تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الذي سيحتاجه نابليون في مهمته. (بالفعل رافق هذا الأسطول نابليون في حملته على مصر).

كان الهدف من كل هذا هو إقناع نابليون بونابرت بمساعدة اليهود في تكوين وطن قومي لهم في فلسطين. و" سارع روتشيلد. . . . إلى إقناع نابليون لتوطين اليهود في فلسطين إن هو نجح في توطيد أركان سيطرته على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط. ولقد استحسن نابليون هذه الفكرة. (1) ويذكر الدكتور أمين عبد محمود: "أن الوعد الفرنسي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كان مقابل تقديم الممولين اليهود قروضًا مالية للحكومة الفرنسية التي كانت تمر آنذاك بضائقة مالية خانقة، والمساهمة في تمويل الحملة الفرنسية المتجهة صوب الشرق بقيادة بونابرت ويؤكد على هذا البعد أيلي ليفي أبو عسل بقوله:

" كانت فكرة إعادة اليهود إلى فلسطين في طليعة المرامي والمشاريع الاجتماعية السامية التي كانت تجول في مخيلة نابليون الوقادة ويطمع في تحقيقها حيال المسألة الشرقية عندما شرع في تجهيز حملته لغزو مصر والشام. "

ويذكر المؤرخون أنه "وقبل تحرك الحملة من فرنسا إلى مصر، تلقى بول باراباس، عضو حكومة الإدارة في باريس من صديقه توماس كوريت، الرأسمالي اليهودي الايرلندي، رسالة ينصحه فيها بالاستفادة من اليهود الذين وصفهم بأنهم: يقدمون لكم عنصرا يمكن الاعتماد عليه في الشرق.وضع الاقتراح أمام نابليون الذي التقى عدد من الشخصيات اليهودية التي، دعته إلى إقامة وطن يهودي بالاتفاق مع فرنسا، في إقليم الوجه البحري من مصر، مع حفظ منطقة واسعة المدى ليمتد خطها من مدينة عكا إلى البحر الميت ومنه إلى البحر الأحمر".

ولكن شاء ت إرادة الله أن تزري رياح أحلام روتشيلد وبني قومه،إذ جاءت الرياح المصرية بما لم تشتهه السفن الفرنسية- أو قل السفن اليهودية.فلقد تم تدمير الأسطول الفرنسي كله على الشواطئ المصرية. ولم يستسلم الشعب المصري لحظة واحدة , ولم تهنأ القوات الفرنسية في مصر بوجودها لحظة. وقام المصريون بقتل العديد من القوات الفرنسية , وذكرت إحصائية فرنسية حديثة أن قوات نابليون التي جاءت إلى مصر وفلسطين بلغت خسائرها 13 ألف قتيل سقطوا في المعارك. وهناك إحصائية أخرى تقدر خسائر الجيش الفرنسي بلغت 28 ألف جندي أي أكثر من نصف قواته , وأن عدد القتلى الفرنسيين أمام أسوار عكا وحدها بلغت 5000 قتيل.

هذا على الرغم من أن القوات الفرنسية ارتكبت العديد من الجرائم البشعة في حق الشعب المصري والفلسطيني فيما بعد،.فقدتعاملوا مع المصريين بقسوة وهمجية و اعتدوا على القرى فنهبوا المنازل – حتى المواشي التي كانت تقابلهم في الطرقات.

ققد ذكر الجبرتي: أن الفرنسيين " أشعلوا النيران في الغيطان. أرهقوا الشعب المصري البائس بالضرائب الباهظة. أخرجوا أصحاب المنازل من منازلهم. واستولوا عليها. وعاثوا بالأزهر وضربوه بالقنابل. دخلوه بخيولهم وربطوها بقبلته. وداسوا المصاحف بأقدامهم. و ذبحوا أكثر من 2500 من المصريين – كما قال نابليون بونابرت في تقرير رسمي أرسله إلى فرنسا.وصحيح أنهمهم الذين ذبحوا المسجونين المصريين وألقوا بجثثهم في قاع النيل ليلا. حتى النساء المصريات لم يسلمن من الذبح والسلخ على يد الجزار الفرنسي. إلا أن هذا لم يضعف من شأن المقاومة المصرية والمقاومين.

ولما دمر الأسطول الفرنسي - وبدلا من أن يجر نابليون أذيال الخيبة مع بقايا جنوده ويتوجه إلى فرنسا - , سار ببقايا جيشه عبر صحراء سيناء إلى فلسطين مضمرا في نفسه أن ينشئ الدولة اليهودية بها , استجابة لطلب المحافل الباريسية الصليبية الصهيونية (8) هذا من ناحية. ومن ناحية أخري فإن (فرنسا) لا تتمنى أكثر من أن ترى الطريق إلى (الهند) و (الصين)، وقد سكنها شعب على أهبة الاستعداد لأن يتبعها حتى الموت – من أجل مصالحها - ,ولا يوجد أصلح من الشعب اليهودي لهذا الغرض كما ذكر بالحرف الواحد المفكر اليهودي "موسى هس"

ـ وفي الرابع من أبريل سنة 1799 م خطب نابليون خطبة الشهيرة في صهيوني يافا , وحيفا , والقدس الذين انتظروه مع غيرهم من اليهود القادمين من رومانيا قال فيها: -

يا ورثة فلسطين الشرعيين.

الأمة العظيمة تناديكم.

لتستردوا ما سلب منكم بالغزو.

أسرعوا.

لقد حانت اللحظة المطالبة باسترداد حقوقكم المدينة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير