تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كانوا يخرجون معه ويناولونه إياها عليه الصلاة والسلام وهكذا ثبت في البخاري عن ابن مسعود قال: ? أتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائط فأمرني أن آتيه بثلاث أحجار. . . ? الحديث. وثبت في الصحيحين من حديث حذيفة رضي الله عنه أنه قال: ? أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائماً فانتبذت منه فدعاني حتى كنت عند عقبه ? فدل على أن التواري عن أعين الناس يعتبر سنة وليس بواجب إذا كان المسلم يستر عورته عن الناظرين.

درس بلوغ المرام

كتاب الطهارة

الكتاب: مصدر، يقال كتب كتاباً وكتابة، وهو يدل على معنى الجمع ومنه الكتيبة، ويطلق على مكتوب القلم لانضمام بعض الحروف والكلمات المكتوبة إلى بعض. وجمعه كتب بضمتين وبضمة وسكون.

والطهارة: لغة هي: النظافة والنزاهة من الأقذار الحسية والمعنوية.

وفي الشرع: رفع الحدث وزوال الخبث. والحدث هو الوصف المانع من الصلاة وغيرها مما تجب له الطهارة. وقد يكون الحدث أصغراً وقد يكون أكبراً ورفعه يكون بالماء أو الصعيد الطيب عند فقد الماء. وأما الخبث فإنه النجاسة التي تصيب البدن أو البقعة أو الثوب أو الماء فتغيره. هذا هو مراد المؤلف من ذكر الطهارة. وإلا فالطهارة في القرآن والسنة تأتي على ثلاثة معان:

الأول: الطهارة من الكفر والمعاصي كما في قوله تعالى عن لوط عليه السلام وأتباعه: (إنهم أناس يتطهرون) وهذه هي طهارة الجوارح والقلب من الآثام والأخلاق المذمومة.

الثاني: الطهارة من الحدث كما في سورة المائدة في قوله تعالى: (ولكن يريد ليطهركم .. ).

الثالث: الطهارة من النجاسة الحسية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (طهور إناء أحدكم). ويأتي الكلام عن هذا الحديث إن شاء الله.

باب المياه

المياه: جمع ماء وهو جنس يقع على القليل والكثير إلا أنه جُمع للدلالة على الأنواع.

والماء قسمان: طهور ونجس.

الطهور: هو الباقي على خلقته التي خلق عليها سواء نزل من السماء أو نبع من الأرض وكذلك ماء البحر والأنهار والآبار والأودية. فهذا الماء يرفع الحدث ويزيل الخبث. ولا يسلب الطهورية إلا بثلاثة أمور:

الأول: أن تلاقيه نجاسة فتغير أحد أوصافه الثلاثة: وهي الطعم والرائحة واللون، وهذا يخلاف الماء الذي يجري أو الماء الكثير المستبحر فإنه يدفع النجاسة عن نفسه.

الثاني: أن يلغ فيه كلب وهو قليل لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبعاً) وياتي تخريجه والكلام عنه. أما الماء الكثير والمستبحر فلا يؤثر فيه ولوغ الكلب.

الثالث: أن يخالطه شيء طاهر فينقله عن مسمّى الماء وذلك بأن يخالطه مرق أو لبن أو حبر فيغيره أو يغيّر كثيراً من لونه. أما إذا لم يتغير مسمّى الماء بسبب ملاقاة ذلك الطاهر أو كان مستعملاً فإنه طهور على الصحيح من أقوال أهل العلم. يرفع الحدث ويزيل الخبث. ويُذكر في كتب الفقه قسم ثالث، وهو الماء الطاهر. إلا أن هذا القسم لا دليل عليه. وهو عندهم يجوز استعماله في غير رفع الحدث. وبسط الكلام عن ذلك وعن هذه الأقسام في كتب الفقه. إلا أني أنصح بقراءة كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الجزء الحادي والعشرين من الفتاوى، عن هذه المسألة ففيه تأصيل طيب يغني طالب العلم ويعينه على تصور هذا الباب ويخلّصه من التفريعات التي لا دليل عليها. وكذلك ما ذكره الشيخ محمد بن عثيمين في كتابه الشرح الممتع.

1ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر: هو الطهور ماؤه الحل ميتَتُه) أخرجه الأربعة وابن شيبة واللفظ له وصححه ابن خزيمة والترمذي.

الحديث صحيح. ولفظه: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ به؟ فقال صلى الله عليه وسلم: .. فذكره

روى هذا الحديث مالك في الموطأ عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق عن المغيرة بن أبي برده من بني عبد الدار أنه سمع أبا هريرة ورواه عن مالك أهل السنن، وصححه البخاري والحاكم وابن المنذر والطحاوي والبغوي والخطابي وغيرهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير