تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن كتب الحديث التي عنى علماء دمشق بتدريسها: الأصول الستة، ومسند الإمام أحمد بن حنبل، موطأ الإمام مالك، ومسند الإمام الشافعي، ومصابيح السنة للبغوي، والشفاء للقاضي عياض، والجامع الصغير للسيوطي، وتيسير الوصول إلى جامع الأصول لابن الديبع الشيباني، وكنز العمال ومختصر للمتقي الهندي، ومشكاة المصابيح للخطيب التبريزي، والترغيب والترهيب للمنذري. وكانت لهم عناية كبيرة بكتب الإمام النووي: الأذكار ورياض الصالحين وغيرها.

وأما كتب الشروح فقد درسوا: فتح الباري لابن حجر، وإرشاد الساري للقسطلاني، وشرح الكرماني على صحيح البخاري، وحاشية الشرقاوي على مختصر الزبيدي، وشرح النووي على مسلم، ونسيم الرياض وهو حاشية الخفاجي على الشفاء للقاضي عياض، وكذلك شرح ملا علي القاري على الشفاء، والفتوحات الربانية على الأذكار النووية لابن علان الصديقي الشافعي، ودليل الفالحين شرح رياض الصالحين لابن علان أيضاً. وغيرها.

وأما في علم مصطلح الحديث، فكان علوم الحديث لابن الصلاح ونخبة الفكر لابن حجر والمنظومة البيقونية وشروحها مدار دروسهم، قلما يتدارسون غيرها.

وقد كانت دروس العلم تأخذ أشكالاً، فمن دروس عامة لكل من يحضر صغيراً أو كبيراً، عالماً أو مستمعاً، وغالباً ما تكون هذه الدروس في المساجد أو الزوايا والتكايا، إلى دروس خاصة يحضرها طلاب العلم، وهي تعقد في الأماكن المشار إليها قريباً بالإضافة إلى المدارس الشرعية والبيوت.

ثانياً: التأليف في الحديث وعلومه المختلفة:

لم تكن سوق التأليف في هذا القرن مزدهرة بين علماء دمشق، وذلك أن معظم العلماء توجهوا إلى مضمار التعليم والتوجيه، بغية تعميم الثقافة الإسلامية في مواجهة مدارس التبشير التي بدأت تشق طريقها في العالم الإسلامي في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين،/ ومن هنا فإننا نلاحظ أن ما تركه علماء دمشق في هذا القرن من مؤلفات في مختلف الفنون والعلوم لا يتناسب مع مكانتهم العلمية، إلا القليل منهم.

هذا ويمكننا أن نقسم مؤلفاتهم الحديثية إلى ثلاثة أقسام:

أ: الأثبات والمشيخات

ب: المجموعات الحديثية.

ج: كتب في المصطلح وعلومه.

أ: الأثبات والمشيخات:

إنَّ مما تميَّزت به علوم الحديث في الإسلام عنايتها بالرواية والإسناد، الذي يعد من أبرز خصائص هذه الأمة، وقد كان السلف الصالح يرون أن الإسناد من الذين، ولولا الإسناد لقال من شاء ماشاء، يقول ابن المبارك: "مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقى السطح بلا سلم" (24)

ويقول سفيان الثوري: "الإسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن معه سلاح بأي شيء يقاتل" ويقول مرتضى الزبيدي: "ثبت عند أهل الفن أنه لا يتصدى لإقراء كتب السنة والحديث قراءة دراية أو تبرك ورواية إلا من أخذ أسانيد تلك الكتب عن أهلها (25) ومن هنا برزت عناية المشتغلين بالحديث النبوي بذكر أسانيدهم برواية كتب الحديث، و ما رواه الواحد منهم عن شيوخه من أحاديث، وجمعوها في كتب خاصة اصطلحوا على تسميتها بالأثبات أو المعاجم أو المشيخات أو البرامج أو الفهارس.

وقد كان لعلماء دمشق مشاركة في هذا الفن من التأليف، فقلَّ عالم من علماء دمشق اشتغل بالحديث إلا وله فِهْرسٍ لمروياته وشيوخه الذين روى عنهم، من ذلك:

1 ـ الجوهر الفريد في علو الأسانيد، ويسمى الكنز الفريد، والعقد الفريد: للشيخ أبو النصر الخطيب (ت:1325هـ) وهو في مجلد وسط، ساق فيه الكثير من الأحاديث المسلسلة والإجازات الحديثية. (مخطوط في ظاهرية دمشق، رقم:137)

2 ـ مختصر الجوهر الفريد: اختصر في الكتاب السابق في جزء وسط، وترجم فيه لنفسه ولمشايخه، وعدَّد رحلاته إلى الأقطار، ثم ساق نصوص إجازات المشايخ، وأسند بعض المسلسلات والمصنفات الحديثية.

3 ـ مشيخة كمال الدين بن حمزة الدمشقي الحسني.

4 ـ عقود الأسانيد (26): للشيخ أمين السفرجلاني (ت:1335هـ) وهو ثبت منظوم، طبع عام (1319هـ).

5ـ العقد الفريد في اتصال الأسانيد: للشيخ إبراهيم الموصلي (ت:1304هـ)،

6 ـ عنوان الأسانيد: لمفتي الشام الشيخ محمود حمزة (ت:1305هـ)، وهو ثبت صغير أسند فيه عدداً من المسلسلات، وكتب الحديث.

7 ـ الطالع السعيد في مهمات الأسانيد: للمحدث الشيخ جمال الدين القاسمي (ت:1332هـ) وهو كبير، بحيث قال الكتاني عنه: "أوقفني على مسودته، فلم أستوعبه".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير