المدخر أكنزها لنؤائب الزمان ليستعان بها على مجاهدة الكفار والمشركين عند الحاجة إليها قلنا قد رأينا شدة احتياج ملوك زماننا واضطرارهم في مصالحات المتغلبين عليهم من قرانات الإفرنج وخلو خزائنهم من الأموال التي أفنوها بسوء تدبيرهم وتفاخرهم ورفاهيتهم فيصالحون المتغلبين بالمقادير العظيمة بكفالة إحدى الفرق من الإفرنج المسالمين لهم واحتالوا على تحصيل المال من رعاياهم بزيادة المكوس والمصادرات والطلبات والاستيلاء على الأموال بغير حق حتى أفقروا تجارهم ورعاياهم ولم يأخذوا من هذه المدخرات شيئاً بل ربما كان عندهم أو عند خونداتهم جوهر نفيس من بقايا المدخرات فيرسلونه هدية إلى الحجرة ولا ينتفعون به في مهماتهم فضلاً عن إعطائه لمستحقه من المحتاجين وإذا صار في ذلك المكان لا ينتفع به أحد إلا ما يختلسه العبيد خصيون الذين يقال لهم أغوات الحرم.
والفقراء من أولاد الرسول وأهل العلم والمحتاجون وأبناء السبيل يموتون جوعاً وهذه الذخائر محجور عليها وممنوعون منها إلى أن حضر الوهابي واستولى على المدينة وأخذ تلك الذخائر فيقال أنه عبى أربعة سحاحير من الجواهر المحلاة بالألماس والياقوت العظيمة القدر ومن ذلك أربع شمعدانات من الزمرد وبدل الشمعة قطعة ألماس مستطيلة يضيء نورها في الظلام نحو مائة سيف قراباتها ملبسة بالذهب الخالص ومنزل عليها ألماس وياقوت ونصابها من الزمرد واليشم ونحو ذلك وسلاحها من الحديد الموصوف كل سيف منها لا قيمة له وعليها دمعات باسم الملوك والخلفاء السالفين وغير ذلك)).
وقال ((في رابعه الحجاج المغاربة ووصل أيضاً مولاي إبراهيم ابن السلطان سليمان سلطان الغرب وسبب تأخرهم إلى هذا الوقت أنهم أتوا من طريق الشام وهلك الكثير من فقرائهم المشاة وأخبروا أنهم قضوا مناسكهم وحجوا وزاروا المدينة وأكرمهم الوهابية إكراماً زائداً)).
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم
فأعداء دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب بهم رمد بأعينهم فلا يرون الحق وهو واضح كالشمس بشهادة من عاصروه ومن جاؤا بعده من المنصفين.
اللهم ارنا الحق حق وأرزقنا اتباعه وارنا الباطل باطل وأرزقنا اجتنابه.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[21 - 06 - 08, 04:11 م]ـ
نسيت أن أذكر الكتاب وهو " عجائب الآثار فى التراجم والأخبار "
وهذه نبذة مختصرة عن صاحب الكتاب رحمه الله
عبد الرحمن الجبرتى
هو عبد الرحمن بن حسن برهان الدين الجبرتي ولد بالقاهرة سنة 1168 هـ / 1756م وتوفي بها سنة 1240 هـ / 1825م، وقد جاءت أسرة عبد الرحمن الجبرتي من قرية جبرت قرب ميناء زيلع على البحر الأحمر وهى منطقة كانت تابعة لنجاشي الحبشة وعرفت بالتقوى البالغة لسكانها، وفى نهاية القرن السادس عشر الميلادي هاجر عبد الرحمن الجد السابع للمؤرخ عبد الرحمن الجبرتي ليصبح شيخا لرواق الجبرتية بالأزهر الشريف وهو منصب كان ينتقل فى ذلك الوقت من الأب إلى الابن، ولقد كان معلم عبد الجبرتي الأول هو والده حسن الدين برهان الذى كان مرجعه الأول فى تعلم الحساب والفلك وعلم الفلك والتقويم وغيرهم من العلوم.
ولقد عاصر الجبرتي فترة انحلال النظام العثماني ومحاولات المماليك التمرد على النظام العثماني كما عاصر مجيئ الحمل الفرنسي على مصر بقياد نابليون بونابرت سنة 1798م، كما عاصر تولي محمد على باشا حكم مصر لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ مصر لعل أهمها التغييرات العديدة التى حدثت فى البناء الاقتصادي والاجتماعي لمصر.
ولقد ترك عبد الرحمن الجبرتي لنا مؤلفين هامين الأول هو " عجائب الآثار فى التراجم والأخبار " وهو مؤلف من أربع مجلدات تمتد من سنة 1688م إلى سنة 1821م أرخ فيه لتاريخ مصر العام والخاص فى ذلك الوقت، أما المؤلف الثاني فهو " مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس " ويغطي فترة الاحتلال الفرنسي لمصر من سنة 1798م إلى سنة 1800م.
ـ[محمد الفردي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 08:37 ص]ـ
أخي الكريم
أين طبع المُؤلَّفين؟
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 07:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[10 - 07 - 08, 01:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى أبا حفص على مرورك الكريم
أخى محمد يمكنك السؤال عن الكتابين فى منتدى الكتب ما نقلته من النسخة الألكترونية للكتاب
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[11 - 07 - 08, 08:50 م]ـ
¥