لاأقدم من هذا الكتاب في كتب ومصنفات الأمة, يعني حفظ ,وإلا فهناك من ألف قبل الإمام مالك, ولكن أقدم كتاب حفظ عن الأمة هو كتاب موطأ الإمام مالك, لأنه رحمه الله قد جعل الله له البركة والقبول فانتشر في حياة الإمام انتشارا بالغا ,فقيل أنه قد رووه عن الإمام مالك في حياته قرابة تسعمائة نفس في حياته رضي الله عنه وأرضاه ,فهذا الكتاب هو أقدم كتاب ثبتت صحة نسبته إلى صاحبه وحفظ عن الأمة.فنتج عن هذا قول من قال بأن أصح كتاب بعد كتاب الله, وهذه مسألة وإن كانت تظهر أرجحيتها لها موطن أخر للكلام عنها, الشاهد عندنا أنه مما يخدش في أن يقال بأن أول واضع لعلم العقائد هو "الإمام أبوحنيفة" أنه لم يساعده الاستقراء في أولية الكتب عند المسلمين فإذا كان الموطأ هو أول كتاب وأبو حنيفة مقدم على الإمام مالك فدل على أن هذا الكتاب الذي هو"الفقه الاكبر"ليس هو أول كتاب في العقائد ولزم أن يكون أول كتاب حفظ عن الأمة فمادام أنه لم يكن أول كتاب فتكون نسبته إلى أبي حنيفة غلط وبالتالي فليس أبوحنيفة أول من وضع هذا العلم.
هناك قول اخر يقولون بأنه –من؟ - وانتبهوا لهذا الكلام يقولون هو "الإمام أبي الحسن علي بن اسماعيل الأشعري" المتوفى في حدود سنة 343هـ انتبهوا عند هذه الكلمة لأنه قد يفهم حين يذكر الأشعري أن هناك مدحا للأشعرية أو ميولا لها أو أي شيء أخر .. لا.
نحن نتكلم عن في مسائل تاريخية من حيث الوضع أما قضية الصحة والنقض فهذه أشياء يأتي لها محلها. قيل بأن أباالحسن الاشعري هو أول من وضع هذا الفن.مالسبب في ذلك؟ أنه ألف كتبا عدة متخصصة وحفظت على الأمة, والحمد لله أنه لم يحفظ من كتبه إلا مارجع فيه إلى عقيدة السلف في الجملة كما سيأتي عندنا "مما إليه الاشعري قد رجع" فهذه الكتب تقريبا أقدم الكتب عندنا في تشخيص علم العقائد جامعا بين الأدلة العقلية والنقلية كماهوفي التعريف ,عنده مقالات الإسلاميين وعنده رسالة إلى أهل الثغر وعنده الإبانة عن أصول الديانة وعنده كتاب اللمعة وكثيرون من العلماء ومنهم ابن عساكر في الاقدمين ذكر هذا وممن نصره وذكر عدة من العلماء الشيخ حماد الأنصاري عليه رحمة الله فقد نصر هذا القول في رسالة له"أبو الحسن الأشعري وعقيدته" وهي مطبوعة منتشرة, ذكر بأنه أول من ألف في هذا الفن أي يصح أن ينسب إليه أنه واضع هذا الفن وقد نسبه إليه غير واحد من العلماء من جهة أنه قننه, وذكر قواعده والحمد لله من نعم الله على أهل السنة أنه لم يحفظ من كتبه إلا الكتب التي نصر فيها كلام أهل السنة في الجملة , الابانة هي خاصة في بيان عقيدة أهل السنة وصرح فيها بأنه يتبع الإمام أحمد وكذلك مقالات الاسلاميين ذكر مذهب السلف في موضعين ونصره ومدحه ومدح أهل الحديث ,وكذلك رسالة إلى أهل الثغر نصحهم بعقيدة أهل الحديث ومذهب أهل الحديث, هذه المعطيات ترجح أن ينسب إليه والنسبة لا تعني كبير شيء, فإن قيل بأن هناك كتبا لأئمة محدثين وكبار سبقوا الإمام أباالحسن الاشعري كالإمام أحمد أين هو؟ الإمام البخاري الإمام مسلم هؤلاء سبقوا الإمام أباالحسن الاشعري ولهم مصنفات نقول بأن مصنفاتهم لاتخلوا من ثلاث مسائل:
إما أنها في مسائل نقلية صرفة في ذكر العقيدة من جهة النقل المحض ,أو في ذكر مسائل مخصوصة , أو في الرد أقوام مخصوصين.
أي أن تلك الكتب الاثرية العظيمة النافعة التي سبقت أباالحسن الاشعري لم تكن بالطريقة التي يراد بها الان تدريس العقيدة كما عرف في كتب شيخ الإسلام وكتب الأئمة فيما بعد , إذن فنحن نتكلم عن صورة خاصة في علم الاعتقاد فلا يعترض على ذلك بماذكر من كتب الأئمة والمحدثين سواء كانت أو خاصة لأنها سبقت أباالحسن الاشعري والحمد لله فهذه كما قلت لكم هي أشياء تاريخية لاتقدم ولاتؤخر ,والحمد لله أنه ماحفظ من كتب أبي الحسن الذي نسبت إليه أوليةالوضع كانت في جملتها على مذهب السلف.
¥