وكان رحمه الله ذا جلد وصبر عجيب في إلقاء الدروس بعد الفجر، والظهر، والعصر مخصص لعقد الأنكحة وما تبقى للمغرب، درس، وبعد المغرب وبعد العشاء، إلى جانب الفتاوى والرد على الأسئلة أغلب وقته مشافهة وبالهاتف من كل مكان ولا تنسى المشاركة في المحاضرات والكلمات، والندوات، وتشريف حفل حفظة القرآن، ومساعدة الفقراء والمحتاجين إما بالبذل والإحسان إليهم أو الكتابة والشفاعة لهم عند أهل الخير، والمشاركة في الدعوة في موسم الحج في كل سنة، والمشاركة في الدورات العلمية، وكذلك إلقاء خطبة الجمعة.
ومؤلفاته وشروحه على الكتب كثيرة مثل: شرح منهج السالكين للسعدي، لمعة الاعتقاد لابن قدامة، كتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب، ومنار السبيل، وشرحه لكتاب الزركشي، شرحه لأصول اعتقاد أهل السنة، وغيرها كثير.
والشيخ لا يتوانى أو يتكاسل في الدعوة إلى الله ونشر العلم، ومن المواقف الطريفة في ذلك أتيت إليه قبل عشر سنوات بعد صلاة العصر عند بابه وإذا به قد ركب مع بعض الشباب ليذهب معهم فسلمت ورفض أن أقبل رأسه لتواضعه، فقلت له: إلى أين أنت ذاهب يا شيخ؟ فقال: إلى القويعية مع هؤلاء الشباب لحضور حفل حفظة القرآن الكريم. فقلت له: يا شيخ هل نسيت أن عندك اليوم محاضرة في ثادق بعد المغرب؟ فتبسم الشيخ وأخرج محفظته الصغيرة الحمراء ووجد نفسه قد دون الموعد ولكنه نسيه، فقال أجل نذهب معك، واعتذر للشباب وركب وسافر معي (ونعم الرفيق الذي لا يُمل) فوصلنا ثادق عند أذان المغرب فسألته يا شيخ هل تعلم ما هو موضوع المحاضرة قال لا، فأعلمته، فقال الله يعيننا، فصلينا المغرب وبدأ الشيخ المحاضرة وكأنه حضَّر لها قبل شهر!!، ثم صلينا العشاء وأجاب على أسئلة المصلين، ثم العشاء، ثم لقاء مع الشباب يوجههم ويجيب على أسئلتهم حتى نفدت وكان رجوعنا للرياض الساعة 1.30 ليلاً ولم يبد تضجره أو ملله أو تعبه مع كبر سنه رحمه الله.
نهاية المطاف: مرض الشيخ وأجريت له جراحة أربعة شرايين في القلب في شهر صفر 1430هـ في مستشفى الملك فيصل التخصصي حيث لقي رعاية واهتماماً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (حفظه الله ورعاه) حيث زاره بالمستشفى وأمر باستكمال علاجه في مستشفيات ألمانيا على حسابه الخاص جزاه الله خيراً ثم عاد إلى الرياض في جمادى الآخرة لاستكمال العلاج في المستشفى التخصصي ثم ما لبث أن جاءه الأجل المحتوم في يوم الاثنين 20 رجب 1430هـ وصدق القائل في كتابه: {لكُلِّ أَجَل كِتَابٌ}.
اللهم اغفر لشيخنا واخلفه في تركته في الغابرين، وارفعه في عليين، وعد عليه بفضل رحمتك، يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.
محمد بن سعد السعيِّد - إمام وخطيب جامع سلطانة الشرقي بالرياض
http://www.al-jazirah.com/147571/fe4.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 07 - 09, 04:55 ص]ـ
ألم أقل لكم
بصراحة وبدون غرور اشكر الله سبحانه على توفيقه وامتنانه علي وعلى ما وفقني فيه سواء على مستوى القبول أو الطرح أو حتى الاحساس بما يدور وفي أقل من ثلاثة أيام فقط على انتقادي بعض المحطات الفضائية في بعض الدول الإسلامية وابرازهم اخبار أعداء الإسلام وتجاهل رحيل علماء المسلمين ورجال الدول الإسلامية ومشاهيرها رحل يوم الاثنين الماضي فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين رحمة الله عليه ولم يعلن رحيله سوى القنوات السعودية فقط أما البقية فالمميز منهم عرضه في شريطه الاخباري ولم يذكر اسمه هذا ما ذكرته في المقال السابق أما المغني الأمريكي مايكل جاكسون فقد كان حديثهم عنه بشكل يومي حتى يوم دفنه نقل على الهواء مباشرة والامثال كثيرة أقولها وكلي حزن وأسف على مسؤولي هذه القنوات والفضائيات فلم يعد هناك غيرة أو حمية أو حتى تقدير لهذه الشريحة من المجتمع العربي المسلم .. لا أملك إلا ان أسأل الله سبحانه أن يحسن خاتمتنا جميعاً.
قطعة من مقال عبدالعزيز الدغيثر
http://www.al-jazirah.com/147571/sp7.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 07 - 09, 04:56 ص]ـ
شيخنا ابن جبرين العالم العامل
عبدالله بن فهد العجلان
¥