تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى ذلك فإنَّ المجلةَ صدر منها خمسةٌ وسبعون عددًا، مُوزَّعة على تسعة مُجلدات، وفي ثلاثة آلاف صفحة تقريبًا، وكان لكل عدد ترقيمٌ علاوة على التَّرقيم الخاصِّ بكُلِّ مُجلد، المتواصل من بداية المجلد إلى نهايته، إلاَّ في المجلد الخامس، فالترقيمُ متواصل حتَّى نهاية المجلد السَّابع، أمَّا المجلَّدان الثامن والتاسع، فمع أنَّهما في كتاب واحد، فقد كان لكل مُجلد منهما ترقيمٌ خاص به، ثُم ترقيم ثالثٌ للفهارس العامَّة للمجلة.

ولعلَّنا نستطيعُ إرجاعَ سبب تقطع الإصدار، وتباعُد الزَّمن بين الأعداد، ثُمَّ الانقطاع التَّام - إلى الرقابة، والاحتلال، والحرب، ونظام الحكم، والتدخُّل السياسي في شؤون الجامعة الزيتونيَّة، فهذا كُلُّه يتضح من مقالات المجلة دون تصريح بسبب انقطاع النَّشر، مع اختلاف السبب باختلافِ الوقت، فمثلاً في مطلع العدد الخامس من المجلد الخامس، وبعد عَرْض صورة لملك تونس على غير المعهود في الأعداد السَّابقة، تُقدِّم المجلة كلمةً للملك ألقاها في حفل ختام الدِّراسة بالجامع، يعلن فيها الملك عن قَبُول مطالب رجال الجامع، وليس القبول منه وحْدَه، بل من حكومة الاحتلال أيضًا؛ مِمَّا يدُلُّ على أن الأمرَ غَيْرُ صالح له وحْدَه، ويدل أيضًا على أن الاحتلال والحكومة من أسباب انقطاع النشر.

وفي مَوقف آخر نجد الرقابة تتدخل في النشر بالوقف والحذف والتعديل، ومن ذلك ما جاء في العدد الأَوَّل من المجلد السابع، والذي لم ينشر غيره من هذا المجلد؛ حيث نجد فيه المقالة الافتتاحيَّة لمدير المجلة "محمد الشاذلي بن القاضي" محذوفة كلها تقريبًا، فقد نُشِرَ مطلعها فقط، وحُذِفَ الباقي دون أدنى إشارة يفهم منها موضوع ما حذف أو سبب الحذف؛ حيثُ نبهت المجلة إلى أن الرقابة حذفت الموضوع فقط، وذلك بترك المساحة بيضاءَ مكتوبًا فيها جملة: "حذفته الرقابة"، ومساحةُ هذه المقالة المحددة لها بالمجلة أربعُ صفحات تقريبًا لم ينشر منها سوى ما يُقارب نِصفَ صَفْحَةٍ، وتُرِك الباقي خاليًا.

وفي نفس العدد أيضًا نَشَرَتْ المجلَّة قصيدة بعنوان: "يوم العروبة"، للأستاذ "محمد أبو شربية"، اقتطعت الرقابة ما يُقارب النِّصف من أبياتها؛ حيثُ نشرت تسعةً وعشرين بيتًا، وحذفت واحدًا وعشرين، والمحذوفُ من بين أبيات القصيدة، وليس قطعةً واحدة مُتصلة، فقد نُشِرَ ثلاثةُ أبيات وحُذف بيت، ونشر بيتان وحذف خمسة، ثم نشر سبعة وحذف ستة، بعدها نُشِرَ بيتان وحذف أربعة، ثم نشر الباقي وحذف خمسة أبيات من آخر القصيدة، ومِمَّا نشر من أبيات هذه القصيدة قول الشاعر [11] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn11):

آمَنْتُ أَنَّ بَلاَدَ الْعُرْبِ سَوْفَ تَرَى حَزْمَ الرَّشِيدِ وَعَزْمَاتِ ابْنِ مَرْوَانِ

وَوَحْدَةَ الضَّادِ تَلْتَفُّ الْعُرُوشُ بِهَا وَصَوْلَةَ الدِّينِ فِي عِزٍّ وَسُلْطَانِ

وَأُلْفَةً تَتَمَشَّى فِي مَنَاكِبِهَا تُقْصِي الْخِلاَفَ بِإِيلاَفٍ لِتِيجَانِ

هُنَاكَ يَنْبَعِثُ الْإِسْلاَمُ ثَانِيَةً فِي الْأَرْضِ يَهْدِي لِإِرْشَادٍ وَإِحْسَانِ

يُحْيِي الْمُسَاوَاةَ حَقًّا وَالْعَدَالَةَ فِي صِدْقٍ تَنَزَّهَ عَنْ زُورٍ وَبُهْتَانِ

ولعَلَّ هذا التدخل هو ما جعل المجلة تنقطع قبل أن تُكْمِلَ هذا المجلد؛ حيث لم تَنْشُرْ منه غير عدد واحد، واحتجبت المجلَّة بعده ما يربو على خَمسِ سنين، بدأت بعدها في نشر المجلد الثَّامن، ورُبَّما أعدَّتْ أعدادَ المجلد السابع كاملة؛ لكنَّها مُنِعَت من النشر، وإلاَّ فما المانع من أن تجعلَ المجلة الأعداد التالية لهذا العدد الوحيد في المجلد السَّابع استكمالاً له، لا أن يكون مجلدًا آخر كما كانت تفعل قبل ذلك حين ينقطع النَّشر، ثُمَّ تعودُ إليه استكمالاً على ما سبق؟ لكنَّها عادت هنا بمجلد جديد، وكذلك في المجلدين الثَّامن والتاسع؛ حيثُ لم تكتمل الأعداد العشرة لكل مجلد.

سابعًا: أبواب المجلة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير