تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله " والفطر الخلق"الحمد لله فاطر السموات والارض" فالله تبارك وتعالى قد فطر الخلق وجعل فطرتهم أي خلقتهم على التوحيد ,ولا يستطيع أحد أن يبدل هذه الفطرة في أولها, وإنما يبدلها حينما تخرج من حيز الفطرة إلى حيز التربية والتحوير الذي يأخذه الأبوان وغيرهما قال النبي عليه الصلاة والسلام:"مامن مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أوينصرانه أو يمجسانه " ولم يقل يسلمانه لأنه هو الأصل هذا الميثاق الثاني

الميثاق الثالث ميثاق الرسل قال الله تبارك وتعالى:"رسلا مبشرين ومنذرين -ماالعلة؟ -لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل" هذا ميثاق ثالث

إذن فالله تبارك وتعالى أحكم الخلق وأحكم الأمر واعتنى بالإنسان عناية بالغة لايمكن بعد ذلك أن ينزل فيه عدله إلا وله تمام العدل والحكمة , فلا يهلك على الله إلا هالك,

إذن فحينما نقرأ التوحيد ونتدارس العقيدة فنحن نتدارس لمصلحة أنفسنا ونتدارس لأشياء فيها مقوماتنا بقي علينا أن نجتهد في تنقية الشوائب التي جائتنا من الخارج.

وقبل أن ندخل في صميم هذه المنظومة الصغيرة التي نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على إنهائها ,لابد أن نلم ببعض المقدمات ,وهي ماتسمى بمقدمات الفنون لإن عندنا مقدمتين في العلم. المقدمة الأولى هي مقدمة العلم من حيث هو هذه يتكلم فيها عن العلم وعن فضله وعن أهميته وعن فضل أهله وماإلى ذلك وهناك مقدمات أخرى تسمى مقدمات الفنون وهي مسائل عشر قد يزيد بعضهم وينقص بعض منها تتعلق بالفن المدروس, وهناك مقدمات أخرى تسمى مقدمات الكتب الخاصة, والذي يهمنا الان هو الكلام عن مقدمة الفن لإن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره والتصور يسبقه التصديق لإن التصور هو إدراك المفردات والتصديق هو إدراك النسب والنسب هي الحكم بين الشيئين

إدراك مفرد تصورا علم ** ودرك نسبة بتصديق وسم

الشاهد عندنا أنه إذا أردنا معرفة حقيقة العلم وأن نحكم عليه نفيا وإثباتا سلبا وإيجابا حلا وحرمة وجوبا إو جوازا أو إباحة أو ندبا أو كراهة لابد أن نتصوره مفردا من حيث هو ,لإنه لا ينبغي أن يسبق التصديق التصور وهذه تسمى مقدمات العلوم وقد نظمها العلماء ومن ذلك نظم المقري لها يقول:

من رام علما فليقدم أولا**علم بحده وموضوع تلا

ونسبة وواضع والمستمد**منه وفضله وحكم معتمد

واسم وماأفاد والمسائل**فتلك عشر للمنى وسائل

وبعضهم منها على البعض اقتصر**ومن يكن يدري جميعها انتصر

هذه عشر مقدمات, من محاسن التعليم أو من اراد التمام في العملية التعليمية أن يحيط بماهية هذه المقدمات العشر أولها "علم بحده" الحد هو التعريف سمي حدا لأنه يحد لك المعرف فلا يدخل فيه شيء ليس منه ولايخرج شيء منه إلى غيره.

ماهو حد علم العقائد؟ قالوا:"هو علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية وإن لم تكن مطابقة للواقع" وقيل بإنه" العلم بالقواعد الشرعية الاعتقادية المكتسبة من أدلتها اليقينية سواء توقفت علىا لشرع أم لا وسواء كانت من الدين في الواقع أم لا" التعريف سنشرحه إن شاء الله.

الان نحن نتكلم عن علم الاعتقاد ولانتكلم بدءا عن صحيح الاعتقاد لإنه لو أردنا أن نقول صحيح الاعتقاد لما قلنا هذا التعريف, ولكن في كتب العقيدة يتكلمون عن صحيح الاعتقاد وفاسد الاعتقاد, فقالوا في التعريف:"هو العلم أو هو علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية وإن لم تكن مطابقة للواقع" نشرح التعريف الثاني لأنه أوسع " علم بالقواعد":أي أن العلما قننوه لتسهيله وتقريبه كعادتهم في كل الفنون يذكورن قواعده حتى يسهل تناوله."الشرعية":أي أن أصل أخذه واستنباطه إنما يكون من الشرع لإنه يتعلق بعلم الغيب "عالم الغيب فلايظهر على غيبه أحدا"فكان العلم بالغيبيات موقوفا على الشرع فلذلك قيل القواعد الشرعية." الاعتقادية": فصل يخرج العملية والعقلية وغيرها أخرجنا العملية لإن موضوعها هو الفقه وماإليه "المكتسبة من أدلتها اليقينية": فصل يخرج الظنية لأن الأخذ بالظنيات في الاعتقاد لاينفع ولا يؤخذ بالظنون في الاعتقادات وهذه مسائل تحتاج إلى تطويل نحن الان في مبدأ التعريف فقط فالأصل في الادلة الشرعية أن تكون أدلتهايقينية ولايشكل عليكم قضية خبر الواحد, تلك أمور سنشير إليها فيما بعد. " سواء توقفت على الشرع" أي هذه الأدلة بمعنى السمعيات من كتاب وسنة وماإلى ذلك من أخبار

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير