ثم من المعلوم أن هذا لو كان ممكنا لكان السابقون الأولون أحق الناس بهذا، ومع هذا فما منهم من ادعى أنه أدرك بنفسه ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن المعلوم أن الله فضل بعض الرسل على بعض، وفضل بعض النبيين على بعض.
كما قال تعالى: ?? ?????? ????????? ????????? ?????????? ?????? ?????? ? ?.
وقال: ????????? ????????? ?????? ????????•???? ?????? ?????? ? ?.
كما خص موسى بالتكليم، فلا يمكن عامة الأنبياء والرسل أن يسمع كلام الله كما سمعه موسى، ولا يمكن غير محمد أن يدرك بنفسه ما أراه الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج وغير ليلة المعراج.
فإذا كان إدراك مثل ذلك لا يحصل للرسل والأنبياء، فكيف يحصل لغيرهم؟
ولكن الذي قال هذا يظن أن تكليم الله لموسى من جنس الإلهامات التي تقع لآحاد الناس، ولهذا ادعوا أن الواحد من هؤلاء قد يسمع كلام الله كما سمعه موسى بن عمران، وله في كتاب 'مشكاة الأنوار' من الكلام المبني على أصول هؤلاء المتفلسفة ما لا يرضاه لا اليهود ولا النصارى، ومن هناك مرق صاحب "خلع النعلين" وأمثاله من أهل الإلحاد.
? التعليق:
انظر هداك الله إلى هذه الطامات التي في داخل الإحياء التي مفادها هو نبذ الكتاب والسنة، والاعتماد على المكاشفات التي لا ضبط لها ولا انضباط، ولا يمكن أن يعتمد فيها على مقياس، وهي دعوى طويلة عريضة يمكن لأي امرئ أن يدعيها، ومع ذلك جعلت هي الحكم على الكتاب والسنة، فيجب عرض الكتاب والسنة عليها، فإن صدقته وإلا ردا، وهنا يجب أن نسأل سؤالا، ما هو تعريف الكشف؟ ومن الذي يوثق بكشفه ومن لا يوثق؟ وهل ثبت عن السلف أنهم كانوا يعتمدون الكشف؟ وإذا كانوا يعتمدونه فلماذا وقعوا في كثير من الأخطاء؟ ولماذا تحيروا في كثير من المسائل التي لم يجدوا فيها نصا من الكتاب والسنة؟ فلذا، فالذي ينظر إلى هذا الأصل الشيطاني بالعلم والعمل والواقع الماضي والحاضر يجد أن هذا الأصل لا يتعدى -إن كان له وجود- وساوس إبليس، فلو ظفر الفقهاء والمحدثون بهذا الأصل ما أتعبوا أنفسهم في البحث والتنقيب، والبحث والتقعيد، ويكون هذا الأصل هو الأصل الأول عندهم قبل الكتاب والسنة، وما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على الغزالي في هذا الأصل الباطل مع تنزل كثير فيه كفاية.
وقال في موضع آخر من التعارض:
وأبو حامد ليس له من الخبرة بالآثار النبوية والسلفية ما لأهل المعرفة بذلك الذين يميزون بين صحيحه وسقيمه، ولهذا يذكر في كتبه من الأحاديث والآثار الموضوعة والمكذوبة ما لو علم أنها موضوعة لم يذكرها.
? التعليق:
وهل من خوف الله تبارك وتعالى الإقدام على التصنيف والتأليف للمسلمين ما لم يكن المسلم أهلا لذلك، والأهلية تتجلى في الخبرة بالكتاب والسنة، ومن لا خبرة له بهما فلا يجوز له أن يؤلف في العلوم الشرعية، لأن عمدتها الكتاب والسنة والآثار السلفية وإلا دخل في الآيات الكثيرات والأحاديث المتواترة التي نهت المسلم أن يقول على الله بغير علم، قال الله تعالى: ????? ??????? ?????? ??????? ?•??????????? ??? ?????? ??????? ????? ?????? ?????????? ???????????? ???????? ????????? ????? ??????????? ?????? ??? ???? ????????? ????? ?????????? ????? ?????????? ????? ???? ??? ?? ??????????? ???? ? وسنرجع إن شاء الله إلى هذا الموضوع في حينه.
وقال في موضع آخر -أي ابن تيمية-: وأما احتجاجه على إثبات علم الرب بالجزئيات بالإنذارات والمنامات فاستدلال ضعيف فإن ابن سينا وأمثاله يدعون أن ما يحصل للنفوس البشرية من العلم والإنذارات والمنامات إنما هو من فيض العقل الفعال، والنفس الفلكية، وإذا أرادوا أن يجمعوا بين الشريعة والفلسفة قالوا: إن النفس الفلكية هي اللوح المحفوظ كما يوجد مثل ذلك في كلام أبي حامد في كتاب الإحياء والمضنون وغير ذلك من كتبه، وكما يوجد في كلام من سلك سبيله من الشيوخ المتفلسفة المتصوفة يذكرون اللوح المحفوظ، ومرادهم به النفس الفلكية، ويدعون أن العارف قد يقرأ ما في اللوح المحفوظ ويعلم ما فيه.
ومن علم دين الإسلام الذي بعث الله به رسله علم أن هذا من أبعد الأمور عن دين الإسلام كما قد بسط في موضع آخر.
¥