ولي بحمد الله تعالى روايةٌ عن غير منٍ ذكرت من العلماء أستوعبهم مع تراجمهم وأسانيدهم وذكر ما تيسر من مكاتباتهم وفوائدهم في غير هذا الموضع إن شاء الله تعالى.
ولازلت بنعمة من الله وفضل إلى يومي هذا أقصد من أستطيع الرحلة إليه من العلماء والمشايخ على اختلاف طبقاتهم للاستفادة والاستجازة تأسياً بمن مضى من سلفنا رحمهم الله.
وقد فتح الله علي في مختلف مراحل الطلب، وانتهجت لنفسي خطة في التحصيل هي من توفيق الله تعالى أولاً، ومن إرشاد بعض مشايخنا ثانياً، ومما أفدته من مطالعة تراجم العلماء ثالثا أذكرها هنا عسى الله أن ينفع بها من شاء من عباده:
فمن ذلك تقديم حفظ الحديث بعد كتاب الله تعالى، فحفظت أحاديث متن عمدة الأحكام للجمّاعيلي، ونحوَ الثلثين من اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، وقطعة من بلوغ المرام، ويسر الله لي حفظ ألفاظ الحديث النبوي، وكثيراً ما أحفظ راويَ الحديث ومن أخرجه بل قلّ حديث قرأته وغاب عن حافظتي ولله الحمد، وقدمت العناية بضبط ألفاظ الحديث النبوي وأسماء الرجال على الشيوخ ومن كتب الفن حتى فقت في ذلك كثيراً ممن لقيت من المشايخ وفيهم بعض من أخذت عنه، ولست أدعي طول الباع فيه فإنه بحرٌ خِضَمٌّ ما جاوزت ساحله، وأسأل الله المزيد من فضله، وإنما نفعني الله تعالى بما كنت سمعته قديماً من العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بإدمان النظر في كتاب تقريب التهذيب للحافظ رحمه الله، ثم من شيخنا العلامة أبي محمد السندي عليه رحمة الله، الذي كان أوصاني بالمقابلة بين كلام الحافظ في التهذيب أولاً ثم في تقريب التهذيب لأتعلم من ذلك طريقة الحكم على الرواة، ثم انتفعت كذلك باستخلاص الفوائد الحديثية والإسنادية وتقييدها وجمعها في كناشات أو بطاقات أو تقييدها على هوامش الكتب فاجتمع لي منها آلاف من الفوائد ولله الحمد خاصة من فتح الباري وشرح الصحيح لمسلم والمحلى لابن حزم وتاريخ دمشق لابن عساكر وتاريخ حلب لابن العديم وشروح السنن كبذل المجهود وعون المعبود، والأول أحسن من الثاني في هذا الباب، وكتب مصطلح الحديث والطبقات والتراجم، ومن كتب المتأخرين ككتب العلامة الشوكاني و عبد الحي اللكنوي وأبي الطيب البخاري والعلامة الألباني رحمهم الله وغير ذلك من الكتب، فتحصل لي بذلك كثيرمن الفوائد من غير مظانها ولله الحمد، ولو فسح الله لي في الأجل ويسر لي جمع هذه الفوائد وترتيبَها وتبويبَها جاءت في نحو مجلدين وبالله وحده نستعين.
وقدمت قراءةَ كتب الأحاديث ومطالعةَ شروحها، المسندةِ منها كالصحيحين، والمسند، والسنن الأربعة، وشرح السنن للبغوي، والمنتقى لابن الجارود وغيرها، والجامعة لمتون الأحاديث كالمنتقى، والمشكاة، ورياض الصالحين، وصحيح الجامع للألباني، وجامع المسانيد والسنن في أربعين مجلداً للحافظ ابن كثير رحمه الله، قرأت منه نحو الربع ثم حال بيني وبينه الحل والترحال، وكُتبِ الأحاديث المشتهرةِ ككشف الخفاء للعجلوني، والمقاصد الحسنة للسخاوي، وكتب الضعيف والموضوع كالموضوعات الكبرى للقاري، وغيرها، وعشرات من الأجزاء الحديثية مع تقييد ما عنَّ من الفوائد، وسنحَ من الفرائد في ذلك كله ولله الحمد.
وحفظت كثيراً من أخبار الرواة ووفياتهم، وأعانني على ذلك أنني كنت ألتقط الفائدة وأصوغُها نظماً وأحفظها، فاجتمع عندي عشراتٌ من القطع المنظومة تحوي كثيراً من الفوائد في مختلف الأبواب.
فمن ذلك نظم في اختلاف العلماء في اسم أبي بكر بن عَياش، وهذا هو:
اختلفوا في إسم أبي بكر أعني ابنَ عَيّاش إمامَ البِرّ
فشعبةٌ يُرْوَى عن الزبيري وهو اختيار لابن عبد البر
رجحه كذاك أبو زُرعه لما روى الأشج وما رفعه
محمدٌ وسالمٌ ومسلمُ حمادُ وخداشُ لا يُسَلَّمُ
حبيبُ عبدالله ومُطَرِّفُ ورُؤْبةٌ ذا كله يضعف
وقال بعضٌ اسمهُ كنيته والحافظ ابن حجر يُثْبِتُهُ
وكنظم تواريخ وفاة بعض الرواة والعلماء مرموزاً لها بحروف أبي جاد في رأس الكلم، ومثاله
1 - هنّاد بن السَرِيّ الدارمي:
فتى السَرِيِّ الدارميْ هنّادُ محدث روَوْا له جواد
ر= 200 + م=40+ج = 3 = (ت:243).
2 - محمد بن جرير الطبري:
محمدٌ فتى جرير الطبري يروق شأن علمه المُعتبرِ
ي = 10 + ش = 300 = (ت: 310)
3 - شيخ الإسلام ابن تيمية:
ثم فتى تيمية الحرّاني حبرٌ كريمٌ ذلَلَ المعاني
¥