تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المقطع الرابع بصفاء الروح والأمل المنشود، ونقتطف منها:

اكتب حياتك باليقين واسلك دروب الصالحين

فالصمت من حرّ يفوق زئير آساد العرين

أناشيد الشاعر

أناشيده الكثيرة يصعب حصرها علماً أن كل القصائد المنشورة في هذا المقال قد تم إنشادها. ونأتي هنا إلى بعضها. فقصيدته الشهيرة أيضاً "فلسطيني" الشبيهة بقصيدة الشاعر الراحل يحيى برزق، تميزه عن شعر برزق أنها قوية المعاني وفيها مفاصلة فكرية وجهادية ومليئة بالثورة .. في الوقت الذي نجد أن قصيدة تتميز برقّتها ووصف المأساة وأسبابها، ورغم تطرقه للمقاومة، إلا انه لم يكن بحدة العظم فيها، خاصة أن شعر الأخير ملتزم بفكر إسلامي حركي عاش فترة عصبية وصراع مع اليسار بشكل عام. فظهر في قصيدته توجه ضد اليسار الماركسي، فيما ركز برزق على العدو والاحتلال والنكبة. ونقتطف من القصيدة المقطع الأول والمقطع الأخير:

فلسطيني فلسطيني فلسطيني فلسطيني

ولكن في طريق الله والإيمان والدين

أهيم براية اليرموك أهوى أختَ حطّين

تفجّر طاقتي لهباً غضوباً من براكيني

لأنزع حقي المغصوب من أشداق تنين

وأرفع راية الأقصى وربُّ البيت يحميني

* *

فلسطيني فلسطيني فلسطيني فلسطيني

كفرتُ بدعوة الإلحاد من صنع الشياطين

وأوثان صنعناها من الأوحال والطين

وآمنّا برب البيت والزيتون والتين

ليشمخ شعبُنا حراً عزيزاً في فلسطين

ويرفع راية التحرير في كل الميادين

ومن أناشيده التي اشتهرت في أثناء الانتفاضة الأولى، أنشودة "حي على الجهاد"، التي صدرت في الكويت وانتشرت في العالم الإسلامي، ومطلعها:

دعوة للفلاح في انبثاق الصباح

ونداء الكفاح في الربى والبطاح

عند زحف الجنود

كذلك، اشتهرت في تلك الفترة نشيد "حماة الأقصى":

نحن أجيال الغدِ وجنود السؤدد

قد نهلنا علمنا من كريم المورد

من سنا قرآننا والهدى المحمدي

فاشهدي يا أرض واصغي يا سماء أننا لا نبتغي غير البناء

مذ سلكنا دربنا في عزة ومضينا في ركاب الأنبياء

ومن المعروف المنشد الشهير محمد أبو راتب هو أكثر من أنشد من شعر يوسف العظم، رغم أنه لم يكن الأول. وقد كانت أنشودة "في سبيل الله والمستضعفين" من أوائل ما اختاره أبو راتب من ديوان العظم.

كذلك المناجاة في رحاب الأقصى، ومنها:

رباه إني قد عرفتك خفقة في أضلعي

وهتفت باسمك يا له لحناً يرن بمسمعي

أنا من يذوب تحرقاً بالشوق دون توجعي

قد فاض كأسي بالأسى حتى سئمت تجرعي

يا رب إني قد غسلت خطيئتي بالأدمع

يا رب ها تسبيحتي في مسجدي أو مهجعي

يا رب إني ضارع أفلا قبلت تضرعي؟

إن لم تكن لي في أساي فمن يكون إذن معي؟

يا رب في جوف الليالي كم ندمت وكم بكيت

ولكم رجوتك خاشعاً وإلى رحابك كم سعيت

قد كنت يوماً تائهاً واليوم يا ربي وعيت

إن كنت تعرض جنة للبيع بالنفس اشتريت

أو كنت تدعوني إلهي للرجوع فقد أتيت

وفي أثناء الانتفاضة أطلق أبو راتب ألبوم أناشيد فلسطينية الهوى، فيه عدد من القصائد الموجودة في ديوان العظم، ومن هذه الأناشيد:

إلى القدس هيا نشدّ الرحال ندوس القيود نخوض المحال

ونمحو عن الأرض فجّارها بعصف الجبال وسيل النضال

بعزم الأسود وقصف الرعود ونار الحديد ونور الهلال

إليّ إليّ أسود الفدى فما عاد يجدي مقال وقال

لقد حان يوم انتفاض الأسير ودقت طبول الفدى والنضال

ونادت ربى القدس أبطالها فأين علي وأين بلال

صبرا وشاتيلا

إثر اجتياح لبنان سنة 1982، وتحديداً في منتصف شهر أيلول ارتكبت عصابات الغدر المدعومة من قوات الاحتلال الصهيوني مجزرة وحشية هزت العالم.

في تلك الفترة، كانت هناك مجلة إسلامية متميزة جداً، هي مجلة الأمة القطرية، نشرت المجلة قصيدة أحدثت ضجة في الأوساط العربية، وسرعان ما تلقفتها الفرق الإنشادية .. وكانت القصيدة للشاعر يوسف العظم، والتي يقول في مطلعها:

ذبحوني من وريد لوريد وسقوني المرّ في كل صعيد

مزّقوا زوجي فلم أعبأ بهم فمضوا نحو صغيري ووليدي

غرسوا الحربة في أحشائه فغدا التكبير أصداء نشيدي

دمّروا بيتي وهل بيتي هنا إن بيتي خلف هاتيك الحدود

وتلفّتّ فلم أعثر على غير أبناء الأفاعي والقرود

أين بأس العرّب مذخور لمن أين أبناء الحمى درع الصمود؟

ودمي سال على تلك الربى ينثر العطر على حمر الورود

ولغ الغاصب في أشلائنا غير أنّا لم نزل "سمر الزنود"

وفاء مستحق

الشاعر يوسف العظم استحق لقب (شاعر القدس) بجدارة، وهو الذي قضى عمره يكتب للأقصى ويربي الأطفال على حب الأقصى، يكفي أنه أسس "روضات براعم الأقصى" التي طوّرها إلى "مدارس الأقصى" في الأردن.

الشاعر يوسف العظم الذي ألهب بشعره ومحاضراته المنابر وأعلى قلمه في الصحافة على مدى خمسين عاماً، خفّف الكثير من نشاطه، وهو شبه معتكف في بيته بسبب المرض الذي ألزمه الفراش أكثر من مرة في السنوات الأخيرة .. يستحق منا هذا المقال وفاء لدوره في الشعر الفلسطيني الإسلامي.

رحم الله شاعرنا وأسكنه الله فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان، وأبدلنا الله خيراً منه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير