تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأخبرته عن أبيهم أنه رجل فاضل – رحمه الله – وأنه محبوب لعامة الناس بسبب أخلاقه العالية التي لا يختلف عليها اثنان، وذكرت للشيخ أن إبراهيم العيد - رحمه الله - كان وكيلاً للثانوية أبان دراستي بها قبل ثقريباً سبع عشرة سنة وكان له أخلاق عالية ونفس طيبة ..

جمعه الله بأهله في عليين .. وهو في آخر حياته يعمل في إدارة التعليم ...

وسألت ابن الشيخ - وكان بجانبي - هل سيخرج الشيخ للمقبرة فقال لا أظن لكن سأسأله ثم قال لوالده: هل ستخرج يا والدي للمقبرة أو تعب عليك؟؟ فقال الشيخ بل نخرج معهم ..

وسبحان الله علمت أن هذه العائلة نرجو أن يكون الله راضياً عنهم فهم قد توفوا بعد العمرة وسيصلي عليهم هذا العالم الجليل وسيخرج ويشهد دفنهم ويدعو لهم ..

وسمعت بعد ذلك أن ابنتهم الداعية كانت تدعو أن يكون ختام عمرها بعد عمرة وأن يكون ابنها معها وأن يصلي عليها عالم .. وتحقق لها ما أرادت .. فاللهم لا تحرمنا فضلك ..

وأُخبر الشيخ بعد ذلك بدعوة المرأة في إحدى المجالس .. ودعا لهم ..

ولما دخل الشيخ المسجد صلى تحية المسجد ثم في الركعة الثانية أقام المؤذن ولم يقطع الشيخ صلاته فتقدم الإمام وصلى بنا صلاة العصر ..

ثم بعد الصلاة أتى الإمام وسلم على الشيخ وطلب منه أن يتقدم للصلاة على الجنازة ورفض الشيخ وطلب من الإمام أن يؤم لأنه أحق فرفض الإمام وألزم الشيخ أن يتقدم فتقدم الشيخ للصلاة ..

وبعدها وقف الشيخ قليلاً ينظر للجنائز ثم قال بمكبر الصوت سنصلي خمس تكبيرات بعد الأولى الفاتحة وبعد الثانية الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وبعد الثالثة دعاء خاصاً للأموات وبعد الرابعة دعاء للطفل وبعد الخامسة دعاء عاماً ..

ونحن لم نعتد التكبيرات الخمس فجميع صلاة الجنائز التي نصليها في الجامع الكبير أربع تكبيرات .. ولا أذكر أنه كبر خمس تكبيرات إلا على شيخ كبير توفي في حادث ويقال له الشيخ سليمان العامر – رحمه الله – قبل ست سنوات ..

وأيضاً صلينا خمس تكبيرات على رجل كبير من عائلة الحماد وأذكر أنه كان رجلاً مشهوراً بالعبادة والتقوى نحسبه كذلك ..

كنت في البداية أظن أن الشيخ كبر الخمس تكبيرات لمكانة المرأة لأنها داعية إلى الله ولكني اكتشفت أن الخمس تكبيرات لأجل الطفل وأن هذا رأي بعض الفقهاء ويراه الشيخ ..

فالشيخ – حفظه الله – لا يتعصب لمذهب معين بل يتبع الدليل وما يترجح لديه، سلفه بذلك الشيخ ابن باز والعثيمين – رحمهما الله – وكنت أسمع تهماً من هنا وهناك أن مشائخ السعودية يتعصبون للمذهب الحنبلي ولكني والله وجدتهم من أبعد الناس عن التعصب وإنما يتبعون الدليل .. بل إني وجدت بعض الدول القريبة لنا يتعصبون للمذهب الحنفي وهم من يتهمنا بالتعصب .. رمتني بداءها وانسلت ..

ثم سلم الشيخ عن يمينه تسليمة واحدة .. ووقف وأتى الناس أفواجاً منهم من يسلم على الشيخ ومنهم من يحمل الجنائز ..

ثم خرج الشيخ وركبنا السيارة سوياً واتجهنا إلى مقبرة مهجورة غالباً تدفن فيها عوائل معينة تعارفوا فيها لأن آباءهم وأجداهم دفنوا فيها وتمسى مقبرة الجراد نسبة للحي القديم التي هي فيه .. وأنا أستغرب ممن يدفن بمقابر مهجورة بحجة وجود آباءه وأجداده بها وينسى فضيلة الدفن بمقبرة يكون الدفن بها مستمراً لأن الدفن بمقبرة يكثر فيها الناس سيستمر الدفن وكل من دخل المقبرة سيسلم على الأموات ويدعو لهم .. فلعل دعوة من رجل صالح تنجي من هول المطلع ..

نرجع لحديثنا مع شيخنا الفاضل عندما ركبنا السيارة سألت الشيخ مباشرة عن بعض أحكام الجنائز وسألته عن سبب التكبير لخمس فأخبرني أنه لأجل الطفل .. وقال لابد إن كان مع الأموات طفل أن يخص بتكبيرة ودعاء .. وقال للأسف أن الناس لا يزيدون حتى في الحرمين ..

ثم سألته عن دعاء الاستفتاح في الصلاة على الميت فقال: لم يرد دليل فلذلك أبدأ بالاستعاذة والبسملة والفاتحة .. وسألته إن حصل و فاتتني بعض التكبيرات فكيف أقضيها؟ فقال كبر وأقرأ الفاتحة ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم أدعو للميت وإذا سلم الإمام أقضي التكبيرات الفائتة سرداً ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير