تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالايمان بهذه الاركان الستة شرعت لمصلحة النفس شرعت لمصلحة الإنسان, كما قسمنا من قبل مصلحة الإنسان ترتبط بهذه الستة ,معرفة العبد ربه لأنها تحمله على الإحسان وتحمله على العبادة وتحمله على الإحسان إلى الخلق ,لأن من أحسن إلى ربه أحسن إلى الخلق ,ومن أساء إلى ربه فهو في الاساءة إلى الخلق أولى, وكذلك الملائكة فهم أنصارنا في التعبد لله وهم الذين يحبون المؤمنين ويدعون لهم ويستغفرون لمن في الارض ربنا وسعت كل شيء رحمةوعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم , هذا حال الملائكة ويدافعون عن المؤمنين فالايمان بهم في مصلحة لنا ثم حينما نعرف أنهم يتعبدون الله تعالى ولا يسأمون ولا يتعبون يكون هذا محفزا للعبادة وللاجتهاد في التقرب إلى الله, فترى أن في الايمان بالملائكة مصلحة وكذلك في الايمان بالرسل لأنهم الادلاء على الله, وكذلك في الايمان بالكتب لأنها مواثيق البراهين والحجج للسائر إلى الله تبارك وتعالى ,وكذلك في الايمان باليوم الاخر, فإن من عرف أن بعده يوما سيحاسب فيه الصغير والكبير وعلى الذليل والحقير كان حريا به أن يعمل ويسعى سعيا حسنا لكي يرضى عليه ربه, ومن لم يؤمن بأن هناك يوما اخرا فإنه يطغى ولايهمه موقف الناس منه ولايهمه إن أساء إلى فلان وعلان ,لأنه يعلم أن لامعقب له وأن لامتابع له وأن لامحاسب له, ولكن إن علم أن هناك محاسبا فامن باليوم الاخر كان ذلك محفزا على الاعمال, فأنت ترى أن هناك فائدة من وراء الايمان باليوم الاخر, وكذلك الايمان بالقدر خيره وشره فإنه يجعل للانسان قدرة على تجشم الصعاب وعلى الجهاد في سبيل الله وعلى تكبد مشاق الدعوة وعلى رفع الجبن والخور والخوف في كل شيء لايستحق الاحتياطات الزائفة, فحينما يومن الانسان بالقدر خيره وشره ينعكس ذلك على فطرته فيدفع هذه الاخلاق الرذيلة لأنه يعلم بأن لن يصيبه شيء إلا بإذن الله الواحد الاحد, فأنت ترى أن الاركان الستة هذه فيها مصلحة للعبد ,أما الجن فإنه لامصلحة فيها مباشرة هم مثلك مكلفون ومثلك يدخلون الجنة ويدخلون النار "ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والانس "فهم عباد لايزيدون على ذلك وليست فيهم خصال خاصة يمكن أن تحفزك على محبتهم أو على الاعتناء بشأنهم ولذلك كان من أمر الحكيم العليم أن لايجعلهم في أركان الإيمان ,وبالتالي فمن لم يعرف الجن لايكون مطالبا ولكن كما قلنا "يكفر من يكفر بمسائل الجن وما إليها من جهة أنه ينكر المعلوم من الدين بالضرورة وينكر ألفاظ الكتاب ومعلومات الكتاب.

هذا فيما يتعلق بحكم أنه فرض عين

الفرض الكفائي هو ما إلى ذلك من مسائل كل المسائل التي تذكر في الاعتقاد أو من الغيب غير هذه الأركان الست هي على فرض الكفاية, أي إذا قام به –والاحسن أن يقال من يكفي سقط الاثم عن الباقين لأنه إن قام به البعض فقد يقوم به ثلاثة وأربعة والأمة تحتاج إلى خمسة فلايسقط الاثم عن الباقين فيقال إذا قام به من يكفي سقط الاثم عن الباقين , فإن هناك أشياء كثيرة قد يقوم بها البعض ولكن لاتحصل الكفاية, لو أن إنسانا فاجأته الوفاة وكان بدينا وماجاء لتغسيله إلا اثنان, وهذان الاثنان لايمكن أن يحملاه ولايمكن أن يقوما على تكفينه وتغسيله فمااستطاعا ,نقول من تركهم اثمون ,لأن هذا الانسان على بدانته وجسمه يحتاج أربعا مثلا , فكونه يخلى بينه وبين اثنين قيامهم بشؤون تجهيزه ودفنه وما إلى سوى ذلك لا يسقط الاثم عن الاخرين ... أبدا

فلذلك نقول هو إذا قام به من يكفي سقط الاثم عن الباقين ويلزم بالشروع انتبهوا يلزم بالشروع ,حينما نجلس مثل هذه المجالس وتأتي لتحمل عن الامة هم معرفة عقيدتها فأنت حينما جئت لم تصر مخيرا في الاستمرار وعدمه, وهذه من مسائل فروض الكفاية التي يتكلم عنها الاصوليون والفقهاء في أنه يلزم بالشروع ونص عليها في جمع الجوامع فإذا كبرت بالنافلة كانت من قبل نافلة بالنسبة إليك ولكن لما كبرت صارت فرض عين عليك ويلزم بالشروع ,وكذا كل العلوم إذا جئت لتدرس علم الاعتقاد على أن تكون طالب علم محقق فيه تحمل على الأمة معرفته, فإنه ينبغي عليك الاستمرار, والنكوص يكون فيه إثم ترك الواجب ,ولايكون كترك المستحب أي لايعاقب بتركه ويثاب على فعله .. لا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير