ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[05 - 12 - 09, 03:24 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا المقال المفيد
فما أفضل وأنفع الكتب لمطالعة التاريخ الإسلاميوخاصة في ما يخص أحداث القرن الأول
بارك الله فيكم على هذا المقال المفيد
فما أفضل وأنفع الكتب لمطالعة التاريخ الإسلاميوخاصة في ما يخص أحداث القرن الأول
أخي فلاح حسن البغدادي
إليك هذا البحث الجميل من موقع الاسلام سؤال و جواب الذي يشرف عليه الشيخ الفاضل محمد المنجد - حفظه الله -
كتب التاريخ الموثوقة
ما أكثر ما في الكتب من دس للروايات عن هارون الرشيد، والدولة الأموية، والعباسية، وسيرة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم. أتمنى منكم أن ترشدوني إلى أفضل وأصح الكتب التي تتحدث عما ذكرت.
الحمد لله
تاريخُ الإسلامِ صفحاتٌ عظيمةٌ من الأحداث والوقائع المتنوعة، اختلطت فيها جوانب السياسة والاجتماع والاقتصاد، وامتزجت بالكثير من العوارض المختلفة أو المتناقضة، فاحتملت لذلك في طبيعتها مادة خصبة استغلها الكثير من أهل الأغراض والأهواء، فلم يتورعوا عن التشويه والتحريف والزيادة والنقصان.
وإذا غضضنا الطرف عن العوامل الخارجية التي أدت إلى وجود الخلل في أحداث التاريخ المروية، وقَصَرْنَا النظرَ على طبيعة المادة المنقولة والمدونة، لوجدنا أن ذلك الخلل يرجع إلى سببين اثنين رئيسين:
السبب الأول: غياب التدوين المباشر للتاريخ مِن قِبَل شهود العيان، ومَن عاصر الأحداث، أو على الأقل غياب الإسناد المقبول لتلك الأحداث، فقد غلب الإرسال والانقطاع بين المدون والراوي وبين الوقائع المروية، ففقدت المنهجية العلمية الركن الرئيس فيها، وغدت أحداث التاريخ نهبة لمن شاء أن يحكي فيها ما يريد، فالكل يكتب ويشارك، سواء أسند أم أرسل. كما قال الإمام أحمد رحمه الله: " ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير " انتهى.
رواه الخطيب في "الجامع" (2/ 162) وفسره بقوله: المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة، غير معتمد عليها، ولا موثوق بصحتها، لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادات القصاص فيها "، وفسرها شيخ الإسلام ابن تيمية بكثرة المراسيل في هذه الأبواب.
والسبب الثاني: غياب الحس النقدي لدى كثير من كُتَّاب التاريخ الأول، فلا تكاد تجد في المؤرخين القدامى من يزيد على الحكاية والرواية، فقد كان هذا سعيهم الأول، ولعلهم أوكلوا النقد بالتصديق أو التكذيب إلى القارئ الذي غالبا ما يتيه بين آلاف الصفحات المسطرة.
ولعل القراءة المجردة في "تاريخ الأمم والملوك" لابن جرير الطبري، وفي "الإمامة والسياسة" المنسوب خطأ لابن قتيبة، وفي "مروج الذهب" لعلي بن الحسين المسعودي، وفي "تاريخ اليعقوبي"، و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، وفي "العقد الفريد" لابن عبد ربه، وفي "تاريخ التمدن الإسلامي" لجرجي زيدان – لعل القراءة المجردة فيها توقف القارئ على الصورة الحقيقية لقدر التشويه الذي لحق بمصنفات التاريخ ومدوناته.
وانظر للتوسع عن كتب التاريخ المشوهة كتاب "كتب حذر منها العلماء" للشيخ مشهور حسن سلمان، الجزء الثاني.
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/9 - 10):
" وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثًّا أو سمينًا، ولم يعرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار، فضلوا عن الحق، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط، ولا سيما في إحصاء الأعداد من الأموال والعساكر إذا عرضت في الحكايات، إذ هي مَظِنَّةُ الكذب، ومَطِيَّةُ الهَذَر، ولا بد من ردها إلى الأصول، وعرضها على القواعد " انتهى.
والأدوات التي يحتاجها المؤرخ الناقد متنوعة ما بين علم بأحوال الرواة وطبائع الأمم وقواطع العادات والسنن ودقة في الملاحظة والقياس، وذلك ما لا يتوفر إلا في القليل من المؤرخين المتقدمين والمتأخرين.
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/28):
¥