[ترجمة العلامة المحقق السيد أحمد صقر (رحمه الله تعالى)]
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[28 - 12 - 08, 06:44 ص]ـ
أتوج هذا المقال بشكر خاص للأستاذ الجليل البر الودود:
أبي محمد منصور مهران
عضو هذا الملتقى المبارك
حيث أشرق علَيَّ بطيب معشره ولطف معاملته وحسن توجيهه في إعداد هذه الترجمة
فجزاه الله عني وعن شداة العلم والأدب والمعرفة كل خير ونعمة وفضل
فَلَوْ كَانَ لِلشُّكْرِ شَخْصٌ يَبِين إِذَا مَا تَأَمَّلَهُ النَّاظِرُ
لَبَيَّنْتُهُ لَكَ حَتَّى تَرَاه فَتَعْلَم أَنَّي امرُؤٌ شَاكِرُ
وَلَكِنَّهُ سَاكِنٌ فِي الضَّمِيرِ يُحَرِّكُهُ الكَّلِمُ السَّائِرُ
والأستاذ منصور – لمن لا يعرفه – من مواليد عام 1944م، وتخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 1966 م، ثم حصل منها بعد ذلك على درجة الماجستير في علم النحو والصرف، و لم يتيسر له الحصول على درجة الدكتوراه، وهو الآن مقيم في الرياض، أسأل الله عز وجل أن يبارك في علمه ووقته وصحته وماله وأولاده، وأن يمتعنا بنوادره وعلومه.
وقد اتصل الأستاذ منصور إبان طلبه للعلم بأساطين العلم والأدب والتراث في زمانهم أمثال: العلامة محمود شاكر – وله به صلة خاصة - والعلامة السيد أحمد صقر والعلامة حسن كامل الصيرفي والعلامة محمد أبو الفضل إبراهيم (رحمهم الله جميعا) وغيرهم من أكابر أهل العلم
العلاَّمة اللُّغوي الأديب الأستاذ: السيد أحمد صقر
المحقِّق الناقد، الباحث الدؤوب
طَوْقُ المُجِدِّ أَتَى بِهِ صَقْرُ مِنَنًا لَهَا مِنْ جِيلِهِ الفَخْرُ
أَكْبَرْتُهُ وَاللهِ وَهْوَ فَتًى مَا زَالَ يَخْضِرُ عَودَهُ العُمْرُ
وَعَجِبْتُ كَيْفَ لِمِثْلِهِ نَهَمٌ يَعْيَا بِمِثْلِ قَلِيلِهِ الدَّهْرُ
حَلِّقْ وَلَا تَعْبَأْ بِمَنْ حَسَدُوا فَاللهُ عِنْدَ رِحَابِهِ الأَجْرُ
إبراهيم أبو الخشب
من الكتب ما تقتنيها لجلالة مؤلِّفيها، الذين أحكموا أصول علومهم، واستوعبوا أطراف فنونهم، وأضافوا إلى ذلك غزارة المادة، وعمق الفكرة، ودِقَّة الاستنباط، وروعة البيان، وإن صحب ذلك صحة معتقد، وسلامة منهج، واعتناء بالحجة والدليل والبرهان، وتعظيم لجناب الشريعة، فهو الغاية التي لا وراءها غاية، والمطلب ما بعده مطلب.
ومنها ما تقتنيها لبراعة مُحَقِّقيها وناشريها، الذين خبروا مناهج الكتب في مختلف فنون العربية، وعرفوا مصطلحات الأقدمين وأعرافهم العلمية، والذين اشتهروا في أعمالهم بإعطائها حظها من النظر، والفقه، والصبر، وبذْل غاية الوسع والطاقة في التحرير والتحقيق، والإخراج المعجب الأنيق المتكامل، حتى غدت أسماؤهم على طرة الكتب ضمانًا على الجودة، ودليلاً على الأمانة، ولذَّةً ومتاعًا لعقل القارئ وعينه.
وإن من أبرز أولئك المحققينَ الذين ازدانت بهم سماء مصر عقودًا منَ الزمن، واستضاءت بِنُورهم صفحات المكتبة العربية في كل فن - العلاَّمة الراوية المحقِّق اللغوي الأديب المصري: السيد أحمد صقر - رحمه الله تعالى رحمة واسعة - المولود عام: (1335هـ/ 1915م)، والمتوفَّى بالقاهرة عام: (1410هـ/ 1989م).
وإن بين هذين التاريخين حياة عالِمٍ عجيبة موغلة في العجب، غريبة مسرفة في الغرابة؛ إذ يُعَدُّ العلاَّمة السيد أحمد صقر - رحمه الله تعالى -: رابع أربعة [1] في مصر، هم أعلام تحقيق التُّراث ونشره في عصرهم، يوم كان التحقيق علمًا ورواية، قبل أن يصبحَ اليوم فنًّا وصناعة، الذين دخلوا ميدانه بزادٍ قويٍّ من علم الأوائل وتجاربهم، ومدفوعينَ بروح عربية إسلامية عارمة، استهدفتْ إذاعة النصوص الدالة على عظمة التراث، الكاشفة عن نواحي الجلال والكمال فيه:
أولهم: العلامة المحدِّث أحمد محمد شاكر (1892م - 1958م)، الحائز - بعد وفاته بنصف قرن - على وسام العلوم والفنون منَ الطبقة الأولى، المُقَدَّم من رئاسة الجمهورية المصرية.
وثانيهم: شقيقه العلاَّمة اللغوي الراوية محمود محمد شاكر (1909م - 1997م)، عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والحائز على جائزة الدولة (مصر) التقديرية في الآداب عام 1982م، والحائز أيضًا على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1984م.
¥