ولما انتقل الشيخ إلى الرياض عام (1373) ترك زوجته في البلد، ولم يستطع استقدامها للرياض إلا بعد أربع سنوات في سنة (1377)، وذلك لصعوبة حاله وظروفه .. وبقي ساكنا في بيت من حجر وطين قرابة سبع عشرة سنة.
وكان الشيخ متواضعاً، حريصاً على الحقوق العامة للمسلمين، من عيادة المريض، واتباع الجنازة، ولما سمع أن جدي (لأمي) توفي حضر الصلاة عليه دون أن أخبره بذلك، وحقق رغبتي في إمامة صلاة الجنازة لما طلبت منه ذلك.
وكان يصبر على طلابه ويترفق بهم، وقد مر عليه وقت لا يحضر بعض دروسه إلا طالب واحد في المواريث، وقد حضر الشيخ مرة ولم يجد إلا هذا الطالب، فقال له: أنا وأنت وبراد الشاي ثالثنا.
وقد سألت الشيخ عن صوته، هل كان بسبب حادثة معينة أو ظرف صحي أو أنه هكذا من القديم؟
فقال الشيخ: «هكذا كان، ما أذكر أنه تغير، وكذلك الذين يعرفونني قديماً ما ذكروا أنه حصل شيء يغيره، وهم يعرفون صوتي من صغري أنه هكذا دون أن يحصل فيه شيء من التغير».
وذكر لي مرة في مجلس خاص أنه كان جميل الصوت، فأصيب بالعين، فأصبح يعاني في كلامه، ومرض مرضاً طويلاً عانى فيه من بلع الطعام حتى شفاه الله منه في مرحلة متأخرة من حياته.
ومما لا بد أن يتنبه له: أن فتاوى الشيخ لا تدل على علمه الغزير، ومن أراد الوقوف على علم الشيخ حقيقة، فعليه بشروحه على الكتب ومطبوعاته ودروسه المسجلة، ففيها يظهر عمقه العلمي وفقهه الواسع.
وقد بارك الله للشيخ في وقته فكان يقوم بالأعمال المتنوعة الكثيرة في يوم واحد بل في مجلس واحد.
فتراه في غرفة الإفتاء يرفع سماعة الهاتف والأخرى موضوعة على الطاولة، والسائلون جلوس حوله، وبيده أوراق يكتب عليها إجابات، وبجانبه طالب يقرأ عليه .. فيوزع وقته بينها في تنظيم عجيب.
والشيخ سهل الاقتحام ليس عنده حجاب ولا بواب، وفي مجلس بيته: يعقد زواجاً، ويقسم ميراثاً، ويكتب شفاعةً، ويجيب هاتفاً، ويستقبل زائراً، ويشرح لطالب مسألة.
ولقد كانت جنازته أكبر دليل على مكانته في قلوب الناس ... فقد امتلأ الجامع الكبير كاملاً بساحاته، وأغلقت بواباته قبل الظهر بساعة، ثم امتلأت الساحات الخارجية وامتدت الصفوف إلى مواقف الأسواق المجاورة .. وأوقف المشيعون سياراتهم على جوانب الطرق الرئيسة ومشت الجموع كيلو مترات على أرجلها، بالرغم من حر الظهيرة، وفيهم من المواطنين والمقيمين، ومن دول خليجية ومن العرب والأعاجم وأكثرهم من الشباب.
كان حب الشيخ يطغى على حر الظهيرة، وكان دور طلبة العلم بارزاً في تنظيم الناس لإفساح الطريق للجنازة وتنبيه المصلين بعدم التقدم على الإمام خارج المسجد في صلاة الظهر.
وأعاد بعضهم صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجنازة، وقام بعض المحسنين بتوزيع المياه على المشيعين الذين امتلأت بها جوانب المقبرة.
ومن رأى وقائع جنازته وتابع صفحات المواقع الالكترونية ولاحظ أعداد المترحمين والمودعين للشيخ أدرك كم ترك الشيخ من الذكر الحسن في الناس ... وكما قال بعض السلف لأهل البدع: بيننا وبينكم يوم الجنائز.
رحم الله الشيخ رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، ورفع درجته في المهديين، وأخلف الأمة خيراً، إنا لله وإنا إليه راجعون.
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13181&P=35
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 07 - 09, 04:39 م]ـ
رثاء سعيد الحمالي
قصيدة في رثاء فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله
الشاعر اللي ما ارخصت دمعته لين
جاه الشديد اللي يبيّح كنينه
يقول هلي غالي الدمع ياعين
ياعين دمعك ليه ما تسكبينه
اما ذرفتي عبرتك لإبن جبرين
بالله من بعده لمن تذخرينه
مرحوم ياشيخٍ رحل يوم الإثنين
راح وخواطرنا لفقده حزينه
ياعين فقد الشيخ في ذمتي شين
وأنشهد إن فرقى المشايخ غبينة
مصيبةٍ حلّت على الناس والدين
الله يثبتنا بصبر وسكينة
له فرجةٍ في الصف وتبين بعدين
لا هاجت الأمواج تحت السفينة
قبله رحل بنّ باز وإبن العثيمين
وحكم القدر نرضى بزينه وشينه
يالله عساهم في جنان ورياحين
يسلون عن صلف الزمان وسنينه
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13181&P=23
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 07 - 09, 04:42 م]ـ
«الاقتصادية» من الرياض
نعت الندوة العالمية للشباب الإسلامي للعالمين العربي والإسلامي وللأمة جمعاء فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو الإفتاء السابق، رئيس الهيئة الشرعية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي الذي توفي ظهر الإثنين الماضي بعد صراع مع المرض، وشيع الآلاف جثمانه الثلاثاء.
وقالت الندوة العالمية للشباب الإسلامي في بيان لها «لقد فقدت الأمة عالماً جليلاً من أبرز علمائها، وفقيهاً كبيراً، وداعية كرّس جلَّ وقته وحياته لخدمة هذا الدين، والذود عن حياضه، وبيان المنهج الصحيح في الدعوة». وأضافت الندوة في بيانها: لقد عُرف العلامة الشيخ الجبرين - عليه رحمة الله - بعلمه الغزير، وزهده وورعه، وتلمس حاجات المسلمين، وكان له دوره الكبير في دعم ومساندة العمل الخيري، عبر فتاواه الشرعية والتأصيلية، وكتابة التزكيات للمحسنين وأهل الخير لدعم الأعمال الدعوية والخيرية. وأشارت الندوة إلى ترؤس فضيلته ـ عليه رحمة الله تعالى ـ الهيئة الشرعية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي منذ إنشائها قبل تسع سنوات، وهي الجهة المختصة بالنظر في الأمور والمسائل الشرعية للندوة.
وأعربت الندوة في بيانها عن الحزن العميق الذي خيم على جميع العاملين في الندوة في جميع فروعها ومكاتبها في الداخل والخارج لفقد فضيلة الشيخ عبد الله الجبرين - رحمه الله.
http://www.aleqt.com/2009/07/17/article_253117.html
¥