُ الأشمونيِّ في شرحهِ.
وممّا يجري في فلكِ الألفيةِ ويحوي مباحثها كتابُ: المفصّل ِ، للعلاّمةِ جاراللهِ الزمخشريِّ، وهو كتابٌ مشهورٌ عندَ أهل ِ العلم ِ، ولهُ شرحٌ متداولٌ للعلاّمةِ ابن ِ يعيشَ، جلّى فيهِ غوامضَ الكتابِ وفتحَ كنوزهُ.
ومن الكتبِ المفيدةِ لمن أرادَ إرساءَ دعائم ِ النحْو ِ، بعدَ أن يدرسَ أصولهُ ومقدّماتهِ، كتابُ: النحْو ِ الواضح ِ، من تأليفِ علي الجارم ِ وأصحابهِ، وهو كتابٌ سهلٌ مُيسّرٌ، وفيهِ الكثيرُ من الأمثلةِ والتوضيحاتِ، ويُساعدُ على ضبطِ مباحثِ النحْو ِ، ويقرّرها بوضوح ٍ، وهو كتابٌ بارعٌ في الشرح ِ والتوضيح ِ، وفي تقريبِ النحْو ِ وتيسيرهِ، وقد أراحَ مئاتِ المُعلمينَ، ويسّرَ على ألوفٍ من الطلبةِ، وأزاحَ عن علم ِ النحْو ِ سُحباً من النفور ِ والكراهيةِ، كانتْ تُحيطُ بهِ وتغشاهُ فتصدُّ المتعلّمينَ عنهُ وعن دراستهِ، كما وصفهُ بذلكَ بعضُ العلماءِ.
ومن أرادَ موسوعة ً نحْويةٍ جامعة ً، فلا أرفعَ قدراً من كتابِ العلاّمةِ: عبّاس ِ بن ِ حسن ٍ، ألا وهو: النحوُ الوافي، فهو خزينة ٌ جامعة ٌ لمسائل ِ ومباحثِ علم ِ النحْو ِ، ولا يسدُّ مسدّهُ إلا الكتابُ العظيمُ: شرحُ الكافيةِ للشريفِ الرّضيِّ، وهذا الكتابُ – بحسبِ وصفِ العلاّمةِ الرافعيِّ -: كاتبٌ ضخمٌ ليسَ في كتبِ العربيّةِ ما يساويهِ بحثاً وفلسفة ً.
ولا نُغفلُ كذلكَ قرءانَ النحْو ِ: كتابَ سيويهَ – كما لقّبهُ بذلكَ بعضُ العلماءِ -، وهو الحُجّة ُ في علمهم، وأكثرهُ مأخوذ ٌ من كلام ِ الخليل ِ، ويكفي القارئ دلالة ً على يُسر ِ هذا العلم ِ وسُهولتهِ، أنَّ مؤلّفَ الكتابِ – وهو سيبويهَ – رجلٌ أعجميٌّ، ولكنّهُ بالتجلّدِ والصبر ِ وملازمةِ العلماءِ، تفوّقَ على أهل ِ عصرهِ، وصارَ مرجعَ النحاةِ، وكتابهُ الحكمُ والفيصلُ بينهم.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[14 - 02 - 10, 09:49 ص]ـ
ينظر أيضًا:
قالوا: إن هذا المنهج من أقوى المناهج وأفضلها في دراسة النحو , فما رأي الكرام .. ؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=203446)
ـ[أبو محمد الحلوانى]ــــــــ[15 - 02 - 10, 05:25 م]ـ
بارك الله فيكما