إلا أن المحقق الْجَادَّ يستظهر ورقتين أو ثلاثاً من المصادر الأخرى ويستعين بمحفوظه وإلفه مع مدلول السياق، ثم يتأمل رسم الورقات بالمقارنة. ويقيد ما حذقه من الرسم المغربي إلى جوار الرسم المشرقي ليرجع إليه إذَا خانته الذاكرة. وقد وَطَّنْتُ نفسي على هذا الْعَنَاءِ لأخرج بدراسة شاملة مفيدة عن مختصر عبد الحق، إشباعاً لرغبتي في دراسة آثاره من جانب، وإشباعاً لرغبة شيخي حمد الجاسر من جانب آخر لأنه أراد التقاط ما في الكتاب من نقل عن الهجري.
ولكن للأسف لم أحقق أيّاً من الرغبتين لضعف التصوير وسوئه؛ ولعل الشيخ حَمَداً أن يكرمني ـ كعادته ـ بما هو أوضح.
أما وجود صورة من الكتاب بدار الكتب المصرية فلا يعني سهولة متناولها، بل إن ما في الخزانات الأوروبية أسهل تناولاً؛ وقد استعنت بكل وسيلة ووساطة للشنيطيِّ لعل قلبه يرقُّ فيحقق لي رغبتي بتصوير ما يهمني من هذه الدار فلم يفعل رغم النداءات، ثم اللوم القارص الذي وجهه له آل عاشور ـ جزاهم اللّه عني خيراً ـ بمجلتهم «الاعتصام» وذلك منذ سبع سنوات تقريباً.
وقد خرجت من اطلاعي غير المنظم على هذه النسخة بنتيجة مهمة وهي أن كتاب الرشاطي ثم بالتالي مختصره ليس ككتب ابن ماكولا والسمعاني وأبن حجر وعبد الغني وابن طاهر والسيوطي في الأنساب إذْ تِلْكَ تعتبر مجرد فهارس بالنسبة لكتاب الرشاطي.
وإن كان يرد في كتب ابن ماكولا والسمعاني وابن حَجَر بعض المعلومات عن بعض المنسوبين إلا أنها معلومات مجملة ترد عرضاً وأكثرها قليل الجدوى.
ورأيت ميزة كتاب الرشاطي على كتب الأنساب تتلخص في التالي:
1 ـ أن الرشاطي يتكلم عن الأعلام تعديلاً وتجريحاً ويسوق شيئاً من أخبارهم. وهذا يجعله كتاباً حافلاً في التراجم، بعيداً عن جفاف كتب الأنساب التي هي مجرد معلومات (ببلوجرافية).
2 ـ أن الرشاطي يبوب في كتابه لأسماء الأعلام ويتحدث عن أخبارهم في المواضع التي يوفق فيها اسم العلم اسم أبي القبيلة. بينما كتب الأنساب تعتني بآخر اسم العلم الذي ترد فيه ياء النسب.
3 ـ أنَّ الرشاطي ومختصره يتوسعان في التعريف بالقبائل والبلدان؛
فهو بهذا كتاب حافل في الأنساب والبلدان، بخلاف كتب أنساب الأعلام التي تقف عند المشهور ولا تتعمق.
واتَّضَحَ لي من حواشي النسخة أن أبا محمد عبد الحق أضاف إلى كتاب الرشاطي معلوماتٍ نقلها عن ابن عبد الْبَرِّ وأبي سعد الماليني وغيرها حيث يشير بقوله: (وزاد فلان).
ومن تلك الميزات لا تفوتني الإشارة إلى أن كتاب الرشاطي ومختصريه مرجع في توثيق الرواة، والمكتبة العربية فقيرة إلى كتب رجال الحديث، إذ الناس اليوم عالة على «ميزان الذهبي» و «لسان ابن حجر» و «تهذيبه».
وثمة أمر جوهريٌ لم يمكنني سوء التصوير من استبانته، وهو مدى احتفاء الرشاطي بالأعلام المنسوبين إلى غير القبائل والبلدان كالحرف والألقاب، ومدى زيادة مادته على ما في كتب ابن ماكولا والسمعاني وابن حجر. وإنَّ الجمع بين ما بقي من كتاب الرشاطي ومختصري البلبيسي وعبد الحق في تحقيق موحد ضرورة يجب أن يضطلع بها المهتمون بالتراث إِنْ أخذوا بقاعدة (تقديم الأهم على المهم).
ـ[ضياء الدين]ــــــــ[24 - 08 - 09, 03:25 ص]ـ
أخانا مصعب بارك الله فيك
ألا يمكن رفع المطبوعة التي ذكرتها أو إرشادنا إلى مكانها على الشبكة إن كانت موجودة عليها؟ فلم تصادفني هذه المطبوعة فيما ارتدته من مكتبات، ولعلها مما نفد من الأسواق.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 09 - 09, 02:16 م]ـ
حمل كتاب: الأندلس في اقتباس الأنوار وفي اختصار اقتباس الأنوار pdf
تأليف: لمحمد الرشاطي؛ وابن الخراط الاشبيلي
تحقيق: إيميلو مولينا و خاثنينتو بوسك بيلا
طبعة: المجلس الأعلي للأبحاث العلمية
سنة: 1990م
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 09 - 09, 02:23 م]ـ
أخانا مصعب بارك الله فيك
ألا يمكن رفع المطبوعة التي ذكرتها أو إرشادنا إلى مكانها على الشبكة إن كانت موجودة عليها؟ فلم تصادفني هذه المطبوعة فيما ارتدته من مكتبات، ولعلها مما نفد من الأسواق.
للأسف لا أُحسن تصوير الكتب ورفعها؛ ولو عرفت لما بخلنا عليكم ساعةً بالنوادر!
وهذا الكتاب الذي عندي ويقع بحوالي ص200 وأغلب ما فيه النسبة للمواضع والبلدان!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70719&stc=1&d=1253873982
ـ[ضياء الدين]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم على الاهتمام، ولقد كنت أود الاطلاع على الكتاب لكي أعرف مضمونه وما فعل الناشر (والمحقق!!) فيه، فاقتباس الأنوار على حد علمي لم يصل إلينا كاملا أصلا ومختصره لا يمكن أن يطبع في مثل هذا العدد من الصفحات المذكور أعلاه، ولعله إعادة طبع للكتاب الذي طبع في إسبانيا متضمنا نقولا من الكتابين - الاقتباس ومختصره، وهاك يا أخي رابط الكتاب الإسباني على موقع المصطفى، لعلك تقارن بينه وبين المطبوعة التي لديك وتفيدني بالنتيجة:
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=002678.pdf
¥