سليمان القانوني في رسالة إلى شريف مكة يخبره فيها بتسلمه عرش
السلطنة و"الخلافة"، وفي رد الشريف جاءت التهنئة بشغله "سرير
السلطنة العظمى ومسند الخلافة الكبرى". وأنه ورد في مقدمة "قانون
نامة" التي كتبها الشيخ أبوالسعود جرى وصف السلطان سليمان بأنه
"وريث الخلافة الكبرى، وحائز الإمامة العظمى وحامي الحرمين
المحترمين ".
ويشير هؤلاء إلى استخدام بعض السلاطين السابقين لسليم ولما
يقال عن حادثة تنازل المتوكل عن الخلافة له، للقب الخلافة مثل
مراد الأول (1359 - 1389) الذي كان يلقب خليفة الله المختار.
لكن المشككين في ما يسمى "الخلافة العثمانية"، ينبهون إلى أن
ما يقال عن خلافة بني عثمان لا يستند إلى جذر تاريخي، وأن
الاهتمام العثماني بلقب الخلافة ومسماها، لم يبرز سوى في لحظات
ضعف الدولة، في إطار سعيها لكسب تأييد المسلمين في العالم،
واستدرار تعاطفهم معها، في ظل اشتداد الهجمة الغربية عليها
وتفاقم المسألة الشرقية. فأصبحت الدولة حريصة على إظهار تمسكها
بمسمى الخلافة، فلأول مرة يصر العثمانيون على تضمين إحدى الوثائق
الرسمية ما يشير إلى لقب الخليفة، ما ورد في معاهدة كجك قينارجة
مع روسيا 1774م، في عهد السلطان سليم الثالث (1774 - 1789)، التي
نصت على جعل مسلمي بلاد القرم تحت السيادة الروحية العثمانية.
لكن ينبغي الإشارة في هذا السياق أيضا إلى أن السلطان أحمد
الثالث (1703 - 1730) كان قد اتخذ لقب "خليفة جميع المسلمين" في
معاهدة وقّعها مع نادر شاه الأفشاري حاكم بلاد فارس في تشرين
الأول 1727م.
وعليه فلا يجوز- عند طائفة من المؤرخين والباحثين- إطلاق صفة
"الخليفة" على أي سلطان عثماني باستثناء السلطان عبدالحميد
الثاني 1876 - 1909 الذي تبنى مشروع الجامعة الإسلامية، وأطلق على
نفسه لقب "الخليفة العثماني". وحرص على تضمين الدستور العثماني
الصادر 1776م، أن "عظمة السلطان بصفته خليفة، هو حامي الدين
الإسلامي".
الخلافة من يحيي من؟
الملفت للنظر أن طائفة من الإسلاميين العرب ما زالت تبدي
حنيناً صادقاً "للخلافة العثمانية"! ويخيّل للمراقب أن هؤلاء
مازالوا على العهد مع الخليفة، وينتظرون طلته البهية على ظهر
جواده الأبيض، عسى أن يعيد ترتيب أوراق العالم التي تبعثرت مذ
أقدم أتاتورك على فعلته الشنعاء! ويكاد بعضهم يتصور رجب طيب
أردوغان عاملاً من أجل، أو قادراً على "إحياء الخلافة "!.
وتلمس لدى هؤلاء عتباً على الرجل أنه لم يكشف أوراقه ويسارع
إلى إعلان"الخلافة"! ويأسون لوقوفه كل هذه السنوات على أبواب
عضوية الإتحاد الأوروبي، في حين كان من الأجدر به - في عرفهم -
وهو سليل من حاصروا فينا مرتين أن يقتحم أوروبا فاتحاً!، كل هذه
الأوهام تنطلق من الجهل المعرفي، وتتغذى على التعصب الأيديولوجي.
[email protected] ([email protected])
وهذا رابط المقالة:
http://www.alghad.jo/?news=58717 (http://www.alghad.jo/?news=58717)
ـ[ابوسعيد النجدي]ــــــــ[28 - 08 - 09, 04:00 ص]ـ
لعل الخلافة قد ذهبت مع اخر خليفة عباسي في بغداد المستعصم اما الخلفاء في مصر فقد كانوا موظفين لدى المماليك يسجنونهم يخلعونهم بكل سهولة لذلك كان سليم الاول يرى ان تنازل هذا الخليفة عن خلافته عبثا لانه لم يكن له اي سلطة حتى ولو اسمية والخلفاء العثمانيين كانوا خلفاء بافعالهم وجهادهم وفتوحاتهم التي اشرقت دول الكفر
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:46 م]ـ
ذكر بعض المؤرخين استمرار خلافة بني العباس حتى بعد استيلاء بني عثمان على مصر سنة 922 هـ , ومن هؤلاء ابن طولون الذي كان معاصرا للأحداث , ومنهم العصامي الذي جاء بعد الأحداث بقرن تقريبا , ومنهم أيضا الزركلي.
قال ابن طولون في مفاكهة الخلان في حوادث الزمان (ص 199):-
سنة أربع وعشرين وتسعمائة
استهلّت والخليفة أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بن المستمسك بالله أبي الصبر يعقوب العباسي، وهو قد وجّه مرّسماً عليه من مصر إلى إصطنبول في البحر؛ وسلطان مصر والشام وما مع ذلك ملك الروم المظفر سليم خان بن يزيد محمد خان بن محمد خان بن مراد خان بن محمد خان بن أبي يزيد.
وقال أيضا (ص 204):-
سنة ست وعشرين وتسعمائة
¥