تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رحم الله العالم الجليل سماحة شيخنا العلامة عبدالله بن جبرين وأجزل الله له خير الجزاء لقاء ما قدم للأمة الإسلامية من علوم القرآن الكريم والسنّة المطهرة وما أفاء الله عليه من علوم الفقه التي أسهمت في إنارة بصيرة الأمة وتنقية عقيدتها من كثير من الشوائب، فجزاه الله خير الجزاء وجعل هذا الجهد الصادق والاجتهاد الواعي والبصيرة النقية في موازين أعماله، يلقى بها ربه راضياً مرضياً.

إننا ونحن نودع شيخنا الجليل ليلحق بالرفيق الأعلى إنما نشعر بخسارة كبيرة وفراغاً رحباً في ميدان الدعوة إلى الله والعلم الشرعي والفقه الذي تميز به الشيخ رحمه الله، خسارة يشعر بها إعلام الشيوخ كما يحسها عامة الناس الذين عهدوا في الشيخ أمانة الفتوى وغزارة علمه ونصاعة فقهه وحسن اجتهاده واستنباطه واستقامة منهجه وبعده عن الهوى، فقد عهدنا فيه رحمه الله ألا يفتي إلا بما يرضي الله ورسوله، سليم القصد واسع الفهم ملماً بفقه الواقع مدركاً لتطور حياة المجتمع وما استجد من أمور عصرية.

لقد ترك شيخنا بن جبرين رحمه الله علماً غزيراً ومولفات عديدة ستنتفع بها الأمة وينهل منها طلاب العلم بعد أن ساهم في نشر الدعوة الصحيحة وتصدى للرد على كثير من أعداء الإسلام فقد كان الشيخ رحمه الله حصناً من حصون الإسلام.

إن من يتتبع سيرة شيخنا بن جبرين وجهاده من أجل العلم والنهل من كبار العلماء والشيوخ في عصره والتنقل بين ربوع الوطن بحثاً عن العلم والعلماء رغم صعوبة الظروف التي كان يعيشها مجتمعنا في هذه الأزمنة، سيجد نفسه أمام عالم أصيل اجتهد في ظروف صعبة ليصبح علماً من أعلام الأمة وليقدم إليها باجتهاده وجهاده ووعيه ما ينفع الأمة وما ينقي عقيدتها من أي شوائب وما يقدم لها الإسلام في صورته الصحيحة النقية بعيداً عن البدع والخرافات التي يحاول بعض الغافلين من أبناء الأمة ترديدها بغير وعي، ودحضاً للأباطيل التي يسعى أعداء الإسلام للصقها بصحيح الدين الإسلامي أو التشكيك فيه. والله إن القلب ليحزن والعين لتدمع ولفراقك يا شيخنا لمحزنون، يا من ملأت قلوبنا بالإيمان واليقين الصادق، وأنضجت عقولنا بصحيح الدين، وأبعدت عنا البدع ووقفت مع شيوخ أجلاء نبتوا على أرض هذه البلاد المقدسة ترفعون راية الدين عالية خفاقة، تحيون القلوب، وتكافحون أحزاب الشيطان، رحمك الله يا شيخنا وأنزلك منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وسقاك الحبيب محمد بيده الشريفة شربة ماء لا تظمأ بعدها أبداً، وألهم أهلك وذويك وتلاميذك ومحبيك جميل الصبر والسلوان، وجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى من الجنة .. وعزاؤنا للأمة الإسلامية .. «إنا لله وإنا إليه راجعون».

http://www.alriyadh.com/2009/07/17/article445379.html

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 07 - 09, 01:55 م]ـ

لشيخ الجبرين وحب المسجد

سعد بن جمهور السهيمي

طويت صفحة العالم الجليل الشيخ عبد الله بن جبرين بعد سنوات حافلة كلها كانت في العلم وطلبه وتعليمه، وقد كان أمة وحده، أحبه الصغير قبل الكبير، لم يكن يترك لنفسه وقتا للراحة عندما يكون لديه برنامج دعوي في أي مكان من بلادنا الحبيبة، كان كما يقول شيخنا إبراهيم الخضيري حمامة المسجد، كان يحب المسجد ولا يخرج منه إلا آخر الناس، وهذه المحبة، كما يقول شيخنا إبراهيم الخضيري، الذي كان شاهد إثبات عليها وهو في السنوات الدراسية الأولى من المرحلة الابتدائية عندما كان جارا للشيخ، وهذه شهادة من جاوره سنوات عديدة، فماذا عن الذين استضافوا الشيخ في جولات دعوية وماذا يقول بعضهم عنه. يقول أحدهم: جاء إلينا الشيخ في جولة دعوية ووضعنا له برنامجا وكان ـ رحمه الله ـ متقيدا بالبرنامج لا يغادر المسجد إلا بعد الانتهاء من تلك الدروس العلمية وإلقائها، وكنا نطلب منه الراحة، ولكنه كان يقول لنا وقد حمل أمامنا مجموعة من الأسئلة: لن أرتاح حتى أجيب عن هذه الأسئلة، وأخذ يطالع الأسئلة ويجيب عنها ولم ينته منها إلا في ساعة متأخرة من الليل، وخلد للنوم ساعات قليلة، وجئت أوقظ الشيخ للفجر فوجدته قائما يصلي قبل صلاة الفجر، وهو لم يرتح إلا دقائق، فقد كان حب الصلاة والمسجد يسريان في عروقه، كان يوجد في الدروس العلمية قبل الصلاة، ولا يأتي كبعض الدعاة الآن بعد الصلاة إلى المسجد وينتظره طلابه، والشيخ ـ رحمه الله ـ كان من العلماء الراسخين يقضي معظم وقته في المسجد للتعليم والعبادة، وكانت دروسه تصل أحيانا إلى 13 درسا علميا ـ بحسب كلام تلميذه الشيخ خالد الشيخ.

لقد سخر وقته لله وللتعليم وللعبادة والطاعة، فبارك الله له في وقته، لأنه لم يكن يكتفي بتلك الدروس، فقد كان أيضا يسهم في قضاء حوائج الناس، ولا يرد أحدا، وكان بيته ومكتبه في بيته مفتوحا لاستقبال الزوار وطلبة العلم والمشايخ، وهذا الحب الفياض كان واضحا من الناس صغيرهم وكبيرهم وهم يودعونه الوداع الأخير بالصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض، ويتبعون جنازته مشيا على الأقدام إلى مقبرة العود، فقد كان وداعه في المسجد الذي يحبه محبة عظيمة حزينا تساقطت الأدمع على فراقه، وستفتقد المساجد دروسه، خصوصا الجامع الذي بجوار منزله جامع الراجحي في شبرا، الذي كان عامرا بدروس الشيخ تجده شبه ممتلئ من طلاب العلم، وقد حضرت على فترات بعض دروسه، خصوصا بعد صلاة العشاء، فقد كان شيخا مهابا محبوبا، يجيب عن الأسئلة بما يقنع السائل، وبما لا يجعله يبحث عن آخر كما هي عادة بعض المستفتين، وكان نادرا ما يتخلف عن دروس المسجد إلا لمرض أو ما شابه ذلك، وكانت تنتظره دورة علمية في هذا الشهر، لكن القدر لم يمهله، لذلك كانت تلك المحبة الكبيرة له من الناس نتاج هذا العمل الدؤوب والجهود المكثفة لخدمة هذا الدين العظيم.

http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=8955

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير