لقد كان الشيخ – نوّر الله قبرهُ - قطعةً مؤتلفةً نديّةً من النبوغ النادر، والذكاءِ المتدفّقِ، والقريحة الوقّادةِ، على حدّة فيه أدّاهُ إليها غلبة الطبعِ، أخذ العلمَ عن طائفةٍ من نوابغ الأئمة المعاصرين، وثنى ركبته بمجالسهم العامرة بالهُدى والعلم، ويكفيه فخراً وشرفاً أنّه خرّيج مدرسةِ شيخ الإسلام عبدالعزيز بن باز – سقى اللهُ قبرهُ مزون الرحمةِ -، ووارث علم إمام التفسير العلامة الأمين الشنقيطي – رحمه الله رحمة واسعةً – وخازن معرفةِ العلامة عبدالرزّاق عفيفي – نوّر الله قبرهُ -، ألا ما أعظمه من مجدٍ وأرقاهُ من سؤددٍ! حتّى إذا فتح الله عليه في العلم أدّى حقَّ ذلك بالتدريس والتعليم في الجامعات وحلق العلم وأركان الجوامع وعبر مدارج الأثير.
لقد بقي يرنُّ في الآذان صوتهُ الحادُّ الذي ينسكبُ في المسامع مشيَ السحابة لا ريثٌ ولا عجلٌ، وبقيتْ صورتهُ النقيّةُ - نقاء روحه وسريرتهِ - ببياض بشرتهِ الشديدِ وهو على كرسيّه يهتزُّ ملتذاً بتدريس الفنون وجرد المطوّلاتِ، فكان يقصد المدائن بالتعليم والتدريس، ويتصدّى للإفتاء، ويجلسُ لأسئلة النّاس، هذا دأبه الدهرَ ما تغيّرت له عادة ولا انقطعت عنه سيرة.
فعلى أي مآثرك العِظام يا زكيَّ الرّوح نبكي! وإلى أي مفاخرك الكرام يا عليَّ القدرِ نحِنُّ!
ومالنا ألا نبكيك ونحن نرى ساداتِ أهل العلم ينخرمون واحداً تلو الآخر ويتخطّفهم الموتُ ويُجلبُ عليهم برجلهِ، ولم يبق إلا الحطمة من الناس في ثلّة قليلةٍ من أهل العلم ترنو إليهم عين المنيّة كأنَّ أجلهم الليلة أو غد.
ولمَ لا نرثيك ونحن نشدو في الآفاق نلتمسُ العلماء الربّانيين فلا نكاد نقف على أحدٍ منهم إلا قليلاً قد جاءهم النّذيرُ فذوت أعوادهم، وأدبرت أيامهم، وانحنت ظهورهم، فهم في الأثر، ونحن على الأمل!
ومالها ألا تندبك من الشوق - أيها العالم النبيل - جوانبُ اللجنة الدائمة للإفتاء، وأنت توقّع فيها عن ربِّ العالمين من عقودٍ مضتْ حتّى عرفك النّاس ثالث ثلاثةٍ فيها مع شيخيك ابن باز وابن عفيفي، ولم لا تبكيك من الحسرة مدارج الأثير وقد نشرتْ في الآفاق للمسامع فتاويك المحرّرة في "نور على الدرب"!
فأي نبع جفَّ؟
وأي خيرٍ غيضَ؟
وأي قطر وقف!
إلا ما أقرب الموت من الحياة، وما أدنى البلاء من العافية، وما ألحق الآخرة بالأولى!
لقد رحل إلى منقلبهِ وما سمع النّاسُ أنّه غيّر أو بدّل أو نكص! بل بقيَ يفتي بالحقِّ ويقضي بالدليل، فما انتحل من شواذ الأقوال، ولا تقلّد من آفات الآراء، ولا جرّأ فاجراً على دين الله، أو أباح حماهُ لكل مستبدٍّ غشومٍ، أو فتحاً أبواباً للشبهاتِ والشهواتِ.
اللهم فاغفر لعبدك عبدالله بن غديان، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، وأكرم نزله وأحسن مدخله، واجعل قبره روضة من رياض الجنّة.
http://islameiat.com/main/?c=54&a=4366
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[02 - 06 - 10, 07:39 م]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون
لا حول ولا قوة إلا بالله
رؤيا للشيخ ابن غديان رحمه الله قبل وفاته بليلة ( http://www.zadnet.net/shank/roya.mp3)
والله إنها لرؤية لو سمعها الفاسق الضال لتمنى لو انه اهتدى وصار عالما
ولو سمعها الملوك وأبنائهم لتمنوا أن يكونوا علماء
اللهم اجعلنا من العلماء العاملين ولا تحرمنا أجرهم
ـ[محمد سالم صالح]ــــــــ[02 - 06 - 10, 09:49 م]ـ
رؤيا طيبة للشيخ رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
ولكن من الشيخ المتحدث بارك الله فيك.
الشيخ المتحدث: هو الشيخ العلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء نفع الله به وبارك في عمره وعلمه وعمله
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 06 - 10, 01:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله على قضائه وأشكره على آلائه وأثني عليه الخير أبدا والمجد سرمدا عز ربا وتبارك ملكا لا إله إلا هو السميع العليم اللهم صل على النعمة المسداة والرحمة المهداة محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد
¥