تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأولياء شاهدوا الحق في جميع ما ورد به الشرع ليس بسديد بل لا يزال الأولياء مع الأنبياء في إيمان بالغيب، ولا يتصور أن الولي يُعْطَى ما أعطيه النبي من المشاهدة والمخاطبة، وأفضل الأولياء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوهم.

وليس في هؤلاء من شاهد ما شاهده النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، ولا شاهد الملائكة الذين كانوا ينزلون بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سمع أحد منهم كلام الله الذي كلم به نبيه ليلة المعراج، ولا سمع عامة الأنبياء فضلا عن الأولياء كلام الله كما سمعه موسى بن عمران، ولا كلم الله تكليما لداود وسليمان بل ولا إبراهيم ولا عيسى فضلا عن أن يكون ذلك يحصل لأحد من الأولياء، و الإيمان بكل ما جاء به الأنبياء واجب، فإنهم معصومون ولا يجب الإيمان بكل ما يقوله الولي، بل ولا يجوز، فإنه ما من أحد من الناس إلا يؤخذ من كلامه ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن سب نبيا من الأنبياء قتل وكان كافرا مرتدا بخلاف الولي.

قال تعالى: ?????????? ?•?????? ?????? ?????? ??????? ????????? ?????? ??????? ?????? ???????????? ?????????????? ??????????? ??????????? ????????????? ?????? ??????? ??????? ????????? ?????? ??????? ???????•???? ??? ????????? ?? ????????? ?????? ?????? ????????? ???????? ????? ??????????? ????? ? وقال تعالى: ???????? ?????????? ?????? ??????? ???????? ??? ???????? ????????????????? ? ???? ??????? ?????? ????????????????? ??????????? ??????????? ?? ????????? ?????? ?????? ???? ????????? ? ? وقال تعالى: ??????? ??????????? ??? ???????? ??? ??????? ???? ??????? ???? ????? ???????? ??????? ???????????? ???? ?????•??????? ????????? ???? ??? ??????? ???????????? ???? ???????? ???? ??????????? ? ?????? ??????? ??????? ???? ?.

فإن قيل، ففي قراءة ابن عباس ?ولا محدث? قيل هذه القراءة ليست متواترة ولا معلومة الصحة، ولا يجوز الاحتجاج بها في أصول الدين، وإن كانت صحيحة، فالمعنى أن المحدث كان فيمن كان قبلنا وكانوا يحتاجون إليه، وكان ينسخ ما يلقيه الشيطان إليه كذلك، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تحتاج إلى غير محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا كانت الأمم قبلنا لا يكفيهم نبي واحد بل يحيلهم هذا النبي في بعض الأمور على النبي الآخر وكانوا يحتاجون إلى عدد من الأنبياء ويحتاجون إلى المحدث، وأمة محمد أغناهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء والرسل، فكيف لا يغنيهم عن المحدث ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إنه قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر» فعلق ذلك ب "إِنْ" ولا يجزم به لأنه علم استغناء أمته عن محدث كما استغنت عن غيره من الأنبياء، سواء كان فيها محدث أولا، وكان ذلك لكمالها برسولها الذي هو أكمل الرسل وأجملهم، وهؤلاء كبعض في أمته عن الأمم قبلهم.

وقد وقع في كلام أبي حامد وغيره نحو من هذا في مواضع أخر حتى ذكر فيما يتأول وما لا يتأول أن ذلك لا يعلم إلا بتوفيق إلهي يشاهد به الحقائق على ما هي عليه، ثم ينظر في السمع والألفاظ الواردة فيه، فما وافق مشهوده أقره وما خالفه تأوله، وذكر في موضع آخر أن الواحد من الأولياء قد يسمع كلام الله سبحانه كما سمعه موسى بن عمران وأمثال هذه الأمور، ولهذا تبين له في آخر عمره أن طريق الصوفية لا تحصل مقصوده فطلب الهدى من طريق الآثار النبوية، وأخذ يشتغل بالبخاري ومسلم ومات في أثناء ذلك على أحسن أحواله وكان كارها ما وقع في كتبه من نحو هذه الأمور مما أنكره الناس عليه حتى قال المازري وغيره ما معناه: إن كلامه يؤثر في الإيمان بالنبوة فينقص قدرها أو نحو هذا، وكذلك ما ذكره من أن النبوة انفتاح قوة أخرى فوق العقل.

ولا ريب أن هذا مما يكون للنبي، وليس النبوة قوة تدرك بها الأمور، وإنما يشبه هذا أصول الفلاسفة الذين يزعمون أن الفيض دائم من العقل الفعال، وإنما يحصل في القلوب بسبب استعداد الأشخاص، فأي عبد كان استعداده أتم كان الفيض عليه أتم من غير أن يكون من الملأ الأعلى سبب يخص شخصا دون شخص بالخطاب والتكليم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير